بكين 8 أبريل 2017 (شينخوا) بعد اختتام الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة الدولة التي قام بها إلى فنلندا واجتماعه مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بمنتجع مار-إيه-لاجو بولاية فلوريدا الأمريكية في الفترة من 4 إلى 7 أبريل الجاري، استعرض وزير الخارجية الصيني وانغ يي الانجازات التي أسفرت عنها الزيارة والاجتماع.
وقال وانغ إن العالم يمر بتغيرات كبيرة وتعديلات لم يسبق لها مثيل خلال قرن من الزمان. وفيما يخص التطور على المستوى الدولي، يحظى تطور السياسات الخارجية والداخلية للادارة الأمريكية الجديدة باهتمام عالمي، في الوقت الذي تشهد فيه عملية التكامل الأوروبي ظروفا جديدة.
وأوضح وانغ أن جولة الرئيس شي فى البلدين غطت قارتي أوروبا وأمريكا، مشيرا إلى أن الجولة كانت محل اهتمام عالمي وحظيت بأهمية كبيرة.
وأضاف وانغ أن الجولة الناجحة والمثمرة للرئيس شي عززت الاستقرار وأضافت طاقة إيجابية إلى الوضع الدولي.
الإرتقاء بالعلاقات الصينية-الفنلندية إلى مستوى جديد
قال وانغ إن العلاقات بين الصين وفنلندا صمدت أمام اختبار الزمن والوضع الدولي المتغير، وحافظت على تطور صحي ومستقر، لتكون العلاقة بين البلدين نموذجا يحتذى به فى العلاقات بين الصين والدول الأوروبية.
وأوضح وانغ أن زيارة الدولة للرئيس شي، أول زيارة من نوعها لرئيس صيني، مثلت بداية لمرحلة جديدة من العلاقات الثنائية، مع التأكيد على إقامة نمط جديد من الشراكة التعاونية الموجهة للمستقبل في إعلان مشترك يعد الانجاز السياسي الرئيسي للزيارة، الأمر الذي أسفر عن الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى جديد وتقديم نموذج قوي لدفع العلاقات.
وأشار وانغ إلى أن زيارة شي رسمت آفاقا جديدة للتعاون الودي، حيث وقع البلدان مجموعة من وثائق التعاون بشأن الابتكار والاستثمار والتجارة والعدل والعلوم والتكنولوجيا والتفتيش والحجر الصحي، ما يظهر أن تعاون البلدين دخل مرحلة من التنمية الشاملة وأن الصداقة التقليدية أثمرت عن نتائج إيجابية.
وأكد وانغ أن الزيارة كونت رابطة جديدة من التبادلات الشعبية. وعلى سبيل المثال، في الوقت الذي ستستضيف فيه الصين دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية لعام 2022، اتفق البلدان على مزيد من التعاون في مجال الرياضات الشتوية وعلى إطلاق عام الرياضات الشتوية الصينية-الفنلندية في 2019.
وأضاف وانغ أن الزيارة حفزت نوعا جديدا من الديناميكية في العلاقات الصينية-الأوروبية. وبحسب الاعلام الأوروبي وكذا بحسب الآراء العامة، بثت زيارة شي الثقة في فرص التنمية في أوروبا، وأكدت على زيادة قوة التواصل والتعاون بين الصين واوروبا خلال المستقبل.
رسم مسار العلاقات الصينية - الأمريكية
باختتام زيارة شي إلى الولايات المتحدة اليوم السبت عقب لقائه مع ترامب، قال وانغ إن الصين والولايات المتحدة بلدان كبيران لهما تأثير عالمي، وأن أهمية العلاقات بينهما واضحة بذاتها ولا تحتاج إلى توضيح.
وأوضح وانغ أن الحفاظ على سير العلاقات الصينية-الأمريكية على مسار مستدام وصحي ومستقر أمر يصب ليس فقط في مصلحة شعبي البلدين، وإنما يحقق تطلعات المجتمع الدولي بأسره.
وخلال زيارته التي دامت يومين إلى منتجع بالم بيتش الساحلي جنوب شرق الولايات المتحدة، التقى شي ترامب عدة مرات ناقشا خلالها العلاقات الثنائية والقضايا الأقليمية والدولية الكبرى ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى توافق هام.
