تحقيق إخباري :الحياة تعود إلى طبيعتها في الجانب الشرقي للموصل

10:38:52 23-03-2017 | Arabic. News. Cn

الموصل، العراق 22 مارس 2017 (شينخوا) بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في أحياء الموصل الشرقية حيث يمارس الناس أعمالهم اليومية ويذهبون إلى الأسواق، فيما يواصل موظفو البلدية والكهرباء إزالة آثار الدمار التي خلفها التنظيم الإرهابي .

وفي ميدان سيدة الجميلة بحي الزهور وسط الجانب الشرقي يقوم عمال البلدية بعملهم اليومي في تنظيف الشوارع فيما يقوم عمال الكهرباء باستبدال الأسلاك والأعمدة الكهربائية التي تدمرت بسبب العمليات العسكرية والأبنية التي فجرها التنظيم المتطرف فيما يقف قبالتهم رجال شرطة يحملون الأسلحة الرشاشة ويراقبون حركة السير التي بدت مزدحمة.

وأعادت المحال التجارية والمطاعم والأسواق فتح أبوابها والزبائن يتبضعون ويمارسون حياتهم الطبيعية ويحاولون نسيان الماسي التي سببها لهم تنظيم داعش الإرهابي وكلهم إصرار على إدامة دوران عجلة الحياة إلى أمام وكلهم أمل بأن تتحسن الأمور نحو الأفضل .

وقال الفريق الركن رياض جلال قائد القوات البرية العراقية والمشرف العام على الجانب الشرقي للموصل لوكالة أنباء ((شينخوا)) "بعد أن أنجزت قواتنا بكافة صنوفها عمليات تحرير الجانب الشرقي بدأنا بعلية تطهير الشوارع والساحات العامة وكل الأمكنة من المتفجرات والعبوات التي زرعها التنظيم المتطرف، ثم قمنا برفع الأنقاض والمترايس التي وضعها التنظيم في الشوارع العامة وفي العديد من الدوائر الحكومية".

وأضاف الجنرال العراقي الذي ينتمي إلى مدينة الموصل "سخرنا كل جهودنا كقوات مسلحة للعمل مع دوائر البلدية والكهرباء والدوائر الأخرى لإعادة أعمار المشاريع المهمة التي تمس حياة المواطنين اليومية وخاصة الكهرباء والماء، ونواصل التعاون والعمل سوية مع الحكومة المحلية لتوفير بيئة جيدة لتليق باهالي الموصل".

وأكد أن مهمته هي إعادة الثقة بين المواطن والقوات الأمنية والتعاون بين الجانبين لمنع الخلايا النائمة للتنظيم الإرهابي من تنفيذ أعمال إجرامية وإرهابية وتعكير صفو الأمن، واصفا العلاقة بين الجانبين بأنها جيدة وتتحسن بعد أن لمس المواطن أن القوات الأمنية جاءت مساعدته وتوفير الأمن والاستقرار له، مشيرا إلى أن الحياة في الموصل عادت إلى طبيتعا وسوف تتحسن أفضل مع مرور الوقت.

من جانبه قال صاحب مطعم تعرض مطعمه لثلاث هجمات من قبل التنظيم الإرهابي بعد استعادة القوات العراقية للجانب الشرقي "رغم أنني فقدت أخي واثنين من أبناء شقيقتي في آخر هجوم إرهابي نفذه انتحاري، إلا أنني مصمم على استئناف العمل، والآن أقوم بأعمال الصيانة وسوف أعيد افتتاح المطعم مجددا".

وأضاف "لقد عانينا كثيرا في ظل سيطرة التنظيم الإرهابي، كانت صفحة سوداء مليئة بالرعب والخوف من المجهول، أما الآن وبعد انتشار القوات الأمنية نشعر بأننا أفضل حالا بكثير من السابق وهذا يدفعنا للعمل بهمة ونشاط أكبر".

أما كمال عمر الذي يعمل سمكري وحضر للتسوق فقال "الوضع الأمني جيد وحركة التسوق جيدة أيضا والحياة بدأت تعود إلى طبيعتها، لم نعد نخاف من تنظيم داعش الإرهابي ، ونتمنى أن تعود الحياة إلى الموصل أفضل مما كانت عليه قبل 2003".

وتابع "لايمكن مقارنة الوضع الحالي مع الوقت الذي كان يسيطر علينا فيه التنظيم المتطرف، ففي ظل سيطرة التنظيم الإرهابي فقد كان كل 10 أيام يحضر زبون إلى محلي، أما لان ففي بعض الأحيان يحضر 10 زبائن في اليوم الواحد، وحتى لو لم يحضر أي زبون فالوضع الآن هو أفضل لأنني أشعر بأنني حر وهناك قانون".

