مقالة خاصة: الصين واستراليا تحققان مكاسب أكثر من علاقات اقتصادية متنامية ومتنوعة

14:18:38 25-03-2017 | Arabic. News. Cn

بكين 25 مارس 2017 (شينخوا) من المتوقع أن تخلق زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الرسمية إلى استراليا فرصا جديدة للبلدين لتوسيع تعاونهما الحالي المزدهر وتعميقه في شتي المجالات.

فلقد جلبت العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ولا سيما في ظل اتفاقية التجارة الحرة الصينية- الاسترالية، منافع ملموسة وحققت نتائج متكافئة الكسب للجانبين، وساعدت استراليا على البقاء والنمو على خلفية اقتصاد عالمي يعاني ركودا.

فالصين التي تسعى للتحول إلى اقتصاد يقوده الاستهلاك والخدمات، واستراليا التي تذخر بموارد غنية ومنتجات زراعية جيدة وتعليم متقدم، متكاملتان للغاية في اقتصاديهما وإستراتيجياتهما.

وسوف يكون تعاونهما مفعما بالإمكانات إذا ما تحقق التلاحم بين مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تهدف إلى تعزيز التنمية المشتركة بطول المسارات التجارية لطريق الحرير البري والبحري القديم، وبين الخطة الاسترالية الطموحة الرامية إلى تطوير شمال استراليا.

-- التعاون المتنوع

في السنوات الأخيرة، تحول التعاون بين البلدين من طفرة تعدين إلى "غرفة طعام" حيث تجرى الصين إصلاحا هيكليا اقتصاديا وترتقى بمستوى الاستهلاك ، فيما تسعى استراليا إلى التنويع.

وقد تحولت مجالات مثل الخدمات والزراعة وتشييد البنى التحتية إلى نقاط نمو جديدة من التعاون بين البلدين.

وشهدت الخدمات التغير الأكبر في التجارة البينية، حيث زادت بواقع 20 في المائة في العام المالي 2015 - 2016، مع استكشاف مجالات جديدة مثل التعاون المالي الذي شهد فتح فروع في استراليا لبنك الصين وكذا بنك الصين الصناعي والتجاري.

وسجلت صادرات استراليا من مسحوق الحليب والنبيذ الأحمر والمكملات الغذائية إلى الصين نموا تجاوز 50 في المائة، لتصبح المنتجات الخارجية الأكثر طلبا بين المستهلكين الصينيين، وخاصة منذ تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة الصينية- الاسترالية.

وقد خفضت هذه الاتفاقية، التي بدأ سريانها في 20 ديسمبر 2015، التعريفة الجمركية المفروضة على لحوم البقر والفواكه وغيرها من المنتجات الاسترالية، وهو ما مكن من دخولها بصورة أيسر إلى السوق الصينية.

وعلاوة على ذلك، زادت الاستثمارات الصينية في استراليا بوتيرة سريعة في السنوات الأخيرة وتوسعت لتشمل مجالات أخرى من بينها العقارات التجارية والعلاج الطبي والطاقة المتجددة.

وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري وأكبر سوق للصادرات وأكبر مصدر للواردات بالنسبة لاستراليا على مدى ثمان سنوات على التوالي. ووصلت تجارتهما الثنائية إلى حوالي 108 مليارات دولار أمريكي في العام الماضي.

وعزا روان تسونغ تسه نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية بشكل جزئي نمو استراليا على مدى 26 عاما على التوالي إلى علاقاتها الاقتصادية والتجارية الوثيقة مع الصين.

فقد أتاحت السهولة في التجارة والاستثمار بين البلدين عقب توصل البلدين إلى اتفاقية التجارة الحرة الصينية- الاسترالية على وجه الخصوص، أتاحت المزيد من الفرص للشركات وعادت بفوائد ملموسة على الشعبين.

وأعرب عن اعتقاده بأن اتفاقية التجارة الحرة هذه تعد اتفاقية عالية الجودة أبرمتها الصين مع دولة غربية.

-- مستقبل مفعم بالإمكانات

ويرى المسؤولون والخبراء فرصا جديدة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين وإمكانات كبيرة بشكل خاص في التلاحم بين مبادرة الحزام والطريق الصينية ورؤية استراليا في تطوير منطقتها الشمالية.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد طرح المبادرة، التي تتألف من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، في عام 2013.

وسيجرى تنفيذ رؤية تطوير شمال استراليا خلال السنوات العشرين القادمة. وتمثل هذه المنطقة 40 في المائة من مساحة اليابسة في البلاد ولكنها قليلة السكان.

