مار- ايه- لاجو، الولايات المتحدة 7 أبريل 2017 (شينخوا) عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات عميقة وودية ومطولة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال اللقاء الأول بينهما أمس الخميس وحظى باهتمام العالم بأسره.
وصول شي إلى الولايات المتحدة وسط اهتمام عالمي
وصل شي بعد ظهر امس الخميس إلى بلدة بالم بيتش الساحلية فى فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة عقب زيارة دولة قام بها إلى فنلندا. ويرى المراقبون أن لقاء شي مع ترامب يأتي في إطار جهود الجانبين لرسم مسار العلاقات الثنائية في حقبة جديدة.
وفي يوم مشمس تشوبه بعض الغيوم، حطت الطائرة التي تقل شي وزوجته بنغ لي يوان بعد ظهر أمس في مطار بالم بيتش الدولي.
وأمام أنظار الحضور المفعمة بالحماس، من بينهم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون وزوجته ريندا سانت كلير، خطا شي وبنغ خارج باب الطائرة ولوحا للجماهير قبل نزولهما سلم الطائرة.
وخلال زيارته، ومدتها يومان، فى ولاية فلوريدا المشمسة، عقد شي محادثات مع ترامب فى منتجع مار-إيه-لاجو، الذي يدعوه ترامب "البيت الأبيض الجنوبي" لتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والاقليمية الكبرى ذات الاهتمام المشترك.
ويقول روبرت هورماتس، نائب رئيس كسينجر أسوشيتس، وهي شركة استشارية دولية مقرها مدينة نيويورك، إن هذه المحادثات المبكرة وجها لوجه بين الزعيمين ستعود بالنفع ليس فقط على البلدين ولكن أيضا على أطراف أخرى متعددة، مشيرا إلى أن اجتماع شي الأول مع ترامب يأتي عقب شهرين ونصف الشهر فقط من تولي ترامب منصبه.
وأضاف أن اجتماعا رئاسيا ناجحا سينقل رسالة معلنة أمام الجميع بأن البلدين ليسا في علاقة عدائية، وإنما يعملان معا لحل المشكلات من خلال "الحوار البناء".
اجتماع عميق مُطَّول
خلال اجتماعه مع ترامب، قال شي "هناك الآلاف من الأسباب التى تعمل على نجاح العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، ولا يوجد سبب يدعو إلى قطعها."
وأضاف الرئيس شي أن تعزيز العلاقات الثنائية فى الأعوام الـ45 الأخرى القادمة يتطلب تصميما سياسيا والتزاما تاريخيا من قادة البلدين.
وقد دعا شي أيضا ترامب للقيام بزيارة دولة إلى الصين خلال 2017.
وأكد الرئيس الصيني أيضا على دور الآليات الأربع عالية المستوى التى تأسست حديثا الخاصة بالحوار والتعاون بين الصين والولايات المتحدة فى مجالات مثل الدبلوماسية والأمن والاقتصاد وإنفاذ القانون والأمن الالكترونى فضلا عن التبادلات الاجتماعية والتبادلات الأخرى بين الشعبين.
وحث شي البلدين على وضع قائمة بأولويات التعاون لتحقيق حصاد مبكر ودفع المفاوضات الخاصة بمعاهدة الاستثمار الثنائية واستكشاف التعاون البراجماتي فى انشاء البنية الأساسية والطاقة ومجالات أخرى.
وقال أيضا ان الجانبين يتعين ان يعالجا القضايا الحساسة على دائم ملائم مع ادارة الخلافات والتحكم فيها بطريقة بناءة وتعزيز الاتصالات والتنسيق فى الشئون الدولية والاقليمية الكبرى.
وأضاف شي ان الصين والولايات المتحدة يجب ان يوسعا تعاونهما فى مواجهة التحديات العالمية مثل عدم انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الجريمة عبر الحدود.
أما ترامب فقد قبل الدعوة للقيام بزيارة دولة إلى الصين بسرور، وأعرب عن الأمل فى القيام بهذه الرحلة فى أقرب وقت.
كما أبلغ رئيسا الدولتين كل منهما الآخر بأولوياته الحالية فى جدول الأعمال المحلي والدبلوماسي وتبادلا وجهات النظر حول القضايا الاقليمية الساخنة.
اجتماع لرسم المسار
قال نائب وزير الخارجية الصيني تشنغ تسه قوانغ في 31 مارس انه في ظل الظروف الدولية الراهنة" سيكون للاجتماع أهمية كبيرة في رسم مسار العلاقة الصينية-الأمريكية خلال حقبة جديدة، وفي تعزيز تنمية العلاقات الثنائية على نحو سليم ومستقر من نقطة بداية جديدة، وتدعيم السلام والاستقرار والرخاء في منطقة آسيا-الباسيفيك والعالم على وجه العموم."
من جانبه، صرح المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر خلال مؤتمر صحفي الشهر الماضي بأن ترامب "يتطلع إلى لقائه مع الرئيس شي وتبادل وجهات النظر حول الأولويات الخاصة بكل بلد، وكذا إلى رسم الطريق الذي ينبغي المضي عليه قدما لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين."
ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1979، شهدت العلاقات بين البلدين تقلبات، لكن البلدين أصبحا أكثر اعتمادا على بعضهما البعض في الوقت الذي أصبحت فيه مصالحهما أكثر تشابكا.
والصين حاليا هي الشريك التجاري الأكبر للولايات المتحدة. وفي العام الماضي، وصل حجم التجارة ثنائية الاتجاه إلى 519.6 مليار دولار، مقارنة بـ2.5 مليار دولار في 1979.
ورغم أنه لا تزال توجد الكثير من الخلافات والاحتكاكات، على رأسها قضيتا التجارة والعملة الشائكتان، الا ان الجانبين بذلا المساعي نحو إدارة هذه الخلافات بشكل مناسب وتوسيع الأرضية المشتركة، في الوقت الذي يتوق فيه العالم إلى قيام علاقة صحية بين البلدين.
وقال جوزيف ني، خبير السياسة الخارجية الأمريكية الشهير، خلال مقابلة مع (شينخوا) عبر البريد الالكتروني، إنه يشعر بالتفاؤل إزاء العلاقات الأمريكية - الصينية على المدى الطويل.
وأوضح "ستتنافس الولايات المتحدة والصين ولكنهما ستتعاونان أيضا. وسيحققان المزيد من المكاسب من خلال بعد التعاون فى العلاقات."