البحر الميت، الأردن 27 مارس 2017 (شينخوا) بدأت بمنطقة البحر الميت في الأردن اليوم (الإثنين) اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بحضور أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط.

ويبحث الوزراء في الاجتماع الذي يلتئم في فندق كمبنسكي العديد من الملفات السياسية والامنية والاقتصادية في المنطقة والتنسيب بشأنها إلى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثامنة والعشرين.

وتحتل القضية الفلسطينية والصراع العربي ــ الاسرائيلي صدارة جدول الاعمال وتطوراتها فيما يتعلق بجهود السلام المبذولة وآليات تفعيل مبادرة السلام العربية والتأكيد على مبدأ حل الدولتين والانتهاكات الاسرائيلية في مدينة القدس والاستيطان والامن المائي العربي وغيرها من القضايا ذات العلاقة .

وقال وزير خارجية موريتانيا أسالكو ولد أزيد بيه إن الاجتماع التحضيرى لوزراء الخارجية العرب للقمة العربية، يأتي في ظل ظرف خاص يستدعي تضافر الجهود من أجل الدفع بالعمل العربي المشترك وتوطيدا لنظام عربي اقليمي متكامل وفاعل يكرس التضامن والحوار والسلم الأهلي وهو ما يتطب تسوية الخلافات البينية ووضع حد للعنف والأقتتال وسد باب التدخلات الأجنبية وإذكاء الخلافات الداخلية.

وأضاف وزير خارجية موريتانيا (الذي ترأست بلاده الدورة الـ27 للقمة العربية) أمام الجلسة الافتتاحية " أن موريتانيا حرصت خلال رئاستها للقمة الـ27 على الحد من التداعيات السلبية لمظاهر الفوضى التي يراد لها أن تقوض عملنا القومي"، مؤكدا أن بلاده تشبثت بروابط الأخوة العربية وتجاوز الخلافات المرحلية تحقيقا لتطلعات شعوبنا في العيش الكريم في كنف الأمن والحرية والسلام والديموقراطية.

وأشار أزيد بيه إلى أنه إذاء التطورات العربية، أعربت موريتانيا في كل المناسبات عن تضامنها من حكومة الوفاق في ليبيا ودعمها لبناء المؤسسات السياسية والأمنية، كما جددت الدعوة للأشقاء في سوريا إلى اعتماد الحوار نهجا للخروج بحل سياسي يصون وحدة وسيادة هذا البلد العربي ويحفظ لشعبه وحدته وإستقلاله.

وفيما يخص اليمن، قال الوزرير الموريتاني إن بلاده تقف إلى جانب الشرعية بقيادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وتدعو الأشقاء اليمنين إلى نبذ العنف أو الحد من الخلاف والتشرذم حفاظا على يمن موحد يتمتع بكامل سيادته ووحدته.

واستعرض الوزير الموريتاني، في كلمته الجهود التي قامت بها بلاده خلال فترة رئاستها للقمة السابعة والعشرين من أجل تنفيذ القرارت السابقة عن القمة لتعزير العمل العربي المشترك بما يرقى لتحقيق تطلعات الشعوب العربية، معتبرا أن بلاده تولت رئاسة القمة في ظرف دقيق تمر بها المنطقة العربية والعالم من حولها الأمر الذي جعلها على إستشراف مستقبل أكثر وعيا بمتطلبات التطورات الدولية والاقليمية.

وأشار إلى أنه تأسيسا على ذلك عملت موريتانيا على وضع مقاربة واقعية للعمل العربي المشترك تدعو لتقوية العلاقات البينية تأخذ في الحسبان أهمية التكاتف لمواجهة التحديات القائمة.

وأوضح أن موريتانيا أولت أهمية كبرى للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية حيث تم طرحها أمام المحافل الدولية والاقليمية والدفاع عنها.

وقال الوزير الموريتاني إنه رغم تشابك وتعقيد الأحداث التي عرفتها المنطقة في السنوات الأخيرة لا تزال القضية الفلسطينية تتصدر اهتمامات الشارع العربي وفي طليعة العمل العربي الرسمي بإعتبارها القضية الأولى التي يتوقف عليها الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة والعالم.