وقال وانغ إن الجانبين اتفقا على أن الاجتماع كان مثمرا وإيجابيا، مضيفا أن اجتماع شي-ترامب عمِل على تعزيز التفاهم المتبادل والثقة المتبادلة بين الزعيمين.
وبحسب وانغ، عرض الزعيمان الأفكار الخاصة بكل منهما فيما يتعلق بالحوكمة، وفيما يتعلق بأجندات السياسات الخارجية والداخلية، وأسفر الاجتماع عن زيادة التفاهم المتبادل وعن بناء علاقات عمل جيدة.
وأضاف وانغ أنه خلال محادثاتهما، وجه شي الدعوة إلى ترامب للقيام بزيارة دولة إلى الصين في وقت لاحق العام الجاري، وهي الدعوة التي قبلها الرئيس الأمريكي بسرور. كما اتفق الزعيمان على الحفاظ على التواصل القوي من خلال الاجتماعات والاتصالات الهاتفية والخطابات.
وأوضح وزير الخارجية الصيني أنه كلما ازداد عمق التواصل بين الزعيمين، استطاعا القيام بدور أكبر في توجيه العلاقات الصينية-الأمريكية وزيادة التوافق والقوة لتلك العلاقات، وكذا تعزيز توقعات العالم الايجابية بشأن التنمية الايجابية للعلاقات.
في هذا السياق، رسم شي وترامب مسار العلاقات الصينية-الامريكية وأسسا المبادىء الخاصة بها.
وأوضح شي أن التعاون هو الخيار الصحيح الوحيد للولايات المتحدة والصين، قائلا إن البلدين قادران على إقامة شراكة تعاونية عظيمة فيما بينهما، في الوقت الذي أكد فيه ترامب أن الولايات المتحدة على أهبة الاستعداد للعمل مع الجانب الصيني للقضاء على العوامل والمشكلات التي تقف في طريق العلاقات الثنائية، سعيا نحو تحقيق تنمية أفضل للعلاقات.
وقال وانغ إن الزعيمين أشادا بالتقدم التاريخي الذي حققه البلدان، حيث تم الاتفاق على دفع العلاقات الصينية-الأمريكية من نقطة بداية جديدة، من أجل تحقيق المزيد من المكاسب للشعبين وللعالم بأسره.
وأشار وانغ إلى أن الجانبين أطلقا آليات لأولويات التعاون، حيث اتفقت الصين والولايات المتحدة على تيسير التنمية الصحية للتجارة والاستثمار وعلى المضي قدما في المفاوضات المتعلقة باتفاقية الاستثمار الثنائية. كما اتفقا على تعزيز التعاون البراجماتي في مجال البنية الأساسية وغيره من المجالات.
إن الثقة المتبادلة بشأن الأمن العسكري أساس الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة.ويرغب الجانبان في الاستغلال الأمثل لآلية الحوار بين الأركان المشتركة لتعزيز التواصل فى الشؤون العسكرية.
كما يعتزم البلدان تعميق التعاون في مجال إنفاذ القانون والأمن الالكتروني، وتعزيز التبادلات الثقافية والشعبية.
ومن بين إنجازات أخرى، أطلق الجانبان الحوار الاقتصادي الشامل والحوار الدبلوماسي والأمني، الامر الذى يتضمن آلية حوار ذات أربعة محاور تم إقامتها مؤخرا جنبا إلى جنب مع الحوار بشأن إنفاذ القانون والأمن الألكتروني والحوار بشأن القضايا الاجتماعية والثقافية.
إن إقامة آلية للحوار المنتظم بين الصين والولايات المتحدة دعامة هامة للتنمية الصحية للعلاقات الثنائية، وتؤدي إلى سلاسة التواصل وتعزيز الثقة المتبادلة وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين.
وأوضح وانغ أن الصين والولايات المتحدة عززتا التواصل حول الشؤون الاقليمية والدولية.
