هلسينكي 6 أبريل 2017 (شينخوا) أكدت الصين وفنلندا يوم الأربعاء تأسيس نمط جديد من الشراكة التعاونية موجهة للمستقبل في إعلان مشترك خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للدولة.
وأكد الرئيس الصيني ونظيره الفنلندي ساولي نييستو على أن إقامة علاقات ثنائية استراتيجية أكثر تطلعا تكون مواكبة للعصور يشكل مصلحة جوهرية للبلدين وشعبيهما.
ويظهر ذلك أن زيارة شي قد تجاوزت العلاقات الثنائية وتحمل أهمية استراتيجية إقليمية وعالمية.
--علاقات صينية-فنلندية جيدة
منذ إقامة الصين وفنلندا العلاقات الدبلوماسية في عام 1950، شهدت العلاقات الثنائية تنمية جيدة وسريعة. وعمقت زيارة شي بدون شك العلاقات الصينية-الفنلندية وعززت التعاون الثنائي.
ويتزامن عام 2017 مع ذكرى مئوية استقلال فنلندا. وقال نينيستو في مقابلة حاصة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) قبل الزيارة إنه " لشرف عظيم أن نستقبل الرئيس شي " في هذه المناسبة، و" إنني على يقين بأن الزيارة سوف تعمق صداقتنا".
وكانت فنلندا من أوائل الدول الغربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، وأول دولة غربية توقع إتفاقية تجارية بين حكومتين مع الصين، كما كانت واحدة من بين عدد قليل من الدول الغربية دعمت بنشاط استعادة الصين لمقعدها الشرعي في الأمم المتحدة.
وتحترم الدولتان بعضهما البعض وتعامل كل منها الأخرى على قدم المساواة وتستمتعان بالتعاون متبادل النفع، ما يقدم نموذجا يحتذى للدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة لتطوير علاقاتها الثنائية.
وفي مجال التجارة، تعد الصين أكبر شريك تجاري لفنلندا في آسيا منذ 14 عاما، وتعد فنلندا ثالث أكبر شريط تجاري للصين في المنطقة الشمالية. وتوجد إمكانيات هائلة للبلدين للتعاون في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا النظيفة والطاقة الجديدة.
وبالنسبة للتبادلات الشعبية، مثل السياحة كمثال، فإن عدد السياح الصينيين الذين قضوا ليال في فنادق فنلندا في عام 2016 وصل إلى 225 ألف، بزيادة 27 بالمئة عن العام السابق، وفقا للبيانات الرسمية الفنلندية.
في الوقت نفسه، يتوقع أن يزيد قرار البلدين تعزيز التبادلات في الموانئ الشتوية والتعاون في تنظيم الألعاب الأوليمبية الشتوية عام 2022 التبادلات الشعبية ويثريها.
-- التعاون شبه الإقليمي بين الصين والاتحاد الأوروبي
تتمتع الصين وبلدان الشمال الأوروبي بعلاقات طيبة وتشاطر رغبة صادقة في التعاون. وقد دفعت زيارة شي التعاون الصيني- الفنلندي قدما، ومن المتوقع أيضا أن تدفع تعاون الصين مع منطقة الشمال الأوروبي، كون فنلندا ترأس مجلس بلدان الشمال الأوروبي لهذا العام.
وفي الوقت نفسه، ومع مواجهة الاتحاد الأوروبي صعوبات على خلفية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" وتصاعد الشعبوية في بعض الدول الأعضاء، فإن زيارة شي إلى فنلندا، وهي أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي يزورها الرئيس الصيني هذا العام، بعثت برسالة إيجابية مفادها أن الصين تدعم التكامل الأوروبي.
وتعد زيارة شي أول زيارة دولة يقوم بها رئيس صيني إلى هذه الدولة الواقعة في شمال أوروبا منذ 22 عاما.
وقال الرئيس شي في مقالة له نُشرت في الصحيفة الفنلندية قبل زيارته إن "الصين ترى أن التكامل الأوروبي يتفق مع اتجاه التاريخ وأن أوروبا مزدهرة ومستقرة تساعد على تحقيق السلام والتنمية في العالم. ونحن نعتقد أن أوروبا لديها الحكمة والقدرة على التغلب على التحديات. وفي هذا الصدد، فإنه بوسع أوروبا الاعتماد على دعم الصين".
وذكر الإعلان المشترك أن شراكة تعاونية بنمط جديد وموجهة للمستقبل بين الصين وفنلندا تعتبر تكاملا للشراكة الإستراتيجية الشاملة مع الاتحاد الأوروبي.
كما قال الرئيس الفنلندي يوم الأربعاء إن بلاده ترغب في تعزيز الاتصالات والتنسيق مع الصين حول القضايا الدولية الرئيسية ودفع تعاون أوثق بين الاتحاد الأوروبي والصين.
وفي مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) شدد الرئيس أيضا على أن الصين "هي بوضوح داعمة للتكامل الأوروبي" وأن هناك مزيدا من مساحة التعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين.
-- مبادرة الحزام والطريق محل تقدير
واستجابت فنلندا بشكل إيجابي لمبادرة الحزام والطريق الصينية، وتسعى للتعاون في إطار هذه المبادرة.
وقال نينيستو في المقابلة إن مبادرة الحزام والطريق الصينية لها أهمية كبيرة في تعزيز الترابط العالمي، مضيفا "كلما زاد ارتباطنا ببعضنا البعض، نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل".
وتابع أن "المبادرة سوف تساعد أيضا على تعزيز النمو الاقتصادي للاتحاد الأوروبي من خلال تعزيز الترابط داخل المنظمة والروابط الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي ودول أخرى".
وفي الإعلان المشترك، قالت فنلندا إنها تقدر المبادرة وتدعم "الصين والاتحاد الأوروبي في تعزيز الترابط بين آسيا وأوروبا وبناء سوق آسيوية - أوروبية ضخمة وتعزيز تدفق الأشخاص والأعمال ورؤوس الأموال والتكنولوجيا وكذلك المعلومات والاتصالات بين القارتين".
وتهدف مبادرة الحزام والطريق، التي طرحها الرئيس شي في عام 2013، إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا على امتداد مسارات تجارية لطريق الحرير القديم وما بعدها.
وفي الوقت الحالي، انضم أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية إلى هذه المبادرة، حيث قامت 40 منها بتوقيع اتفاقيات تعاون مع الصين.
وقال نينيستو "من المهم جدا أن يدرك الجميع في العالم بأننا نتقاسم مصيرا مشتركا"، مشيرا إلى مفهوم "مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية جمعاء" الذي اقترحه الرئيس شي.