مار-إيه-لاجو، الولايات المتحدة 8 أبريل 2017 (شينخوا) اختتم كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب أمس الجمعة الاجتماع الأول بينهما بتحديد مسار بناء وإيجابي للتنمية المستقبلية للعلاقات الصينية-الامريكية.
وخلال زيارة شي التي دامت يومين فى بلدة بالم بيتش الساحلية جنوب شرق الولايات المتحدة، أبدى زعيما أكبر اقتصادين في العالم وجهات نظرهما حول عدد كبير من الموضوعات لما يزيد على سبع ساعات، واتفقا على توسيع التعاون متبادل النفع وإدارة الخلافات بينهما على أساس الاحترم المتبادل.
إن اللقاء المباشر الذي جرى في جو من الود فيما يدعوه ترامب "البيت الأبيض الجنوبي"، أسس أيضا لعلاقة عمل سليمة بل وأسس لعلاقة شخصية بين الزعيمين اللذين يتزعمان ما يصفها الكثيرون بأنها أهم علاقات ثنائية في عالم اليوم.
واتفق الجانبان على أن الاجتماع الذي حظي باهتمام عالمي وسط تصاعد الشكوك حول الآفاق الثنائية والدولية "كان إيجابيا ومثمرا"، بحسب وزير الخارجية الصيني وانغ يي.
ومن بين إنجازات أخرى، أطلق الجانبان الحوار الاقتصادي الشامل والحوار الدبلوماسي والأمني، الامر الذى يتضمن آلية حوار ذات أربعة محاور تم إقامتها مؤخرا جنبا إلى جنب مع الحوار بشأن إنفاذ القانون والأمن الألكتروني والحوار بشأن القضايا الاجتماعية والثقافية.
وفي معرض إشارته إلى أن البلدين أصبحا الشريك التجاري الأكبر لبعضهما البعض، أوضح شي أن الصين تمضي قدما في الاصلاح الهيكلي لجانب العرض وتحافظ على قوة دافعة تنموية سليمة، وأن التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني-الأمريكي يتمتع بمستقبل مشرق، وأنه يتعين على الجانبين انتهاز هذه الفرصة.
وقال الرئيس الصيني "ترحب الصين بمشاركة الجانب الأمريكي في التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق."
واتفق الجانبان أيضا على تعميق التواصل والتعاون في مجالات العسكرية والهجرة والرعاية الصحية وغيرها من المجالات، منها جهود الصين في تتبع الهاربين الذين فروا خارج البلاد.
ووصف شي الاجتماع بأنه ذو أهمية فريدة في تنمية العلاقات الصينية-الأمريكية.
من جانبه، قال ترامب "اعتقد أننا حققنا تقدما كبيرا على صعيد علاقتنا مع الصين. وأعتقد بصدق أن تقدما تم إحرازه بالفعل. وسنحقق المزيد والمزيد من التقدم."
كانت إدارة ترامب استعدت بشكل كبير لهذا الاجتماع، الذي عقد خلال ال100 يوم الأولى من ولاية الرئيس الجديد والذي أطلقت عليه صحيفة نيويورك تايمز "أكبر مهمة دبلوماسية لترامب كرئيس حتى الآن".
ارتدت السيدة الأولى ميلانيا ترامب يوم الخميس رداءً أحمر للترحيب بشي وزوجته بنغ لي يوان في منتجع مار-إيه-لاجو، وهو اللون الذي يرمز إلى السعادة والرخاء في الثقافة الصينية. ونظم ترامب وزوجته حفلة أسرية صغيرة على شرف الضيوف الصينيين.
كما قامت أرابيلا وجوزيف، حفيدا ترامب، الخميس بغناء الأغنية الصينية الكلاسيكية (زهرة الياسمين) للرئيس شي وزوجته بنغ لي يوان، كما قاما بإلقاء الأشعار الصينية القديمة، ذلك بصحبة أبوي الطفلين إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر.
وذهب ترامب وشي في نزهة سيرا على الاقدام بين المناظر الخلابة المحيطة بالعقار الواقع على شاطىء المحيط الأطلنطي الذي يعود تاريخ بنائه إلى 90 عاما، وهو الموقع الذي أعلن البيت الأبيض أنه تم اختياره لإضفاء شعور بالاسترخاء على الاجتماع الذي دام يومين.
وفي تبادل لكرم الضيافة، وجه شي الدعوة لترامب للقيام بزيارة دولة إلى الصين في وقت لاحق من العام الجاري، وهي الدعوة التي قبلها ترامب بكل سرور.
وقال وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر صحفي "كان الجو والكيمياء بين الزعيمين إيجابيين."
وتابع "أعتقد أننا جميعا لدينا الشعور الطيب ذاته بشأن نتائج هذه القمة فيما يخص ما أسفرت عنه من إقرار اتجاه بنَّاء للمضي قدما."
وفي تعليقه على اجتماع شي-ترامب الذي حظي باهتمام كبير، قال ديفيد جوسيه، محلل الشؤون الدولية وخبير الشؤون الصينية المقيم في باريس، إنه بروح من البراجماتية الايجابية "ركز الزعيمان طوال الوقت على التعاون الذي لا غنى عنه بين الصين والولايات المتحدة."
واضاف في تصريحاته لوكالة انباء (شينخوا) أنه إذا وضعنا في الاعتبار تعقيدات العلاقات الصينية-الأمريكية وخطاب ترامب خلال حملته الانتخابية، فإن اجتماع مار-إيه-لاجو "يعد اجتماعا ناجحا."
وقال سو قه، رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، مركز بحثي رائد في الصين، أمس الجمعة إنه بالنسبة إلى بلدين كبيرين مثل الصين والولايات المتحدة، تعد الخلافات بينهما أمرا طبيعيا، ويبقى الشيء الهام هو كيفية التعامل مع هذه الخلافات.
وأضاف "يتعين على البلدين تبني منظور طويل الاجل، ويتعين عليهما أيضا عدم السماح لأية لحظة أو حادثة معينة أن تهز أساس العلاقات بينهما."
بعد 45 عاما من كسر الجمود في العلاقات، أصبحت الصين والولايات المتحدة في الوقت الراهن أكثر اعتمادا على بعضهما البعض نتيجة التشابك المتزايد بين مصالحهما. وبلغ حجم التجارة الثنائية 519.6 مليار دولار العام الماضي، بتجاوز الاستثمار ثنائي الاتجاه 170 مليار دولار. كما يوجد بين البلدين أكثر من 200 زوج من المدن الشقيقة ومتوسط 14000 شخص يسافرون بين البلدين.
كان الرئيس الصيني أكد على انه "هناك الآلاف من الأسباب التى تعمل على نجاح العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، ولا يوجد سبب يدعو إلى قطعها."