تحقيق إخباري: المخلفات الحربية تثير قلق سكان مناطق شرقي العراق

20:59:18 27-03-2017 | Arabic. News. Cn

بعقوبة، العراق 27 مارس 2017 (شينخوا) يثير وجود كميات كبيرة من المخلفات الحربية والمقذوفات غير المنفلقة مخاوف سكان مناطق شرقي العراق، وخصوصا تلك التي تقع قرب الشريط الحدودي مع ايران، نتيجة وقوع سلسلة من الحوادث التي ادت الى قتل وجرح العشرات من ابناء هذه المناطق.

وقال مازن اكرم المسؤول الاداري لمنطقة قزانية (110 كلم) شرق مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى شرقي العراق، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن الشريط الحدودي مع ايران ما زال يحتوي على كميات كبيرة من المخلفات الحربية والمقذوفات غير المنفلقة، وهي من مخلفات حرب الثمان سنوات التي دارت بين القوات العراقية والايرانية في ثمانينيات القرن الماضي.

وأضاف إنه نتيجة للسيول انتقلت هذه المخلفات الحربية إلى الاراضي الزراعية المجاورة، وادى انفجارها إلى مقتل وجرح العشرات من المواطنين العراقيين.

وتابع اكرم، ان هذه المناطق تشهد سنويا هطول امطار غزيرة، الامر الذي يؤدي الى انتقال كميات كبيرة من الالغام والمقذوفات الى الاراضي الزراعية القريبة.

وأشار الى ان العديد من الفلاحين، ورعاة الاغنام قد قتلوا او اصيبوا بعاهات مستديمة بسبب انفجار الالغام والمقذوفات اثناء عملهم في اراضيهم او رعي مواشيهم قرب الحدود.

من جانبه، اكد كريم الجبوري، عضو مجلس محافظة ديالى، انه " على الرغم من مرور عشرات السنين على انتهاء الحرب العراقية - الايرانية، الا ان مناطق الشريط الحدودي بين البلدين ما زالت تضم في باطنها اطنان من الالغام الارضية والمقذوفات ولم يتم معالجتها بشكل صحيح حتى الان".

وطالب الجبوري، الحكومة المركزية بضرورة ارسال فرق متخصصة بنزع الالغام وجمع المقذوفات الى المنطقة الحدودية لاجراء مسح دقيق ورفع ما موجود فيها من اسلحة مختلفة.

وأوضح أن سكان هذه المناطق يشتكون بشكل مستمر من عدم امكانية استغلال اراضيهم، تحسبا من تعرض افراد عوائلهم إلى انفجارات قد تودي بحياتهم.

وأكد محمد حسن (55 عاما)، الذي يعمل في الزراعة ويسكن في قرية الحزام التابعة لمنطقة قره تبة (110 كلم) شمال بعقوبة، والذي اصيب احد ابنائه بجروح بليغة ادت الى بتر احد ساقيه بانفجار لغم ارضي قبل نحو اسبوع، ان "وادي الحزام الذي ينحدر من الحدود الايرانية باتجاه الاراضي العراقية، مملوء بالالغام والمقذوفات الحربية وهي مصدر خطر جدي على سكان القرى الحدودية".

وأضاف ان " عثور اطفالنا على الغام او مقذوفات في الاراضي الزراعية، بات امرا طبيعيا ونحن نحاول قدر الامكان تثقيف الجميع بضرورة الابتعاد عن اي اجسام غريبة والابلاغ عنها ".

وتابع حسن، ان احد ابناء جيرانه، جلب العام الماضي، بعض المخلفات الحربية التي وجدها اثناء حراثة الارض الى منزله، ونتيجة عبث الاطفال بها انفجرت احداها، مما ادى الى اصابة اربعة اطفال وامرأة بجروح مختلفة وحدوث اضرار مادية في المنزل.

اما ساجد ابراهيم (37 عاما) فقال انه فقد معظم قطيع الاغنام التي يقوم برعيها، نتيجة دخولها في حقل الغام على الحدود العراقية - الايرانية قبل نحو شهرين.

وأكد أنه نجا من الموت باعجوبة، داعيا الحكومة المحلية في ديالى والجهات ذات العلاقة الى ضرورة ايجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة التي اصبحت تهدد الانسان والحيوان على حد سواء.

