ولينغتون 25 مارس 2017 (شينخوا) قال السفير الصيني لدى نيوزيلندا، وانغ لو تونغ، في مقال نُشر في وقت سابق من هذا الأسبوع ، إن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ المرتقبة إلى نيوزيلندا ستفتح فصلا جديدا في العلاقات الصينية النيوزيلندية وسيكون لها تأثير كبير على الرخاء والتنمية الإقليمية.
وبناء على دعوة من رئيس وزراء نيوزيلندا بيل إنجليش، سيقوم لي بزيارة رسمية إلى نيوزيلندا بدءا من يوم الأحد وحتى يوم الأربعاء.
ولفت وانغ إلى أن هذه الزيارة ستكون الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس مجلس دولة صيني منذ 11 عاما كما ستكون زيارة لي الأولى إلى نيوزيلندا منذ توليه مهام منصبه.
وأفاد وانغ أن لي سيجتمع خلال إقامته في نيوزيلندا مع الحاكم العام باتسي ريدي وسيجري محادثات مع إنجليش لتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك.
وسيوقع الجانبان سلسلة من الاتفاقيات التعاونية حول التجارة والتبادلات الشعبية والتكنولوجيا، وفقا للسفير.
وقال السفير إن زيارة لي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التبادلات رفيعة المستوى بين الصين ونيوزيلندا وتوسيع العلاقات بين البلدين.
وأضاف وانغ إن الزيارة ترسل إشارة مفادها بأن كل من الصين ونيوزيلندا ملتزمتان بالانفتاح والتعاون المربح للجانبين، وهو أمر له انعكاسات دولية تتجاوز العلاقات الثنائية.
وفي مقالته، ذكر وانغ أن ريوي آلي، وهو كاتب ومعلم ومصلح اجتماعي نيوزيلندي، ذهب إلى الصين في عام 1927 وكرس 60 عاما من حياته للاستقلال الوطني الصيني، ليكتب بذلك فصلا عن التبادلات الودية بين الشعبين.
وقال إنه منذ أن أقامت الصين ونيوزيلندا العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 45 عاما، فإن العلاقات الثنائية شهدت نموا ملحوظا، مضيفا أن العلاقة أصبحت نموذجا للتعايش المتناغم بين الدول التي لديها أنظمة اجتماعية مختلفة وتقاليد ثقافية مختلفة وفي مراحل مختلفة من التنمية.
وأشاد السفير بنيوزيلندا لدورها في قيادة الدول المتقدمة لبناء علاقات مع الصين.
ولفت وانغ إلى أن نيوزيلندا كانت من أسبق دول الاقتصادات المتقدمة في إقامة علاقات تعاون مع الصين. إذ أنها أول دولة متقدمة وقعت اتفاقية ثنائية مع الصين حول انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، تتضمن الاعتراف بوضع اقتصاد السوق الكامل للصين، ووقعت أيضا اتفاقية للتجارة الحرة مع الصين، وكذلك كانت أول دولة غربية تنضم إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي تقوده الصين.
وأضاف أن الصين ونيوزيلندا ستستهلان هذا العام مفاوضاتهما لتحديث اتفاقية التجارة الحرة بينهما، لتقوما بذلك بإنشاء اتفاقية أخرى.
وقال وانغ إن كل هذه "الأسبقيات" النموذجية والرائدة أبانت عن نهج ثاقب النظر تبناه قادة وحكومات البلدين لخدمة المصالح الأساسية وطويلة الأجل لكل من الشعبين، وترك بصمات رائعة في تاريخ العلاقات بين الصين ونيوزيلندا.
وتابع السفير أن التجارة الثنائية كانت مفيدة للجانبين نظرا لمزاياها التكميلية، مشيرا إلى أن التجارة البينية ارتفعت إلى أكثر من 20 مليار دولار نيوزيلندي (حوالي 14 مليار دولار أمريكي) في عام 2016، وذلك مقارنة بـ 7 ملايين دولار نيوزيلندي (حوالي 4.9 مليون دولار أمريكي) وهو ما كانت عليه قبل أكثر من 40 عاما، في حين تتقدم باطراد نحو تحقيق 30 مليار دولار نيوزيلندي (حوالي 21 مليار دولار أمريكي) بحلول عام 2020 وهو هدف وضعه قادة البلدين.
وأشار وانغ إلى أن التجارة الثنائية حافظت على رقم نمو مزدوج الخانة منذ دخول اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ونيوزيلندا حيز التنفيذ في عام 2008.
وأضاف أن الاستثمارات الصينية في نيوزيلندا زادت بشكل كبير ولعبت دورا نشطا في مساعدة نيوزيلندا على مواجهة الأزمة المالية العالمية لعام 2008 وأن تصبح "نجمة النمو الاقتصادي" بين أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وقال وانغ إن الصين حاليا هي أكبر شريك تجاري لنيوزيلندا وسوق للصادرات ومصدر للواردات بالنسبة لها، مضيفا أنه ما زالت هناك إمكانيات كبيرة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين.
وعلاوة على ذلك، فقد ظلت الصين أكبر مصدر للطلاب الأجانب في نيوزيلندا لأكثر من عقد من الزمان، حيث درس 31 ألف طالب وباحث صيني في نيوزيلندا خلال عام 2016، وفقا لما ذكره الدبلوماسي.
وتعد السياحة نقطة مضيئة أخرى في العلاقات، حيث زار أكثر من 400 ألف صيني نيوزيلندا في عام 2016، بزيادة قدرها 30 في المائة.
وقال وانغ إن هناك حماسا متزايدا لدراسة اللغة الصينية، مشيرا إلى أنه تم إنشاء ثلاثة معاهد كونفوشيوس و30 قاعة دراسية تابعة للمعهد في نيوزيلندا. وتوفر أكثر من 300 مدرسة من المدارس المتوسطة والابتدائية دورات لتعلم اللغة الصينية، وهناك أكثر من 40 ألف شخص يدرسون اللغة الصينية.
ويتم تسيير أكثر من 70 رحلة جوية أسبوعيا بين المدن الرئيسية في البلدين.
وأشار وانغ إلى أن كل من الصين ونيوزيلندا، وإن كانا في مراحل مختلفة من التنمية، لديهما إيمانا راسخا تجاه حماية التجارة الحرة ومعارضة الحمائية التجارية، وملتزمتان بالعمل معا لبناء اقتصاد عالمي منفتح.
كما تتشاطر الدولتان مصالح مشتركة واسعة فيما يتعلق بحماية السلام في المنطقة والعالم، مع الاستمرار في التنسيق ضمن الأطر متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة والتعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ ومنتدى جزر المحيط الهادئ.
وقال وانغ إن "الصين سوف تغتنم فرصة زيارة لي لنيوزيلندا والذكرى السنوية الـ 45 لإقامة العلاقات الثنائية من أجل العمل مع نيوزيلندا لنقل شراكتهما الإستراتيجية الشاملة صوب رحلة جديدة من شأنها أن تعود بالنفع على كلا الجانبين".