دمشق 15 مارس 2017 (شينخوا) سقط اليوم (الأربعاء)عشرات القتلى والجرحى في تفجيرين انتحاريين، الأول استهدف مبنى القصر العدلي بدمشق بالقرب من سوق الحميدية الشهير، والثاني وقع داخل أحد المطاعم في منطقة الربوة غرب دمشق، في وقت تشهد فيه دمشق إجراءات أمنية مشددة عقب وقوع التفجيرين تحسبا لوقوع تفجير ثالث.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن قائد شرطة دمشق إن " إرهابيا انتحاريا فجر نفسه، بحرم مبنى القصر العدلي بدمشق، ما أسفر عن سقوط 31 شهيدا، و45 جريحا " .
وعرض التلفزيون الرسمي السوري لقطات مباشرة لمكان وقوع التفجير الأول في مبنى القصر العدلي الذي ملئ ارضه بقع الدماء، وتحطم عدد من المكاتب التابعة لقوى الأمن الداخلي التي تقوم بتفتيش المراجعين، إضافة لاحتراق عدد من السجلات الوثائق الخاصة بالقصر العدلي.
وقال أحد المصابين في أحد مستشفيات العاصمة دمشق إنه كان يراجع مكتب النائب العام في القصر العدلي بالطابق الاول، وعند مغادرته المكتب سمع صوت يقول "الله اكبر" وبعدها وقع التفجير، مشيرا إلى أن عددا من الأشخاص المصابين سقطوا عليه.
وموظف سوري آخر، قال " ذهبت لشراء بعض الطوابع البريدية، وأثناء عودتي إلى باب المكتب سمعت نفس الصوت، وبعدها صوت تفجير قوي ".
وقال شهود عيان لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق أن التفجير وقع عند الساعة الواحد وعشرين دقيقة، في منبى القصر العدلي، القريب من سوق الحميدية الشهير، مشيرا إلى أن حالة من الذعر والخوف سادت بين صفوف المواطنين.
ولاحظ مراسل وكالة (شينخوا) بدمشق سيارات الإسعاف وهي تهرع مسرعة إلى منطقة الحميدية لنقل الضحايا والجرحى إلى المستشفيات، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الامن الداخلي حول المنطقة، تحسبا لوقوع أي تفجير أخر.
وقال المحامي الأول بدمشق إن " الانتحاري حاول الدخول الى القصر العدلي، وعندما عمل عناصر الشرطة على منعه ألقى بنفسه إلى داخل البهو وفجر نفسه بهدف إيقاع أكبر عدد من القتلى .
وقال مصدر في وزارة العدل إنه تم " إخلاء القصر العدلي في منطقة المزة تحسبا لأي طارئ " .
يذكر أن مبنى القصر العدلي بدمشق، يشهد حركة نشطة يوميا ، حيث يتواجد بداخله المئات من المواطنين والموظفين والمحامين الذين يأتون بقصد متابعة القضايا القانونية.
من جانبه، قال نزار سكيف نقيب المحامين في سوريا في تصريحات متلفزة إن " العمل الإرهابي الجبان في القصر العدلي يدل على الفكر المتشدد الذي يحمله هؤلاء الإرهابيين ضد المواطنين السوريين "، مؤكدا أن هذا العمل الإرهابي يعبر عن رفض التنظيمات الإرهابية لأي حل سياسي.
وبدوره، اعتبر المحلل السياسي حسام الدين خلاصي أن هذا التفجير " يأتي ردا على الانتصارات التي يحققها الجيش السوري ، عبر تفجيرات انتحارية إرهابية " .
كما فجر إرهابي آخر كان يرتدي حزاما ناسفة في احد المطاعم في منطقة الربوة غرب، ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وقال التلفزيون السوري إن " إرهابيا فجر نفسه بحزام ناسف داخل احد المطاعم في منطقة الربوة غرب دمشق بعد مطاردته من قبل الجهات المختصة، ما تسبب بوقوع شهداء وجرحى من رواد المطعم ".
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن إن دوي انفجار جديد هز منطقة الربوة الواقعة على الطريق الواصل بين وسط العاصمة ومنطقة دمر الواقعة عند أطراف وضواحي دمشق، ناجم عن تفجير استهدف مطعما في منطقة الربوة، التي يرتادها ضباط ومسئولون أمنيون وعسكريون وسياسيون في النظام، ما أسفر عن سقوط خسائر بشرية في المتواجدين في المطعم، ولا يعلم حتى اللحظة من المستهدف في التفجير.
ووقع التفجيران الإرهابيان في دمشق بالتزامن مع انتهاء الجولة الثالثة من محادثات أستانا حول السلام في سوريا، والتي شارك فيها وفد الحكومة السورية برئاسة مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.
يذكر أن عشرات القتلى سقطوا يوم السبت الماضي، بتفجيرات استهدفت حافلات في دمشق أسفرت عن مقتل 40 زائرا عراقيا للمقامات الدينية في منطقة باب الصغير بدمشق.