ومضى يقول "دخلي الآن أفضل، أستطيع أن أوفر كل متطلبات المعيشة لعائلتي، وأنا سعيد جدا بخلاصنا من التنظيم الإرهابي"معربا عن أمله بأن تمد الحكومة العراقية يد العون لأهالي الموصل وتسرع بإصلاح مشاريع الماء الصالح للشرب والتيار الكهربائي لانهما ضروريان لإدامة الحياة واستمرارها نحو الأفضل.

في حي النور حيث يوجد سوق شعبي لبيع الخضروات تشاهد هناك حركة نشطة للتسوق من مختلف الفئات وتجد النساء يتبضعن لوحدهن ويتحركن بحرية، وتجد كل أنواع الخضر والفاكهة وباسعار جيدة، لكن الموصليين يطمحون لأكثر من ذلك.

وقالت أم أحمد "كنت لا أستطيع أن أخرج إلى السوق ما لم ارتدي الحجاب الطويل بحيث أغطي وجهي، ولايمكن أن أخرج لوحدي رغم أنني في الخمسين من عمري حيث يمنع التنظيم الإرهابي خروج النساء لوحدهن ويفرض أن يصاحب المرأة زوجها أو شقيقها أو أبنها، أما الآن فأنا حرة فيما ارتدي وإلى أين أذهب ".

وأفادت بأن منزلها تعرض لأضرار بسبب تفجير التنظيم الإرهابي لسيارة مفخخة على القوات الأمنية خلال العمليات العسكرية، مبينة أن عائلتها أصلحت الإضرار في المنزل وإعادته إلى سابق عهده وأفضل.

بدوره طالب شاكر محمود بائع خضر وفاكهة، الحكومة العراقية بإعادة فتح الطريق بين بغداد والموصل مباشرة لكي تتوفر جميع المواد الغذائية حتى تنخفض الأسعار، مبينا أن المواد الموجودة حاليا في السوق تاتي عن طريق إقليم كردستان من تركيا وإيران.

ودعا محمود الحكومة العراقية إلى توزيع رواتب الموظفين حتى تتوفر السيولة المالية لكي ينتعش السوق وتنشط الحركة الاقتصادية، مؤكدا أن الاقتصاد هو عصب الحياة إذا توفر الأمن ، الأمن حاليا متوفر.

إلى ذلك قال الشاب محمد قصي نائب رئيس فريق "موصلنا جنة الأرض " (مجموعة مكونة من 25 شابا تطوعوا لأعمال التنظيف وصبغ أرصفة الشوارع)"نحن مجموعة من شباب الجانب الشرقي للموصل تطوعنا لتنظيف الشوارع صبغ أرصفتها وإزالة الدمار الذي خلفه التنظيم الإرهابي ".

وأضاف قصي "قمنا بتنظيف سبع مدارس ابتدائية وكنسيتين، فضلا عن مساهمتنا في أعمال التنظيف بجامعة الموصل، هدفنا هو إعادة الحياة إلى طبيعتها وأفضل مما كانت بمدينتنا الموصل" لافتا إلى أن فريقه يقوم بتوزيع المساعدات الغذائية التي يحصل عليها من بعض المنظمات الإنسانية، على المحتاجين.

وأوضح أنهم بحاجة إلى دعم من متبرعين لتوفير سيارات لنقل الأنقاض شرط أن لايكون هذا الدعم من جهة سياسية لأن السياسية تفسد كل شيء على حد تعبيره، مضيفا "لا نسعى إلى عودة الحياة إلى طبيعتها فقط، بل نريد أن تكون أفضل بكثير ونزرع الورود في الساحات العامة وفي الشوارع بدلا للعبوات والمتفجرات التي كان التنظيم المتطرف يزرعها".

تحسن الوضع الأمني وعودة الحياة إلى طبيعتها دفع المواطنة أم نادية التي تنتمي للديانية المسيحية إلى القدوم إلى منزلها داخل الموصل لتفقده وقد وجدته بحالة جيدة لكن التنظيم الإرهابي الذي اتخذه مقرا له قبل التحرير، قد سرق كل محتوياته ولم يبق منه سوى الجدران".

وقالت أم أدية وهي تبكي "لقد خسرت كل شيء بسبب المتطرفين الذين سرقوا كل ممتلكات وأثاث المنزل، لقد ضاع علي تعب السنين كلها، وأنا امرأة عجوز أبلغ من العمر 70 عاما، وهذا الوقت وقت الراحة لكن بسبب هؤلاء الإرهابيين ضاع تعبي وتعب زوجي كله وأولادي الآن أشبه باليتامى".