وذكر جان آدامز سفير استراليا لدى الصين أن مبادرة الحزام والطريق وخطة تنمية شمال استراليا متكاملتان بشكل كبير على المستوى الإستراتيجي وقد توصل الجانبان إلى توافق حول توحيد جهودهما.

وأشار وزير التجارة الاسترالي ستيف سيوبو مؤخرا إلى أن الشركات الاسترالية تولي اهتماما كبيرا بمبادرة الحزام والطريق وترغب في أن تكون جزءا منها.

وذكر وانغ تشن يوي الزميل الباحث بمعهد الصين للدراسات الدولية أن استراليا تعد جزءا مهما من مبادرة الحزام والطريق ويعد قطاع الخدمات بمثابة "منجم ذهب" يمكن أن يفيد الجانبين. ودعا أيضا استراليا إلى مواصلة الانفتاح على الاستثمارات الصينية.

أما ليو تشينغ الباحث في دراسات شؤون آسيا والمحيط الهادئ بالمركز فقال إن هناك "مجالين محتملين يتمتعان بمساحة أرحب" ألا وهما تشييد البني التحتية وتجارة الخدمات بما في ذلك التشاور للدراسة في الخارج، وشركات المحاماة، والخدمات المالية، والتشاور الاستثماري، ودعم كبار السن المتقاعدين.

وأوضح روان إن البلدين بحاجة مستقبلا إلى مواصلة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة وإن استراليا بحاجة على وجه الخصوص إلى إدراك أن تنمية العلاقات الثنائية تتفق مع مصالحها.

وكما قال رئيس مجلس الدولة الصيني في مقال موقع نشر يوم الأربعاء في صحيفة ((ذي استراليان)) الوطنية الرائدة، فإن الصين واسترليا ستواصلان فتح أسواقهما أمام كل منهما الأخرى لتوليد المزيد من الازدهار القائم على اتفاقية التجارة الحرة وجعل تعاونهما الاقتصادي وتجارتهما أكثر تنوعا واستدامة.

وذكر لي في المقال "يمكن استكشاف مزيد من التعاون في مجالات جديدة مثل القدرة الصناعية وأسواق الطرف الثالث، وتكنولوجيات الطاقة والتعدين، والبنية التحتية، والزارعة، وتربية الحيوانات، الأمر الذي سيعود بمزيد من الفوائد على شعبينا وسيساعد على دفع النمو الاقتصادي العالمي".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

مقالة خاصة: الصين واستراليا تحققان مكاسب أكثر من علاقات اقتصادية متنامية ومتنوعة

新华社 | 2017-03-25 14:18:38

بكين 25 مارس 2017 (شينخوا) من المتوقع أن تخلق زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الرسمية إلى استراليا فرصا جديدة للبلدين لتوسيع تعاونهما الحالي المزدهر وتعميقه في شتي المجالات.

فلقد جلبت العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ولا سيما في ظل اتفاقية التجارة الحرة الصينية- الاسترالية، منافع ملموسة وحققت نتائج متكافئة الكسب للجانبين، وساعدت استراليا على البقاء والنمو على خلفية اقتصاد عالمي يعاني ركودا.

فالصين التي تسعى للتحول إلى اقتصاد يقوده الاستهلاك والخدمات، واستراليا التي تذخر بموارد غنية ومنتجات زراعية جيدة وتعليم متقدم، متكاملتان للغاية في اقتصاديهما وإستراتيجياتهما.

وسوف يكون تعاونهما مفعما بالإمكانات إذا ما تحقق التلاحم بين مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تهدف إلى تعزيز التنمية المشتركة بطول المسارات التجارية لطريق الحرير البري والبحري القديم، وبين الخطة الاسترالية الطموحة الرامية إلى تطوير شمال استراليا.

-- التعاون المتنوع

في السنوات الأخيرة، تحول التعاون بين البلدين من طفرة تعدين إلى "غرفة طعام" حيث تجرى الصين إصلاحا هيكليا اقتصاديا وترتقى بمستوى الاستهلاك ، فيما تسعى استراليا إلى التنويع.

وقد تحولت مجالات مثل الخدمات والزراعة وتشييد البنى التحتية إلى نقاط نمو جديدة من التعاون بين البلدين.

وشهدت الخدمات التغير الأكبر في التجارة البينية، حيث زادت بواقع 20 في المائة في العام المالي 2015 - 2016، مع استكشاف مجالات جديدة مثل التعاون المالي الذي شهد فتح فروع في استراليا لبنك الصين وكذا بنك الصين الصناعي والتجاري.

وسجلت صادرات استراليا من مسحوق الحليب والنبيذ الأحمر والمكملات الغذائية إلى الصين نموا تجاوز 50 في المائة، لتصبح المنتجات الخارجية الأكثر طلبا بين المستهلكين الصينيين، وخاصة منذ تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة الصينية- الاسترالية.

