طرابلس 26 فبراير 2017 (شينخوا) أحيت مدينة الميناء اللبنانية الساحلية اليوم (الأحد) مهرجان "الزامبو" التقليدي، الذي تنفرد بإحيائه في لبنان منذ أكثر من 100 عام تحت شعار "العيش المشترك".
ويقام المهرجان كل عام في يوم الأحد الأخير الذي يسبق بدء الصوم عند المسيحيين بحسب التقويم الشرقي.
وقام شبان وشابات صباح اليوم بطلي وجوههم وأجسادهم بالألوان السوداء والفضية وحملوا رماح وخناجر، وارتدوا أقنعة وأزياء أفريقية غريبة، حسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)).
وجاب هؤلاء على قرع الطبول وصوت الموسيقى شوارع مدينة الميناء قرابة ساعتين، وغنوا أناشيد افريقية وقدموا سلسلة اسكتشات (مشاهد تمثيلية) مستوحاة من حياة الأدغال.
كما أجبروا المارة وسائقي السيارات وأصحاب المحال في مدينة الميناء على التبرع بالمال للفقراء على أن يلطخ بالأسود كل من لا يدفع.
وأنهى هؤلاء الكرنفال بالغطس في مياه البحر للاغتسال ومحو وإزالة الألوان عن أجسادهم وتطهير النفس والجسد وطرد الأرواح الشريرة، بحسب التقليد المتبع.
وشارك بالكرنفال، الذي اتخذ هذا العام شعار "العيش المشترك" مئات من المسيحيين والمسلمين، الذين ساروا في مسيرة "الزامبو".
وقال اللبناني غابي سرور أحد المشاركين في الكرنفال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "عادة شعبية وتقليد منذ عشرات السنين ليس لها علاقة بالدين".
بدوره، قال محمد حسن وهو شاب مسلم من مدينة الميناء في عقده الرابع "أشارك في الكرنفال منذ أن كان عمري خمسة أعوام".
وتابع "اصطحبت معي أولادي لكي يشاركوا في هذا التقليد قبل الصوم لدى المسيحيين تأكيدا للعيش المشترك".
ولم تُعرف على وجه الدقة أصول هذا المهرجان، لكنه برأي بعض السكان يعود إلى المهاجرين اللبنانيين الأوائل من طرابلس كبرى مدن شمال لبنان إلى البرازيل، والذين أرادوا بعد عودتهم إلى مدينة الميناء إحياء ما يشبه كرنفال ريو دي جانيرو "الريو" الشهير فنظموا "الزامبو".