وأضافت والحسرة والغضب بادية على وجهها المثقل بالهموم "كنا في السابق نعيش بأمن وأمان وسلام وتآخي بين جميع المكونات والديانات لا فرق بين مسيحي ومسلم، أو بين سني وشيعي أو كردي أو شبكي أو من أية قومية، لكن تنظيم داعش خرب كل شيء وأفسد القيم وخرب الحياة"، داعية العراقيين بكل فئاتهم إلى التآخي والتعاون والتأزر للقضاء على الإرهابيين والوقوف صفا واحدا ضدهم لأنهم أعداء للحياة والإنسانية.

وحسب مصدر في وزارة الهجرة والمهجرين العراقية فإن أكثر من 200 ألف نازح عادوا إلى الجانب الشرقي لمدينة الموصل من مخيمات النازحين ومن بقية المدن العراقية بعد استقرار الوضع الأمني، مبينا أن مئات العوائل النازحة من الجانب الغربي للموصل توجهت خلال الأسابيع الماضية إلى الجانب الشرقي للعيش مع أقاربهم أو للبحث عن منزل لايجاره للسكن.

يذكر أن القوات العراقية بدأت في 17 أكتوبر الماضي عملية عسكرية كبيرة بمشاركة قوات البيشمركة الكردية ومساندة ودعم قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة التنظيم الإرهابي وأكملت هذه القوات استعادته في 24 يناير الماضي، تخوض حاليا معارك عنيفة منذ اكثر من أربعة أسابيع في الجانب الغربي للموصل لاستعادته وطرد عناصر التنظيم المتطرف منه.

وتسببت العمليات العسكرية والهجمات الإرهابية التي نفذها التنظيم المتطرف إلى نزوح نحو 300 ألف مواطن من الجانب الشرقي للموصل وقد عاد أغلبهم إلى مساكنهم، ويخطط الباقون للعودة أيضا فيما يقول البعض الآخر أنهم لن يعودوا حتى تتم استعادة الجانب الغربي من الموصل وتتوفر الخدمات الإساسية في المدينة.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق إخباري :الحياة تعود إلى طبيعتها في الجانب الشرقي للموصل

新华社 | 2017-03-23 10:38:52

الموصل، العراق 22 مارس 2017 (شينخوا) بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في أحياء الموصل الشرقية حيث يمارس الناس أعمالهم اليومية ويذهبون إلى الأسواق، فيما يواصل موظفو البلدية والكهرباء إزالة آثار الدمار التي خلفها التنظيم الإرهابي .

وفي ميدان سيدة الجميلة بحي الزهور وسط الجانب الشرقي يقوم عمال البلدية بعملهم اليومي في تنظيف الشوارع فيما يقوم عمال الكهرباء باستبدال الأسلاك والأعمدة الكهربائية التي تدمرت بسبب العمليات العسكرية والأبنية التي فجرها التنظيم المتطرف فيما يقف قبالتهم رجال شرطة يحملون الأسلحة الرشاشة ويراقبون حركة السير التي بدت مزدحمة.

وأعادت المحال التجارية والمطاعم والأسواق فتح أبوابها والزبائن يتبضعون ويمارسون حياتهم الطبيعية ويحاولون نسيان الماسي التي سببها لهم تنظيم داعش الإرهابي وكلهم إصرار على إدامة دوران عجلة الحياة إلى أمام وكلهم أمل بأن تتحسن الأمور نحو الأفضل .

وقال الفريق الركن رياض جلال قائد القوات البرية العراقية والمشرف العام على الجانب الشرقي للموصل لوكالة أنباء ((شينخوا)) "بعد أن أنجزت قواتنا بكافة صنوفها عمليات تحرير الجانب الشرقي بدأنا بعلية تطهير الشوارع والساحات العامة وكل الأمكنة من المتفجرات والعبوات التي زرعها التنظيم المتطرف، ثم قمنا برفع الأنقاض والمترايس التي وضعها التنظيم في الشوارع العامة وفي العديد من الدوائر الحكومية".

وأضاف الجنرال العراقي الذي ينتمي إلى مدينة الموصل "سخرنا كل جهودنا كقوات مسلحة للعمل مع دوائر البلدية والكهرباء والدوائر الأخرى لإعادة أعمار المشاريع المهمة التي تمس حياة المواطنين اليومية وخاصة الكهرباء والماء، ونواصل التعاون والعمل سوية مع الحكومة المحلية لتوفير بيئة جيدة لتليق باهالي الموصل".