وقد خفضت هذه الاتفاقية، التي بدأ سريانها في 20 ديسمبر 2015، التعريفة الجمركية المفروضة على لحوم البقر والفواكه وغيرها من المنتجات الاسترالية، وهو ما مكن من دخولها بصورة أيسر إلى السوق الصينية.

وعلاوة على ذلك، زادت الاستثمارات الصينية في استراليا بوتيرة سريعة في السنوات الأخيرة وتوسعت لتشمل مجالات أخرى من بينها العقارات التجارية والعلاج الطبي والطاقة المتجددة.

وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري وأكبر سوق للصادرات وأكبر مصدر للواردات بالنسبة لاستراليا على مدى ثمان سنوات على التوالي. ووصلت تجارتهما الثنائية إلى حوالي 108 مليارات دولار أمريكي في العام الماضي.

وعزا روان تسونغ تسه نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية بشكل جزئي نمو استراليا على مدى 26 عاما على التوالي إلى علاقاتها الاقتصادية والتجارية الوثيقة مع الصين.

فقد أتاحت السهولة في التجارة والاستثمار بين البلدين عقب توصل البلدين إلى اتفاقية التجارة الحرة الصينية- الاسترالية على وجه الخصوص، أتاحت المزيد من الفرص للشركات وعادت بفوائد ملموسة على الشعبين.

وأعرب عن اعتقاده بأن اتفاقية التجارة الحرة هذه تعد اتفاقية عالية الجودة أبرمتها الصين مع دولة غربية.

-- مستقبل مفعم بالإمكانات

ويرى المسؤولون والخبراء فرصا جديدة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين وإمكانات كبيرة بشكل خاص في التلاحم بين مبادرة الحزام والطريق الصينية ورؤية استراليا في تطوير منطقتها الشمالية.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد طرح المبادرة، التي تتألف من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، في عام 2013.

وسيجرى تنفيذ رؤية تطوير شمال استراليا خلال السنوات العشرين القادمة. وتمثل هذه المنطقة 40 في المائة من مساحة اليابسة في البلاد ولكنها قليلة السكان.

وذكر جان آدامز سفير استراليا لدى الصين أن مبادرة الحزام والطريق وخطة تنمية شمال استراليا متكاملتان بشكل كبير على المستوى الإستراتيجي وقد توصل الجانبان إلى توافق حول توحيد جهودهما.

وأشار وزير التجارة الاسترالي ستيف سيوبو مؤخرا إلى أن الشركات الاسترالية تولي اهتماما كبيرا بمبادرة الحزام والطريق وترغب في أن تكون جزءا منها.

وذكر وانغ تشن يوي الزميل الباحث بمعهد الصين للدراسات الدولية أن استراليا تعد جزءا مهما من مبادرة الحزام والطريق ويعد قطاع الخدمات بمثابة "منجم ذهب" يمكن أن يفيد الجانبين. ودعا أيضا استراليا إلى مواصلة الانفتاح على الاستثمارات الصينية.

أما ليو تشينغ الباحث في دراسات شؤون آسيا والمحيط الهادئ بالمركز فقال إن هناك "مجالين محتملين يتمتعان بمساحة أرحب" ألا وهما تشييد البني التحتية وتجارة الخدمات بما في ذلك التشاور للدراسة في الخارج، وشركات المحاماة، والخدمات المالية، والتشاور الاستثماري، ودعم كبار السن المتقاعدين.

وأوضح روان إن البلدين بحاجة مستقبلا إلى مواصلة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة وإن استراليا بحاجة على وجه الخصوص إلى إدراك أن تنمية العلاقات الثنائية تتفق مع مصالحها.

وكما قال رئيس مجلس الدولة الصيني في مقال موقع نشر يوم الأربعاء في صحيفة ((ذي استراليان)) الوطنية الرائدة، فإن الصين واسترليا ستواصلان فتح أسواقهما أمام كل منهما الأخرى لتوليد المزيد من الازدهار القائم على اتفاقية التجارة الحرة وجعل تعاونهما الاقتصادي وتجارتهما أكثر تنوعا واستدامة.

وذكر لي في المقال "يمكن استكشاف مزيد من التعاون في مجالات جديدة مثل القدرة الصناعية وأسواق الطرف الثالث، وتكنولوجيات الطاقة والتعدين، والبنية التحتية، والزارعة، وتربية الحيوانات، الأمر الذي سيعود بمزيد من الفوائد على شعبينا وسيساعد على دفع النمو الاقتصادي العالمي".

الصور

010020070790000000000000011101421361571511