وكعضوين دائمين بمجلس الأمن، وكأكبر اقتصادين في العالم، فإن الصين والولايات المتحدة تتحملان مسؤوليات جسام في حفظ السلام والاستقرار وتعزيز رخاء العالم.
وخلال اللقاء، تبادل الزعيمان الآراء حول القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية وغيرها من الشؤون الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، واتفق الجانبان على توسيع التعاون على مستويات متعددة للاسهام في تحقيق السلام والاستقرار والرخاء في العالم.
وقال وانغ إن اجتماع الزعيمين جاء في وقته المناسب وأنه يمثل أهمية كبيرة، موضحا أن الاجتماع كان على مستوى عالٍ من الكفاءة وأنه حقق الاهداف المتوقعة الخاصة بتعزيز التفاهم وبناء الثقة المتبادلة والتوصل إلى توافقات، مضيفا أن الاجتماع ساعد ليس فقط فى تيسير التحول السلس في العلاقات الصينية-الأمريكية، ولكنه مثل أيضا بداية طيبة للعلاقات الثنائية خلال المرحلة الجديدة.
وهناك في الوقت الراهن تعاون وتباعد في الوقت ذاته بين البلدين. وفيما يخص العلاقات الصينية-الأمريكية، فإن احتياجات هذه العلاقات للتعاون الاقتصادي تفوق كثيرا المنافسة بين البلدين، وان التكامل الاقتصادي يتجاوز في أهميته التباعد بين البلدين.
وأوضح وانغ أن الأهمية التاريخية للاجتماع تكمن في الجانبين يشاركان في رسم المسار وفي تحديد الاطار ووضع التخطيط على مستوى القمة للعلاقات الصينية-الأمريكية.
ويُعتقد أن يلعب الاجتماع دورا كبيرا في مساعدة البلدين فى التغلب على الصعوبات وإزالة العقبات والحفاظ على العلاقات الثنائية على الطريق الصحيحة. كما سيكون للاجتماع تأثير إيجابي على تحقيق السلام والاستقرار والرخاء بمنطقة آسيا-الباسيفيك بل والعالم بأسره، بحسب وانغ.
الفكرة الصينية للتنمية وطريق التواصل
قال وانغ إن شي طرح الفكرة الصينية للتنمية على الأطراف الخارجية، موضحا أن الصين ستتمسك بسياسة الانفتاح ذات المنافع المتبادلة وستستمر في اسهامها في تحقيق التنمية العالمية.
وأضاف وانغ أن الصين عازمة على ربط استراتيجيات التنمية الخاصة بها مع الاستراتيجيات الخاصة بالبلدان الأخرى، والعمل المشترك لبناء مجتمع مستقبل مشترك لكافة الجنس البشري.
وأوضح شي أن الصين لديها الثقة والقدرة على الحفاظ على نمو اقتصادي مستمر وصحي، بما يخلق المزيد من الفرص ويجلب المزيد من المنافع لدول العالم أسره.
وقال وانغ إن طرح شي يعكس ثقة الصين وانفتاحها وشمولها.
خلال التواصل مع الأطراف الخارجية، أجاد شي العثور على النقاط المشتركة المتعلقة بمصالح الجانبين وأفكار السياسات وأوجه التعاون. كما دعم الاحترام المتبادل والمنافع المتبادلة والتعاون المربح للجميع.
وفي معرض إشارته إلى أن الدول تختلف من حيث أوضاعها الوطنية والتاريخ والثقافات ومراحل التنمية، قال شي إنه من حق كل دولة وكل شعب اختيار النظام الاجتماعي وطريق التنمية المناسب.
وبحسب وانغ فإن شي يرى أن الطريقة التي تعكس حقيقة بلد ما هي الطريق الصحيح لتحقيق التنمية، وأن منهج الاحترام المتبادل هو الطريقة الدائمة للتعامل بين الدول.
وأكد وانغ أن تلك التعبيرات تعكس ليس فقط ثقة الزعيم الصيني بنفسه وإنما تعكس أيضا فلسفة البحث عن النقاط المشتركة، في الوقت الذي يجب فيه احترام الاختلافات، الأمر الذي يحظى بفهم وتقدير زعماء العالم الخارجي.