وأكد أن مهمته هي إعادة الثقة بين المواطن والقوات الأمنية والتعاون بين الجانبين لمنع الخلايا النائمة للتنظيم الإرهابي من تنفيذ أعمال إجرامية وإرهابية وتعكير صفو الأمن، واصفا العلاقة بين الجانبين بأنها جيدة وتتحسن بعد أن لمس المواطن أن القوات الأمنية جاءت مساعدته وتوفير الأمن والاستقرار له، مشيرا إلى أن الحياة في الموصل عادت إلى طبيتعا وسوف تتحسن أفضل مع مرور الوقت.

من جانبه قال صاحب مطعم تعرض مطعمه لثلاث هجمات من قبل التنظيم الإرهابي بعد استعادة القوات العراقية للجانب الشرقي "رغم أنني فقدت أخي واثنين من أبناء شقيقتي في آخر هجوم إرهابي نفذه انتحاري، إلا أنني مصمم على استئناف العمل، والآن أقوم بأعمال الصيانة وسوف أعيد افتتاح المطعم مجددا".

وأضاف "لقد عانينا كثيرا في ظل سيطرة التنظيم الإرهابي، كانت صفحة سوداء مليئة بالرعب والخوف من المجهول، أما الآن وبعد انتشار القوات الأمنية نشعر بأننا أفضل حالا بكثير من السابق وهذا يدفعنا للعمل بهمة ونشاط أكبر".

أما كمال عمر الذي يعمل سمكري وحضر للتسوق فقال "الوضع الأمني جيد وحركة التسوق جيدة أيضا والحياة بدأت تعود إلى طبيعتها، لم نعد نخاف من تنظيم داعش الإرهابي ، ونتمنى أن تعود الحياة إلى الموصل أفضل مما كانت عليه قبل 2003".

وتابع "لايمكن مقارنة الوضع الحالي مع الوقت الذي كان يسيطر علينا فيه التنظيم المتطرف، ففي ظل سيطرة التنظيم الإرهابي فقد كان كل 10 أيام يحضر زبون إلى محلي، أما لان ففي بعض الأحيان يحضر 10 زبائن في اليوم الواحد، وحتى لو لم يحضر أي زبون فالوضع الآن هو أفضل لأنني أشعر بأنني حر وهناك قانون".

ومضى يقول "دخلي الآن أفضل، أستطيع أن أوفر كل متطلبات المعيشة لعائلتي، وأنا سعيد جدا بخلاصنا من التنظيم الإرهابي"معربا عن أمله بأن تمد الحكومة العراقية يد العون لأهالي الموصل وتسرع بإصلاح مشاريع الماء الصالح للشرب والتيار الكهربائي لانهما ضروريان لإدامة الحياة واستمرارها نحو الأفضل.

في حي النور حيث يوجد سوق شعبي لبيع الخضروات تشاهد هناك حركة نشطة للتسوق من مختلف الفئات وتجد النساء يتبضعن لوحدهن ويتحركن بحرية، وتجد كل أنواع الخضر والفاكهة وباسعار جيدة، لكن الموصليين يطمحون لأكثر من ذلك.

وقالت أم أحمد "كنت لا أستطيع أن أخرج إلى السوق ما لم ارتدي الحجاب الطويل بحيث أغطي وجهي، ولايمكن أن أخرج لوحدي رغم أنني في الخمسين من عمري حيث يمنع التنظيم الإرهابي خروج النساء لوحدهن ويفرض أن يصاحب المرأة زوجها أو شقيقها أو أبنها، أما الآن فأنا حرة فيما ارتدي وإلى أين أذهب ".

وأفادت بأن منزلها تعرض لأضرار بسبب تفجير التنظيم الإرهابي لسيارة مفخخة على القوات الأمنية خلال العمليات العسكرية، مبينة أن عائلتها أصلحت الإضرار في المنزل وإعادته إلى سابق عهده وأفضل.

بدوره طالب شاكر محمود بائع خضر وفاكهة، الحكومة العراقية بإعادة فتح الطريق بين بغداد والموصل مباشرة لكي تتوفر جميع المواد الغذائية حتى تنخفض الأسعار، مبينا أن المواد الموجودة حاليا في السوق تاتي عن طريق إقليم كردستان من تركيا وإيران.

ودعا محمود الحكومة العراقية إلى توزيع رواتب الموظفين حتى تتوفر السيولة المالية لكي ينتعش السوق وتنشط الحركة الاقتصادية، مؤكدا أن الاقتصاد هو عصب الحياة إذا توفر الأمن ، الأمن حاليا متوفر.

