بكين 20 مارس 2017 (شينخوا) من المتوقع أن تعزز الزيارة الرسمية التى تستمر خمسة أيام والتى يقوم بها رئيس مجلس الدولة الصيني لى كه تشيانغ إلى استراليا اعتبارا من يوم الأربعاء، تنمية العلاقات والتعاون بين الصين واستراليا وأن تدفع التجارة الحرة والاندماج الإقليمي.
وستكون هذه هي أول زيارة رسمية يقوم بها لى بوصفه رئيسا لمجلس الدولة الصيني للدولة المحيطية التى تقع في نصف الكرة الجنوبي. وبعد ذلك سيقوم بزيارة نيوزيلندا.
-- التضافر بين اتفاقيات التنمية
من المتوقع أن يسعى لي لإيجاد مجالات للتعاون من أجل نمو مشترك مع استراليا، وفقا للمخطط وبرنامج العمل الاقتصادي المحدثين في "الدورتين السنويتين" اللتين اختتمتا مؤخرا، للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.
وقد أصبحت استراليا شريكا اقتصاديا وتجاريا مهما للصين، بما تتمتع به من أرضية مشتركة واسعة وإمكانيات هائلة في التعاون. ووصلت الصين إلى أعلى مستوى بين شركاء استراليا في التجارة لأعوام، حيث أصبحت أكبر سوق تصديرية لها ومصدرا للواردات والاستثمار.
وشهد الجانبان تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية، نتيجة لاتفاقية التجارة الحرة التي تم توقيعها في شهر ديسمبر 2015.
ويعتقد ليو تشينغ، رئيس إدارة آسيا- الباسيفيك في المعهد الصيني للدراسات الدولية أن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني ستجلب المزيد من الفرص للتعاون بين البلدين.
وقال "إن اقتصادى البلدين واستراتيجياتهما للتنمية يتكاملان إلى حد كبير "، متوقعا أن يحدث تضافر بين مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين وخطة التنمية الاسترالية الطموحة لشمال البلاد.
وقال وزير التجارة الاسترالي ستيف كيوبو مؤخرا إن الشركات الاسترالية متحمسة لمبادرة الحزام والطريق وتريد أن تكون جزءا منها .
--حماية نتائج التجارة الحرة
تتفق الصين واستراليا على توافقات واسعة ومناشدات لتعزيز التجارة الحرة والعولمة وسط شكوك عالمية، بينها التعافي الاقتصادي الضعيف وارتفاع الحمائية في بعض دول الغرب.
وقد حدث هذا بالأخص بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من محادثات الشراكة عبر المحيط الهادئ في شهر يناير، موجهة ضربة للتجارة الحرة بما أدى إلى شعور استراليا ودول أخرى في المنطقة بخيبة الأمل.
وفي هذه اللحظة الحرجة في مستقبل العولمة، ستعطي زيارة لي إلى استراليا رسالة إيجابية للعالم وهي أن الصين واستراليا ستحميان سويا نتائج التجارة الحرة وستتعاملان مع التحديات التي تفرضها الحمائية وستدفعان التكامل الإقليمي والعولمة، وفقا لما قال روان تشونغ تسه، نائب رئيس المعهد الصيني للدراسات الدولية.
وأوضحت الصين أنها ستظل مؤيدة للعولمة والتجارة الحرة وأنها ترغب فى العمل مع الدول الأخرى من أجل تحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية.
وعزا روان نمو استراليا خلال 26 عاما على التوالي جزئيا إلى علاقاتها الاقتصادية والتجارية الوثيقة مع الصين.
وأضاف أنه بعد أن توصل البلدان إلى اتفاقية تجارة حرة ثنائية، فقد أدت المواءمة فى التجارة والاستثمار بين البلدين إلى خلق فرص أكثر للأعمال وجلبت منافع ملموسة لشعبي البلدين.
--دعم التكامل والاستقرار الإقليمي
إن التعاون بين الصين واستراليا، وكلاهما مدافع عن التجارة الحرة في منطقة آسيا- الباسيفيك وقوة محركة لها، من المتوقع أن يضخ طاقة جديدة لا في العولمة فقط ولكن في التكامل الإقليمي أيضا.
ومن المتوقع أيضا أن تتوصل الصين واستراليا إلى اتفاقيات حول سلسلة من الشؤون الإقليمية خلال وجود لي في استراليا.
إن كلا البلدين عضو في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا- الباسيفيك وفي قمة شرق آسيا ومجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسة. كما أن كليهما طرف في مفاوضات الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة.
واقترح وانغ تشن يو، الباحث في المعهد الصيني للدراسات الدولية أن يستخدم البلدان الآليات القائمة لزيادة الحوار والتنسيق وتعزيز الترابط في منطقة آسيا - الباسيفيك وتعزيز التعاون الشامل في مجالات مختلفة من خلال التعاون الاقتصادي والتجاري بهدف رفع التكامل الإقليمي إلى مستوى جديد.
وأضاف وانغ أن الصين واستراليا تسعيان لنفس الهدف وهو حماية الأمن والاستقرار الإقليمي، مسطردا أن البلدين سيستمران في اكتشاف مجالات جديدة للتعاون في التعامل مع التغير المناخي والتخفيف من الفقر وتقليله والمساعدة الفنية وتبادل الأفراد ومحاربة الإرهاب ومجالات أخرى والقيام بدور بناء في التعامل مع القضايا الإقليمية.