مار-إيه-لاجو، الولايات المتحدة 8 أبريل 2017 (شينخوا) أقلعت طائرة الرئيس الصيني شي جين بينغ من مطار بالم بيتش الدولي في فلوريدا بعد ظهر أمس الجمعة، عقب اختتام اجتماعه الأول مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وخلال فترة زمنية زادت قليلا على اليوم الواحد، قضى شي ما يزيد على 7 ساعات يناقش فيها القضايا الثنائية والعالمية، ويبني علاقة شخصية مع ترامب فى الوقت الذى يرسم فيه مسار العلاقات الصينية-الأمريكية في حقبة جديدة.

نزهة على البحر

عقدت اللقاءات بين الرئيسين في منتجع مار-إيه-لاجو الذي يطلق عليه أيضا "البيت الأبيض الجنوبي". وقبل أن يختتم شي زيارته مباشرة أمس، ذهب للتنزه سيرا على الأقدام بصحبة ترامب على أعشاب الأراضي الخضراء المحيطة بمحل إقامته الواقع بجوار البحر.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون امس خلال مؤتمر صحفي في بالم بيتش "من الواضح أن الطقس رائع اليوم، وكانت فرصة عظيمة للرئيسين وزوجتيهما للتعارف والاستمتاع ومشاركة الطعام ومناقشة القضايا الهامة."

لقد كان التعارف بين الرئيسين غرضا أساسيا واضحا لزيارة شي. وكان ترامب أيضا يعي أهمية لقائه الأول مع شي.

وفي تصريحات على رأس اجتماع أمس، قال شي إن اجتماع مار-إيه-لاجو له "أهمية فريدة بالنسبة للعلاقات الصينية-الأمريكية"، حيث مكنه تبادل الآراء على نحو عميق وودي مع ترامب من تعميق التفاهم والثقة بشكل متبادل وإقامة علاقة عمل فيما بينهما.

ويقول روان تسونغ تسه، نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، إن اللقاءات غير الرسمية يمكنها المساعدة في تعميق التواصل المباشر بين الرئيسين.

بسمة على الوجه

اتسمت زيارة الرئيس شي بالود، حيث تبادل ترامب وشي الابتسام في وجه كل منهما الآخر.

وصل الجو الودي إلى ذروته مساء الخميس حينما استضاف ترامب شي على مأدبة ترحيب، حيث ألقى كل من الرئيسين كلمة مفعمة بالحماسة.

وأعرب شي عن استعداده للتعاون مع ترامب في قيادة الشعبين الأمريكي والصيني، حيث تجمعهما الأماني الطيبة والحماسة، للارتقاء بالعلاقات الصينية-الأمريكية، بينما قال ترامب "سنقيم علاقة عظيمة للغاية وأنا أتطلع إلى ذلك بشدة."

بعض النتائج اللافتة للاجتماعات كانت قبول ترامب الدعوة لزيارة الصين خلال العام الجاري، وكذلك إقامة إطار جديد للمفاوضات على مستوى الوزراء، وهو الأطار الذي يشمل الحوار الدبلوماسي والأمني والحوار الاقتصادي الشامل والحوار بشأن إنفاذ القانون والأمن الألكتروني، والحوار بشأن القضايا الاجتماعية والثقافية.

وكما قال شي خلال المأدبة، يتعين أن تؤدي تنمية العلاقات الثنائية إلى شعور مواطني البلدين بعودة النفع عليهم.

لحظة مؤثرة مع أغنية

اتسمت اللقاءات أيضا بالاجواء العاطفية الدافئة، حيث قامت أرابيلا وجوزيف، حفيدا ترامب، الخميس بغناء الأغنية الصينية الكلاسيكية (زهرة الياسمين) للرئيس شي وزوجته بنغ لي يوان، كما قاما بإلقاء الأشعار الصينية القديمة، ذلك بصحبة أبوي الطفلين إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر.

وفي إشارة منه إلى زيارة الرئيس الأسبق نيكسون التي كسرت جمود العلاقات مع الصين قبل 45 عاما، قال شي "تعزيز العلاقات الثنائية خلال ال45 عاما المقبلة يحتاج إلى الارادة السياسية والالتزامات التاريخية من جانب زعيمي البلدين."

وقال ترامب أمس الجمعة عقب اجتماع مع شي "العلاقات التي أقمناها أنا والرئيس شي رائعة. نتطلع إلى اللقاء في مرات كثيرة فى المستقبل، وأعتقد أن الكثير من المشكلات التي قد تستعصي على الحل سيتم حلها خلال هذه اللقاءات."

وقال شي أول أمس "هناك الآلاف من الأسباب التى تعمل على نجاح العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، ولا يوجد سبب يدعو إلى قطعها."

وكان هذا أيضا شعور الكثيرين ممن كانوا بالقرب من مار-إيه-لاجو.

وقال مايلز ميدلبوش، رجل أعمال محلي في ال32 من عمره، "في هذه الأيام وفي هذا العصر، وفي ظل وجود الأنترنت، أصبح كل شيء متصلا بالاخر، أياً كان ما تريد أن تفعله"، مضيفا أنه ينبغي على الولايات المتحدة والصين العمل معا بشكل أفضل من أجل العالم ومن أجل المستقبل، ليس فقط من أجل الولايات المتحدة والصين وحدهما.

وتابع "ما أتمناه وما أؤمن به، هو اننا سنقيم علاقات رائعة خلال السنوات الأربع أو الثماني المقبلة، أو حتى خلال فترة أطول من ذلك."