الدكتور صباح العبيدي، وهو طبيب جراح في مستشفى منطقة قزانية، اكد ان المستشفى يستقبل سنويا عشرات الاصابات نتيجة انفجار الالغام والمخلفات الحربية على سكان القرى الحدودية وخصوصا الفلاحين والرعاة.

واضاف ان الاصابات التي يستقبلها المستشفى تتراوح بين الخطيرة التي تؤدي في بعض الاحيان الى الوفاة او بتر الاطراف والخفيفة التي ينتج عنها جروح وكسور مختلفة.

إلى ذلك، أكدت نجاة الطائي، رئيس لجنة البيئة في مجلس محافظة ديالى، أن " الشريط الحدودي بين العراق وايران ضمن حدود ديالى يضم كميات هائلة من الالغام والمقذوفات الحربية التي لم يتم رفعها منذ نحو ثلاثة عقود وهي تشكل ابرز المشاكل العالقة التي يدفع ثمنها سكان القرى الحدودية نتيجة ما تسببه من اصابات بين فترة واخرى".

واضافت ان هذا الملف لابد ان يحظى بالمتابعة والجدية من قبل الجهات المختصة لان بقاء الامور على حالها دون اي علاج تعني سقوط المزيد من الابرياء وحرمان عوائل كثيرة من استغلال اراضيها الزراعية نتيجة وصول المخلفات الحربية اليها جراء السيول.

يشار إلى أن ثمانينيات القرن الماضي شهدت اندلاع الحرب العراقية - الايرانية والتي استمر القتال فيها ثمان سنوات متواصلة، وعمد طرفا النزاع الى زرع كميات كبيرة من الالغام الارضية، فضلا عن سقوط المقذوفات غير المنفلقة في الاراضي المجاورة للحدود وبكميات كبيرة، مما جعلها مثار قلق دائم لسكان هذه المناطق، وخصوصا عند حدوث السيول التي تؤدي إلى جرفها نحو الاراضي العراقية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق إخباري: المخلفات الحربية تثير قلق سكان مناطق شرقي العراق

新华社 | 2017-03-27 20:59:18

بعقوبة، العراق 27 مارس 2017 (شينخوا) يثير وجود كميات كبيرة من المخلفات الحربية والمقذوفات غير المنفلقة مخاوف سكان مناطق شرقي العراق، وخصوصا تلك التي تقع قرب الشريط الحدودي مع ايران، نتيجة وقوع سلسلة من الحوادث التي ادت الى قتل وجرح العشرات من ابناء هذه المناطق.

وقال مازن اكرم المسؤول الاداري لمنطقة قزانية (110 كلم) شرق مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى شرقي العراق، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن الشريط الحدودي مع ايران ما زال يحتوي على كميات كبيرة من المخلفات الحربية والمقذوفات غير المنفلقة، وهي من مخلفات حرب الثمان سنوات التي دارت بين القوات العراقية والايرانية في ثمانينيات القرن الماضي.

وأضاف إنه نتيجة للسيول انتقلت هذه المخلفات الحربية إلى الاراضي الزراعية المجاورة، وادى انفجارها إلى مقتل وجرح العشرات من المواطنين العراقيين.

وتابع اكرم، ان هذه المناطق تشهد سنويا هطول امطار غزيرة، الامر الذي يؤدي الى انتقال كميات كبيرة من الالغام والمقذوفات الى الاراضي الزراعية القريبة.

وأشار الى ان العديد من الفلاحين، ورعاة الاغنام قد قتلوا او اصيبوا بعاهات مستديمة بسبب انفجار الالغام والمقذوفات اثناء عملهم في اراضيهم او رعي مواشيهم قرب الحدود.

من جانبه، اكد كريم الجبوري، عضو مجلس محافظة ديالى، انه " على الرغم من مرور عشرات السنين على انتهاء الحرب العراقية - الايرانية، الا ان مناطق الشريط الحدودي بين البلدين ما زالت تضم في باطنها اطنان من الالغام الارضية والمقذوفات ولم يتم معالجتها بشكل صحيح حتى الان".

وطالب الجبوري، الحكومة المركزية بضرورة ارسال فرق متخصصة بنزع الالغام وجمع المقذوفات الى المنطقة الحدودية لاجراء مسح دقيق ورفع ما موجود فيها من اسلحة مختلفة.

وأوضح أن سكان هذه المناطق يشتكون بشكل مستمر من عدم امكانية استغلال اراضيهم، تحسبا من تعرض افراد عوائلهم إلى انفجارات قد تودي بحياتهم.

وأكد محمد حسن (55 عاما)، الذي يعمل في الزراعة ويسكن في قرية الحزام التابعة لمنطقة قره تبة (110 كلم) شمال بعقوبة، والذي اصيب احد ابنائه بجروح بليغة ادت الى بتر احد ساقيه بانفجار لغم ارضي قبل نحو اسبوع، ان "وادي الحزام الذي ينحدر من الحدود الايرانية باتجاه الاراضي العراقية، مملوء بالالغام والمقذوفات الحربية وهي مصدر خطر جدي على سكان القرى الحدودية".

وأضاف ان " عثور اطفالنا على الغام او مقذوفات في الاراضي الزراعية، بات امرا طبيعيا ونحن نحاول قدر الامكان تثقيف الجميع بضرورة الابتعاد عن اي اجسام غريبة والابلاغ عنها ".

وتابع حسن، ان احد ابناء جيرانه، جلب العام الماضي، بعض المخلفات الحربية التي وجدها اثناء حراثة الارض الى منزله، ونتيجة عبث الاطفال بها انفجرت احداها، مما ادى الى اصابة اربعة اطفال وامرأة بجروح مختلفة وحدوث اضرار مادية في المنزل.

اما ساجد ابراهيم (37 عاما) فقال انه فقد معظم قطيع الاغنام التي يقوم برعيها، نتيجة دخولها في حقل الغام على الحدود العراقية - الايرانية قبل نحو شهرين.

وأكد أنه نجا من الموت باعجوبة، داعيا الحكومة المحلية في ديالى والجهات ذات العلاقة الى ضرورة ايجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة التي اصبحت تهدد الانسان والحيوان على حد سواء.

الدكتور صباح العبيدي، وهو طبيب جراح في مستشفى منطقة قزانية، اكد ان المستشفى يستقبل سنويا عشرات الاصابات نتيجة انفجار الالغام والمخلفات الحربية على سكان القرى الحدودية وخصوصا الفلاحين والرعاة.

واضاف ان الاصابات التي يستقبلها المستشفى تتراوح بين الخطيرة التي تؤدي في بعض الاحيان الى الوفاة او بتر الاطراف والخفيفة التي ينتج عنها جروح وكسور مختلفة.

إلى ذلك، أكدت نجاة الطائي، رئيس لجنة البيئة في مجلس محافظة ديالى، أن " الشريط الحدودي بين العراق وايران ضمن حدود ديالى يضم كميات هائلة من الالغام والمقذوفات الحربية التي لم يتم رفعها منذ نحو ثلاثة عقود وهي تشكل ابرز المشاكل العالقة التي يدفع ثمنها سكان القرى الحدودية نتيجة ما تسببه من اصابات بين فترة واخرى".

واضافت ان هذا الملف لابد ان يحظى بالمتابعة والجدية من قبل الجهات المختصة لان بقاء الامور على حالها دون اي علاج تعني سقوط المزيد من الابرياء وحرمان عوائل كثيرة من استغلال اراضيها الزراعية نتيجة وصول المخلفات الحربية اليها جراء السيول.

يشار إلى أن ثمانينيات القرن الماضي شهدت اندلاع الحرب العراقية - الايرانية والتي استمر القتال فيها ثمان سنوات متواصلة، وعمد طرفا النزاع الى زرع كميات كبيرة من الالغام الارضية، فضلا عن سقوط المقذوفات غير المنفلقة في الاراضي المجاورة للحدود وبكميات كبيرة، مما جعلها مثار قلق دائم لسكان هذه المناطق، وخصوصا عند حدوث السيول التي تؤدي إلى جرفها نحو الاراضي العراقية.

الصور

010020070790000000000000011101451361619671