وتابع أزيد بيه "لقد قد اعربت موريتانيا في كافة المناسبات عن ضرورة وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الشعب الفلسطيني للحصول على حقه في الكرامة والسيادة في ظل دولة مستقلة قابلة للبقاء عاصمتها القدس الشرقية استنادا إلى مرجعيات المجتمع الدولي والقرارت العربية والأممية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة إلى خط الرابع من يونيو 1967 ".

من جانبه، أكد امين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط في الافتتاح أنه لا يجب أن تترك الأزمة السورية للدول الغربية تديرها كما تشاء، مشيرا الى انه لا ملجئ للعرب سوى العرب.

وبين ابو الغيط عقب تسلم وزير الخارجية وشؤون المغتربين الاردني ، أيمن الصفدي رئاسة اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة، أن الأزمة السورية هي أكبر أزمة تشهدها المنطقة، مؤكدا انه لا يصح أن تُرحل الأزمة السورية إلى الأطراف الإقليمية والدولية ليتحكموا فيها وفق مصالحهم.

ودعا إلى تقديم الدعم للدول التي استضافت اللاجئين، وفي مقدمتهم الاردن ولبنان، مشيرا الى ان إصلاح الجامعة العربية ينبغي أن يستمر رغم الظروف، مؤكداً في حديثه أن القضية العربية الأساسية هي القضية الفلسطينية.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الاردني في كلمة له في الافتتاح " نجتمع في زمن عربي صعب ... تسوده الأزمات والصراعات التي تحرم منطقتنا الأمن والاستقرار اللذين نحتاجهما لنلبي حقوق شعوبنا في التنمية، وفي التعليم، وفي العمل، وفي الأمل".

واضاف ان عجز النظام الإقليمي العربي عن حل الأزمات ووقف الانهيار أدى إلى تراجع ثقة المواطن العربي بمؤسسات العمل العربي المشترك أكثر، وغاب التنسيق والفعل العربي المؤثران، فتسلل الغير عبر الفراغ ليتدخلوا في شئوننا، وليحيلوا عديد حواضر عربية ساحات صراع نفوذ وأجندات.

وقال أن اجتماع القمة فرصة لاستعادة المبادرة والتوافق على سياسات، يمكن أن تضعنا على الطريق نحو احتواء الأزمات وتجاوز التحديات.

وأكد أن التوافقات تجعل من اعتماد مواقف منسقة لمعالجة الأزمات، وتحقيق الإنجازات، خيارا متاحا، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى أن رفع الظلم والاحتلال عن الأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، شرط لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين اضافة الى الاتفاق على ان الكارثة السورية جرح يجب أن يتوقف نزيفه عبر حل سلمي يلبي طموحات الشعب السوري، ويحمي وحدة سورية وتماسكها واستقلاله وسيادتها.

وقال "إننا نجمع أن الإرهاب مسخ يجب استئصاله حماية لشعوبنا، ودفاعا عن قيمنا، وندرك أن هزيمة الضلالية الإرهابية تستوجب الانتصار على الجهل واليأس، وتعميم الفكر المستنير، وتكريس المواطنة والعدالة".

كما اكد الاتفاق على أن حرمان ما يزيد عن 12 مليون طفل عربي في سن الدراسة من حقهم في التعليم كارثة تنذر بفشل مستقبلي، لا يستطيع عالمنا العرب العيش معه. وعلى ضرورة تمكين الشباب وتزويدهم التعليم والمهارات وتوفير فرص العمل والإبداع والتميز لهم.

ويستمع وزراء الخارجية الى احاطة من المبعوث الدولي الخاص الى سوريا استيفان دي مستورا عما يجري في محادثات جنيف ومشاورات استانا التي تهدف الى الوصول الى تثبيت وقف اطلاق النار والتمهيد لمفاوضات جادة تفضي الى حل سياسي للازمة السورية .

ويبحث الوزراء اضافة الى الملف السوري تطورات الاوضاع المتفاقمة والخطيرة في كل من ليبيا واليمن الى جانب عدد من القضايا العربية والاقليمية.

كما يبحث في العديد من البنود المدرجة على جدول اعماله من ابرزها : الارهاب الدولي وسبل مكافحته والحفاظ على الامن القومي العربي والسلام الدولي .

ويبحث المجتمعون العلاقات العربية مع التجمعات الدولية والاقليمية بالاضافة الى تطوير جامعة الدول العربية والشؤون الاقتصادية والقانونية وحقوق الانسان.