بكين 9 ابريل 2017 (شينخوا) يعيش خيسوس فلوريس 59 عاما في الولايات المتحدة الأمريكية ببلدة فقيرة في ايلينوي. وقبل 18 عاما أصبح أبا، لكنه فقد عمله أيضا.
ومع الأعباء الإضافية التي أثقلت كاهله بعد ولادة طفلته، باتت خيسوس قلقا أكثر على نفسه وعائلته لتأمين استمرار ونمو الأسرة.
ومن حسن حظه؛ جاء الانفراج لوضعه والحل لمشاكله عند تشكيل شركة صينية لصناعة السيارات هناك. فبعد وقت ليس بالطويل على فقدانه عمله، افتتحت شركة وانشيانغ مصنعا لها بالقرب من منزله ليصبح خيسوس أحد موظفي الشركة منذ ذلك الوقت.
وقال خيسوس :" إن ابنتي الان تذهب إلى الكلية، كما ان عملي في وانغشيانغ يعني أن لديها الفرصة لتواصل دراستها".
بدوره قال غاري ويتزيل المدير التنفيذي لشركة وانغشيانغ في الولايات المتحدة إن الشركة أنقذت العديد من الشركات التي كانت على شفير الإفلاس ، مضيفا:" في واقع الأمر، إن الناس سيكونون بدون عمل لولا شركة وانشيانغ".
وبينما يتم نقاش مواضيع الصين وفقدان الوظائف كموضوع واحد، ونفس الشيئ تقوم به بعض الأطراف في الكابيتول هيل، إلا أن الحقيقة لا يمكن أن تكون بعيدة عن الواقع. فالشركات الصينية تفتتح المزيد من المجمعات الجديدة وتوظف المزيد من الأمريكيين لديها، وهو سيناريو يغيب إلى حد كبير عن البلاغة التي يتمتع بعض السياسيين الأمريكيين.
لقد تجاوزت الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة نظيرتها الاميركية في الصين للمرة الأولى في العام 2015، كما أنها دعمت نحو 104 آلاف وظيفة في الولايات المتحدة.
ففي محافظة لانكاستر في ولاية كارولينا الجنوبية، شارفت مجموعة "كيير" الصينية على إكمال المرحلة الثانية من مجمعها لصناعة القطن في وقت لاحق من العام الجاري، في حين كانت المرحلة الأولى من المشروع المذكور قد بدأت التشغيل الرسمي في العام 2015 لتخلق 300 وظيفة للمحليين هناك.
وتثق المجموعة المذكورة تمام الثقة بقدرتها على خلق 500 وظيفة أخرى للمحليين على الأقل بنهاية العام الجاري.
وفي هذا السياق قالت آيمي تومسون مديرة قسم الاستراتيجيات الدولية والتجارة في ولاية كارولينا الجنوبية التابعة لوزارة التجارة الأمريكية:" منذ العام 2011، تم تسجيل 850 مليون دولار أمريكي من استثمارات الشركات الصينية في الولاية، ما أسفر عن خلق أكثر من ألفي وظيفة، ما أدى لخلق تأثير كبير على مستوى مقاطعتنا الصغيرة".
وتعتبر مقاطعة كارولينا الجنوبية مركزا لصناعة النسيج في الولايات المتحدة الأمريكية .
ومنذ العام 1980، وعلى الرغم من ذلك، قامت مصانع النسيج بالتحول نحو أمريكا اللاتينية وآسيا حيث تكاليف العمالة والمواد الأرخص .
وحول هذا الأمر قالت تومسون:" إنه لمن المفيد واللافت أيضا أن نشهد عودة تلك المصانع مجددا عن طريق الصين وما توفره من أجور جيدة، إننا حقا نقدر عاليا هذا الأمر ".
وبالنظر إلى تكاليف الإنتاج بين البلدين (الصين والولايات المتحدة) التي باتت تتقلص بسرعة ، فإن مجموعة روديوم تقدر بأن يبلغ حجم الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة في العام 2020 بأكثر من 200 مليار دولار أمريكي.
من جانبه أقر تشو شان تشينغ رئيس مجموعة "كيير" بأن التحدي الأكبر يتمثل في كيفية تجسير الفجوة الثقافية، وتوفير طرق مختلفة حول التفكير والتطبيق.
وبدوره قال ستيفن أورلينز رئيس اللجنة الوطنية للعلاقات الصينية-الامريكية ، إنه وفيما تستثمر الشركات الصينية مليارات الدولارات في أمريكا، إلا أنها تبني في ذات الوقت مجتمعات من الأمريكيين الذين سيكون بإمكانهم فهم الصين على نحو أفضل.
وأضاف أورلينز إن الشركات الاستثمارية الصينية ستعمل أيضا على بناء علاقات أمريكية-صينية أكثر قوة وثباتا في القرن الـ 21.