بكين 10 مارس 2017 (شينخوا) أفاد تقرير عمل الحكومة الذي قدمه لي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني إلى الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني 5 مارس, أن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي لا يزال مستمرا، مع تصاعد الاتجاه الفكري المتمثل في "مناهضة العولمة" وتنامي الحمائية، وهناك العديد من الشكوك حول توجهات سياسات الاقتصاديات الكبرى والآثار الجانبية لها، والعوامل التي تسبب عدم الاستقرار واليقين في تزايد بصورة ملموسة.
وعلى الرغم من زيادة المشاعر المناهضة للعولمة والمحاولات المضادة لهذا الاتجاه، طمأن لي كه تشيانغ أن الصين تعارض الحمائية في أشكالها المختلفة وستعمل على مستوى أعمق وأكبر للانفتاح .
من هذا المنطلق، قال لي إن الصين ستدفع بناء مبادرة "الحزام والطريق"، من خلال تسريع بناء ممرات اقتصادية برية ومراكز تعاون بحرية وتعميق تعاون في القدرات الصناعية الدولية.
وأفاد لي بأن الصين ستتخذ أيضا خطوات كبيرة لتحسين البيئة للمستثمرين الأجانب ، حيث ستسمح الصين للشركات الأجنبية بالمشاركة في المشاريع العلمية والتكنولوجية الوطنية وستشجع الشركات أجنبية التمويل على الإدراج في سوق المال وإصدار السندات في الصين.
وفقا للأرقام الصادرة عن وزارة التجارة الصينية, جذبت الصين 130 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات الخارجية في عام 2016، بزيادة 4 بالمائة على أساس سنوي
تدعو مبادرة" الحزام والطريق" المذكورة كثيرا في تقرير عمل الحكومة إلى بناء هيكل عالمي كبير وتحقيق اتصالات اقتصادية أوثق ومنافع متبادلة بين الدول والمناطق المختلفة. وبالنظر إلى ذلك يتبادر تساؤ ل حول كيف ستدفع مبادرة "الحزام والطريق" إلى تنمية "العولمة" الجديدة في الفترة الجديدة؟
أشار وانغ يي يوى, مدير مركز بحوث الشؤون الدولية لجامعة الرنمين الصينية، إلى أن الصين تدعو إلى بناء نوع جديد من "العولمة" تختلف بشكل ما عن أفكار "العولمة" التي طرحتها وقادت بها الدول الغربية في الثمانينات, ويتمثل هذا النوع الجديد بأنه أكثر انفتاحا وتوازنا وتفضلا بشكل عام مما يفيد ويسعد مزيدا من الناس والدول النامية. فيمكن التأكيد على أن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية تلعب دورتها كقوة دافعة في بناء "العولمة" الجديدة.
أولا , تتمثل " الحزام والطريق" ببناء هيكل كبير مرتبط بحريا وبريا
وكانت تعد "العولمة" السابقة "عولمة بحرية", حيث نقلت قرابة 90 بالمائة من البضائع عبر البحار. بالنسبة إلى "الحزام والطريق" فإن النقل سيكون بحريا وبريا معا. على سبيل المثال يشق ممر الصين-باكستان الاقتصادي , إحدى الممرات الست الكبيرة على طول "الحزام والطريق", طريقا مرتبطا بين مناطق ساحلية بحرية ومناطق شمالية فقيرة في باكستان بينما يغير في التوزيع الاقتصادي العالمي من الجنوب إلى الشمال، وفي الوقت نفسه يقلص الفجوة بين الأغنياء والفقراء لتحقيق هدف "العولمة" الأكثر توازنا وتفضلا بشكل عام.
ثانيا, الهيكل التعاوني المطروح في مبادرة"الحزام والطريق" يغير نظام التوزيع القديم
تستخدم الشركات العابرة للقارات الأسواق ومواردها والعمال في جميع أنحاء العالم لتحقق الأرباح بشكل غير متوازن. فتدعو "الحزام والطريق" إلى بناء هيكل تعاوني بشكل متساوي بما يعد تحولا في نظام التوزيع القديم أي قيادة الدول الغربية - وتهميش الدول النامية.
ثالثا, مبادرة"الحزام والطريق" تعزز نهضة الحضارة المشتركة
"العولمة" في الفترة السابقة كانت تبادر ببناء حضارة غربية قوية ومسيطرة وتقود نمط تنمية الحضارة العالمية. وبالعكس فإنه "الحزام والطريق" تدعو إلى نهضة الحضارة وازدهارها وإبداعها بشكل مشترك من خلال تخفيض الفجوة بين الغنى والفقر وتحقيق التنمية مشتركة .
رابعا, المبادرة تدفع التعاون العالمي من خلال دفع التعاون الإقليمي
تدعو "العولمة" اعتمادا على "التكامل الإقليمي" ما تعد العلاقة بينهما تكامل متبادل. فتعمل الصين على بناء الممرات الست الاقتصادية الكبيرة على طول "الحزام والطريق" تحت إطار المبادرة كنموذج في توزيع سلسلة صناعية تمتد إلى نطاق عالمي وهو ما يقفز عن وضع الصدام بين "العولمة" و"التكامل الإقليمي " ويربط المناطق المختلفة.
وأظهرت البيانات الرسمية أن الصين استثمرت أكثر من 50 مليار دولار أمريكي في الدول الواقعة على طول الحزام والطريق منذ عام 2013 .
وحظيت تلك المبادرة بدعم أكثر من 100 دولة وبعض المنظمات الدولية مع توقيع قرابة 50 اتفاقا تعاونيا بين الحكومات وبعضها.
قال وانغ يي وزير الخارجية الصيني يوم 8 مارس في مؤتمر صحفي على هامش الدورة السنوية للمجلس الوطني الـ12 لنواب الشعب الصيني , إن مبادرة "الحزام والطريق" أصبحت أشهر منصة خدمية تستفيد منها كل الدول، وأفضل منصة للتعاون الدولي تنتظرها آفاق أكثر إشراقا في العالم.
وأضاف وانغ أن فكرة مبادرة الحزام والطريق جاءت من الصين لكنها تنتمي إلى العالم وفوائدها ستعمّ على جميع الدول.
وذكر أنه في حين ترتفع الاتجاهات الحمائية والأحادية ، أصبحت مبادرة الحزام والطريق قضية مشتركة للعالم تساعد على إعادة توازن العولمة الاقتصادية من خلال جعلها أشمل وأفضل عالميا.
وأشار وانغ إلى أن أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 50 من قادة المنظمات الدولية وأكثر من 100 مسؤول على المستوى الوزاري، إلى جانب 1200 مندوب من مختلف البلدان والمناطق سيشاركون في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي المقرر عقده في العاصمة بكين خلال شهر مايو المقبل, في الحين سيبني توافقا في الآراء ويربط بين استراتيجيات التنمية لمختلف البلدان. وسيفحص التعاون في المجالات المفتاحية ويضع اللمسات الأخيرة على مشاريع كبرى في كثير من المجالات منها ترابط البنية التحتية، والتجارة والاستثمار، والدعم المالي، والتبادلات الشعبية.