نانتشانغ 27 فبراير 2017 (شينخوا) أعلنت مدينة جينغقانغشان التي تعتبر قلبا للأنشطة الثورية المبكرة للحزب الشيوعي الصيني، في مقاطعة جيانغشي بشرقي الصين اليوم الأحد أنها خلت رسميا من قائمة المناطق الفقيرة.
وفي عام 1927، أقام الحزب الشيوعي الصيني قاعدته الثورية الريفية الأولى في جينغقانغشان لتصبح نقطة لبدء الثورة الصينية. وفي الوقت الراهن، تخلصت من الفقر، حيث يحتل عدد السكان الذين يعيشون فيها تحت خط الفقر 1.6 بالمائة من إجمالي سكان المدينة، ما يعتبر أدنى من المعيار الوطني وهو 2 بالمائة، حسبما قالت حكومة المدينة.
وأرجعت الحكومة المحلية ذلك السبب إلى حملة تخفيف حدة الفقر بشكل دقيق, والتي تجرى في عموم البلاد . ويقصد تخفيف حدة الفقر بشكل دقيق أن الأموال تنفق بالضبط فيما يحتاج إليه, وليس أكثر من المطلوب.
وبلغ تعداد الفقراء في جينغقانغشان نحو 16 ألفا و 934 شخصا في 2014، بينما انخفض إلى ألف و 417 شخصا في يومنا هذا. ونما متوسط دخل الأسر الفقيرة من 2600 يوان (حوالي 378 دولار أمريكي) إلى أكثر من 4500 يوان.
وساعدت المدينة المواطنين على بدء أعمالهم أو التوظيف، بينما قدمت ضمانات للعاجزين. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت المدينة أيضا الفقراء على نقلهم إلى المساكن عالية الجودة وحسنت البنيات التحتية في المناطق الريفية.
وشجعت الحكومة الفقراء لكي يكونوا جزءا من الصناعات الناجحة في المدينة مثل الشاي والخيزران وزراعة الفاكهة والمعالجة وتربية الأحياء المائية.
وتوقف تشونغ وان ين عن القلق بشأن المال منذ أن بدأ العمل في مزرعة السمك الخاصة بقريته وأصبحت تدر عليه دخلا بلغ أكثر من 20 ألف يوان سنويا. وهو أيضا احد المساهمين في المزرعة بنحو 5 ألاف يوان بعد أن تم تمويله بواسطة الحكومة، لتجلب له 20% عائدا سنويا.
التجارة الالكترونية والسياحة تخفضان الفقر
ساعدت التجارة الالكترونية منتجات 18 بلدة في جينغقانغشان لتصل إلى المشترين خلف الجبال ليستفيد منها 2400 شخص.
وقال هوانغ شياو هوا رئيس مركز خدمة التجارة الالكترونية في بلدة هوانغ آو: "إن نحو 17 ألف طرد بقيمة 1.6 مليون يوان قد أُرسلت بعد افتتاح مركز الخدمة منذ أكثر من عام".
واستغلت جينغقانغشان أيضا شهرتها بأنها معقل الثورة الصينية، حيث زارها 13 مليون شخص العام الماضي. وقدمت قرية باشانغ برنامج تدريبي ليوم واحد لمعايشة حياة الجيش الأحمر واستقطبت 40 ألف مشارك في عام 2016.
وتقدم لاي بو شيوي المزارعة من القرية الغداء للزوار كل يوم. وقالت لاي صاحبة الـ58 عاما "أحصل 33 يوانا من كل شخص مقابل الوجبة"، مضيفة أن " الوجبات بسيطة ومطابقة لما كان يتناوله جنود الجيش الأحمر".
وتابعت لاي "في الماضي كنا نزرع المحاصيل في عدد قليل من الحقول وكانت الحياة صعبة، ولكن هذه الأيام الكثير من الزوار يأتون إلى قريتنا ما دفعنا إلى افتتاح المطاعم التجارية".
المهمة الملحة
ويبقى التخفيف من حدة الفقر ملحة مهمة. حيث قررت الحكومة الصينية القضاء على الفقر بحلول عام 2020، ليصبح هدف العام بناء "مجتمع معتدل الازدهار".
ووفقا للأرقام الرسمية لا يزال لدى الصين 55.75 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر حتى نهاية 2015. وقالت الحكومة إنها انتشلت 10 ملايين شخص من الفقر في 2016كما تستهدف انتشال 10 ملايين أخرى خلال العام الجاري.
وأسهمت الإستراتيجية الوطنية المنسقة في الحد من الفقر في مقاطعة خبي المطلة على بكين وتيانجين والتي وصفت بأنها ضمن "حزام الفقر". وخرج من حيز الفقر نحو مليون شخص في خبي خلال العام الماضي إلا أن نحو 2 مليون شخص يظلون في ظروف بائسة. وهناك نحو 700 ألف آخرين يجب تحريرهم من القيود المفروضة عليهم هذا العام في خبي من خلال توريدهم المنتجات الزراعية للجارتين الغنيتين. كما أن هناك خطط لعدد من المنتجعات السياحية في المقاطعة لاستيعاب سكان المدن المتحمسة لقضاء العطلات الأسبوعية في الجبال.
وتخطط مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين لانتشال مليون شخص من الفقر في 2017 من إجمالي نحو 3.5 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر.