البحر الميت (الأردن) 29 مارس 2017 (شينخوا) قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إنه رغم كل مظاهر الوهن التي تعتري نظامنا العربي، وما تعاني منه أمتنا من مشكلات عديدة وانكسارات وانتكاسات، فهناك أسباب أمل وتفاؤل في وسط ظلمة حالكة.
واعتبر ابو الغيط، في كلمته اليوم (الأربعاء) أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية العادية الـ28 في منطقة البحر الميت (55 كلم) جنوب غرب عمان، أن الجامعة العربية يمكنها أن تكون جسرا للعرب وقائد عمل مشترك مثمر بين العرب، ويمكنها أن تنجز بشكل طيب في ملفات اقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية بل علمية إذا ما توفر لها دعم الدول جميعا وتلاقت إراداتها السياسية على ذلك.
وقال أبو الغيط، لقد استشعرت ارتياحا كبيرا ودفعة معنوية هائلة من حديثي مع جميع القادة الذين شرفت بلقائهم، حيث كان الخط العام هو دعم الجامعة العربية وعملها والتمسك بمهمتها السامية في تمثيل وتوحيد العرب والتعبير عن مصالحهم والذود عنها، وتجسيد آمالهم وتطلعاتهم والسعي إليها".
وأضاف أبو الغيط إنه بالقدر ذاته استشعرت أسى مفهوما ومرارة لها ما يبررها إزاء الوضع العربي وما طاله من ضعف وانقسام وفرقة، مشيرا إلى أن تلك المقابلات شكلت علامات إضاءة واضحة على طريق اضطلاعي بمسئولياتي.
وتابع أبو الغيط " من هنا فقد عاهدت القادة الذين التقيتهم على أن أنشط قدر إمكاني عمل ودور الجامعة في مختلف الملفات والقضايا، وأن أسعى ما أمكن أيضا إلى لم شمل العرب، وترتيب الأوضاع واستعادة اللحمة فيما بين الجميع".
وقال أبو الغيط إنه تحوم حول منطقتنا طيور جارحة كثيرة، تريد أن تنهش في الجسد العربي وأن تفتئت على قدرة العرب على توحيد صفهم، وأن تضع العرب في تناقض بين بعضهم البعض، وهناك من هذه القوى من يوظف الطائفية والمذهبية على نحو مقيت لتحقيق أغراض سياسية تناقض المصلحة العربية على طول الخط وهو نهج نرفضه ونتصدى له وندعو الأطراف التي تمارسه لمراجعة حساباتها.
وأوضح أبو الغيط أنه في الشأن السياسي"وجدت أن الملفات الأهم ليست في حوزتنا، أو ضمن قدرتنا على التأثير ربما بسبب تداعيات السنوات الست الماضية.
وتابع أبو الغيط " فنحن نتابع عن كثب الأزمة السورية دون وسيلة حقيقية للتدخل مع أطراف أخرى فاعلة تتصدى لصياغة مستقبل سوريا دون اسهام عربي حقيقي، وهذا أمر أجده معيبا ".
وقال إنه رغم تعقيد الموقف الخاص بليبيا وأزمتها فقد سعى إلى وضع الجامعة مجددا في موقف متقدم يسمح لها باستجابة أفضل لنداءات كافة الأشقاء الليبيين الذين يتطلعون بأمل إلى انهاء فصول أزمتهم المستمرة بدعم ومساندة الجامعة.
وأضاف أبو الغيط إن قضيتنا المركزية فلسطين حظيت باهتمامه البالغ، وتناولتها في لقاءاتي وأحاديثي، بيانا لها ودفاعا عنها وإعلاء لشأنها، ومع ذلك فإن الوضع ليس على ما يرام من ناحية، وهو متحرك وإيجابي من ناحية أخرى.
وأشار إلى أن إسرائيل ما زالت تصمم على احتلالها لأراضي فلسطين، وهي تسير سادرة في غيها دون رادع وتمعن في البناء الاستيطاني والتهويد والاستيلاء على الأرض، كما أن الانقسام الفلسطيني له تبعاته السلبية.
وأكد أن اليد العربية ما زالت ممدودة بالسلام على نحو ما تقضي مبادرة السلام العربية، وما زلنا في انتظار شريك حقيقي على الجانب الآخر يفهم متطلبات السلام ويعمل بجدية من أجل تحقيقه، مشيرا إلى أنه للأسف "أننا لا نجد هذا الشريك رغم تعدد الوساطات والجهود".
وقال أبو الغيط إنه بالتوازي مع ذلك كله، تحتدم في دولنا الحرب ضد الإرهاب، تكافحه الحكومات بكل ما أوتيت من عناصر القوة وتقاومه المُجتمعات بكل ما تملك من عزيمة وإصرار، ويسقط شهداء بالعشرات والمئات من العراق إلى سوريا إلى غيرهما من البلدان يعيث الإرهاب في حواضرنا فسادا وخرابا.
وقال أبو الغيط إن عالمنا العربي قادر على اللحاق بعصره، وشبابه راغب في المشاركة في البناء من أجل المستقبل، ومن الضروري ان ننفتح أمام هؤلاء الشباب نوافذ الأمل والرجاء، وأن تطرح في مجتمعاتنا عقود اجتماعية جديدة تستنفر طاقاتهم ومواهبهم الإبداعية لبناء اقتصادات تنافسية تُفيد كافة طبقات المجتمع وتقوم على نماذج عصرية في التنمية وتنمية البشر والحجر معا، وتنمية تنزع عن المجتمعات آفة التطرف ووتواجه غربان الهدم والخراب بمعاول البناء والعمران،فكل فرصة تعليم جيد أو عمل لائق تنشل أسرة من الفقر وتثبت إيمان الفرد بمجتمعه ودولته بل قد توفر دماء زكية و تنقذ أرواحا بريئة.
وأكد أن الشعوب والحكومات العربية قادرة على عبور هذا الفصل الخطير في تاريخها الحديث، وهي أشد قوة وأصلب عودا وأمضى عزيمة وأكثر تضامنا ووحدة.