إلى ذلك قال الشاب محمد قصي نائب رئيس فريق "موصلنا جنة الأرض " (مجموعة مكونة من 25 شابا تطوعوا لأعمال التنظيف وصبغ أرصفة الشوارع)"نحن مجموعة من شباب الجانب الشرقي للموصل تطوعنا لتنظيف الشوارع صبغ أرصفتها وإزالة الدمار الذي خلفه التنظيم الإرهابي ".

وأضاف قصي "قمنا بتنظيف سبع مدارس ابتدائية وكنسيتين، فضلا عن مساهمتنا في أعمال التنظيف بجامعة الموصل، هدفنا هو إعادة الحياة إلى طبيعتها وأفضل مما كانت بمدينتنا الموصل" لافتا إلى أن فريقه يقوم بتوزيع المساعدات الغذائية التي يحصل عليها من بعض المنظمات الإنسانية، على المحتاجين.

وأوضح أنهم بحاجة إلى دعم من متبرعين لتوفير سيارات لنقل الأنقاض شرط أن لايكون هذا الدعم من جهة سياسية لأن السياسية تفسد كل شيء على حد تعبيره، مضيفا "لا نسعى إلى عودة الحياة إلى طبيعتها فقط، بل نريد أن تكون أفضل بكثير ونزرع الورود في الساحات العامة وفي الشوارع بدلا للعبوات والمتفجرات التي كان التنظيم المتطرف يزرعها".

تحسن الوضع الأمني وعودة الحياة إلى طبيعتها دفع المواطنة أم نادية التي تنتمي للديانية المسيحية إلى القدوم إلى منزلها داخل الموصل لتفقده وقد وجدته بحالة جيدة لكن التنظيم الإرهابي الذي اتخذه مقرا له قبل التحرير، قد سرق كل محتوياته ولم يبق منه سوى الجدران".

وقالت أم أدية وهي تبكي "لقد خسرت كل شيء بسبب المتطرفين الذين سرقوا كل ممتلكات وأثاث المنزل، لقد ضاع علي تعب السنين كلها، وأنا امرأة عجوز أبلغ من العمر 70 عاما، وهذا الوقت وقت الراحة لكن بسبب هؤلاء الإرهابيين ضاع تعبي وتعب زوجي كله وأولادي الآن أشبه باليتامى".

وأضافت والحسرة والغضب بادية على وجهها المثقل بالهموم "كنا في السابق نعيش بأمن وأمان وسلام وتآخي بين جميع المكونات والديانات لا فرق بين مسيحي ومسلم، أو بين سني وشيعي أو كردي أو شبكي أو من أية قومية، لكن تنظيم داعش خرب كل شيء وأفسد القيم وخرب الحياة"، داعية العراقيين بكل فئاتهم إلى التآخي والتعاون والتأزر للقضاء على الإرهابيين والوقوف صفا واحدا ضدهم لأنهم أعداء للحياة والإنسانية.

وحسب مصدر في وزارة الهجرة والمهجرين العراقية فإن أكثر من 200 ألف نازح عادوا إلى الجانب الشرقي لمدينة الموصل من مخيمات النازحين ومن بقية المدن العراقية بعد استقرار الوضع الأمني، مبينا أن مئات العوائل النازحة من الجانب الغربي للموصل توجهت خلال الأسابيع الماضية إلى الجانب الشرقي للعيش مع أقاربهم أو للبحث عن منزل لايجاره للسكن.

يذكر أن القوات العراقية بدأت في 17 أكتوبر الماضي عملية عسكرية كبيرة بمشاركة قوات البيشمركة الكردية ومساندة ودعم قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة التنظيم الإرهابي وأكملت هذه القوات استعادته في 24 يناير الماضي، تخوض حاليا معارك عنيفة منذ اكثر من أربعة أسابيع في الجانب الغربي للموصل لاستعادته وطرد عناصر التنظيم المتطرف منه.

وتسببت العمليات العسكرية والهجمات الإرهابية التي نفذها التنظيم المتطرف إلى نزوح نحو 300 ألف مواطن من الجانب الشرقي للموصل وقد عاد أغلبهم إلى مساكنهم، ويخطط الباقون للعودة أيضا فيما يقول البعض الآخر أنهم لن يعودوا حتى تتم استعادة الجانب الغربي من الموصل وتتوفر الخدمات الإساسية في المدينة.

الصور

010020070790000000000000011101451361509731