كانبيرا 22 مارس 2017 (شينخوا) إن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لاستراليا سوف تضيف قوة دفع قوية للعلاقات الصينية - الاسترالية وسترتقى بالشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى أعلى لتعود بالفائدة بشكل أفضل على شعبي البلدين، حسبما ذكر دبلوماسي صيني.
يبدأ لي اليوم (الأربعاء) زيارة رسمية لاستراليا سيحضر خلالها الاجتماع السنوي الخامس بين رئيسي الوزراء الصيني والاسترالي .
وفي مقال نشر قبل زيارة لي، أشاد سفير الصين لدى استراليا تشنغ جينغ يه بالعلاقات الصينية-الاسترالية متزايدة التقارب.
وقال تشنغ إن الصين واستراليا شهدتا قفزة في تنمية العلاقات الثنائية منذ أن أقامتا العلاقات الدبلوماسية فيما بينهما قبل 45 عاما، ولا سيما منذ بداية القرن الجديد، مضيفا أن التواصل والتعاون الثنائيين أصبحا عميقين وواسعين على نحو غير مسبوق.
وأضاف السفير أن الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين توطدت تدريجيا وعززها التواصل المتكرر رفيع المستوى.
ففي عام 2014، شارك الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في بريسبان باستراليا وقام بزيارة تاريخية للبلاد. وبعدها بعامين، زار رئيس الوزراء الاسترالي مالكولم تيرنبول الصين وشارك في قمة مجموعة العشرين بهانغتشو.
وأقام الجانبان حتى الآن أكثر من 40 قناة للمحادثات الثنائية بما فيها الحوار الثنائي بين رئيسي الوزراء والمحادثات الدبلوماسية والإستراتيجية وحوار اقتصادي ومشاورات دفاعية، على حد قول تشنغ.
وذكر تشنغ أن العلاقات بين الصين واستراليا ارتقت من علاقات تعاونية شاملة إلى شراكة إستراتيجية، ثم إلى شراكة إستراتيجية شاملة، ما أرسى أساسا صلبا للتنمية طويلة الأمد والشاملة للعلاقات الثنائية.
وفي مواجهة التحديات الحالية للحمائية التجارية، فإن الصين واستراليا تدعوان إلى دفع مستمر للعولمة واتخاذ موقف واضح لدعم تسهيل التجارة والاستثمار والتكامل الاقتصادي الإقليمي، حسبما أضاف تشنغ.
كما قال السفير الصيني إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين أصبحت وثيقة على نحو أكبر.
ومنذ دخول اتفاقية التجارة الحرة بين الصين واستراليا حيز التنفيذ في ديسمبر 2015، شهد البلدان تجارة قوية في المنتجات الزراعية والخدمات وكذا الاستثمار، ما عاد بفوائد كبيرة على الشركات والمستثمرين.
وذكر تشنغ أن قيمة التجارة البينية بلغت 712.4 مليار يوان (103.5 مليار دولار أمريكي) في عام 2016، لتصبح الصين أكبر شريك تجاري لاستراليا على مدى ثمان سنوات على التوالي. وأصبحت استراليا ثامن أكبر شريك تجاري للصين في عام 2016.
وفي السنوات الأخيرة، زادت الاستثمارات الصينية في استراليا بوتيرة سريعة مع مرور السنين. وتحولت مجالات مثل المالية والخدمات والزراعة والبنية التحتية إلى نقاط نمو جديدة بين البلدين، هكذا قال السفير.
وذكر أن الجانبين يعملان أيضا بنشاط على تحقيق التلاحم بين خطة التنمية الاسترالية الطموحة للمنطقة الشمالية مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، مضيفا أن عددا متزايدا من الاستراليين يدركون أهمية الصين للرخاء الاقتصادي لبلادهم .
وتهدف المبادرة، التي اقترحتها الصين في عام 2013، إلى بناء شبكة تجارة وبنية تحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا عبر المسارات التجارية لطريق الحرير القديم.
وقال تشنغ إن التبادلات الشعبية بين الجانبين تعمقت.
وبلغ عدد السائحين الصينيين الذين زاروا استراليا ارتفاعا قياسيا في عام 2016. وذكرت الأرقام الصادرة عن المكتب الاسترالي للإحصاءات أن العدد بلغ 1.2 مليون، ما جعل الصين مصدر السائحين الأجانب الأكثر قيمة بالنسبة لاستراليا.
وبحلول نهاية عام 2016، كان هناك حوالي 196300 طالب صيني مسجل يدرسون في استراليا ويمثلون 27.5 في المائة من جميع الطلبة الأجانب.
ومن ناحية أخرى، أصبحت الصين الوجهة الأكثر جذبا بموجب خطة كولومبو الجديدة التي استهلتها الحكومة الاسترالية وتقدم للطلبة الاستراليين فرصا للدراسة في الخارج.
وأشار تشنغ إلى أنه خلال العام الصيني الجديد، أضيئت أكبر المعالم في سيدني، بما فيها جسر هاربر ودار الأوبرا، باللون الأحمر، لون الحظ والثروة في الصين.
وأضاف أن التبادلات الشعبية النشطة يمكن أن تزيد من تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الأخرى.
كما قال تشنغ إن الصين واستراليا تتعاونان في العمل على مكافحة الفساد والدفاع الوطني. ومن المتوقع أن يوسع الجانبان التعاون في الاستكشاف البحري ومكافحة الإرهاب والأمن السيبراني.
واختتم السفير حديثه قائلا إنه رغم الاختلافات القائمة في النظام والاجتماع والثقافة، تستطيع الصين واستراليا تحقيق مزيد من التقدم في العلاقات الثنائية طالما أنهما ملتزمتان بروح التعاون القائم على الكسب المشترك والثقة المتبادلة.