دمشق 10 أبريل 2017 (شينخوا) قال المحللون السياسيون في سوريا اليوم (الاثنين ) إن الهجوم الصاروخى الأمريكى على قاعدة جوية سورية يوم الجمعة الماضية جعل الأزمة السورية أكثر تعقيدا ويهدد بالمزيد من العسكرة.
وكان الهجوم الذي لم يسبق له مثيل الجمعة الماضي أول عمل عسكري أعلنته واشنطن ضد الجيش السوري ، منذ اندلاع الأزمة في سوريا في مارس 2011 .
وقد استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة قاعدة الشعيرات الجوية في ريف حمص بأكثر من 59 صاروخا من نوع توماهوك، ما أسفر عن مقتل ستة جنود سوريين وتسعة مدنيين، من بينهم أربعة أطفال، وتدمير تسع طائرات حربية سورية.
وقالت الحكومة الأمريكية إن الهجوم على القاعدة الجوية جاء ردا على ضربات هجوم نفذته القوات الجوية السورية على بلدة خان شيخون يوم الثلاثاء الماضي بالغاز السام .
واتهم ناشطون الجيش السوري بإطلاق الغاز السام على البلدة، مما أسفر عن مقتل 70 شخصا، في حين قال الجيش السوري إن الضرب استهدف مستودع للذخيرة يحتوي على غاز سام، وألقى اللوم على المتمردين لتخزين هذه المواد.
وقالت قيادات روسية إيرانية مشتركة في سوريا، يوم أمس الأحد، إن الضربة الأمريكية على قاعدة جوية سورية تجاوزت "الخطوط الحمراء".
وجاء في بيان لغرفة العمليات المشتركة، التي تضم روسيا وإيران ومجموعات حليفة للجيش السوري ، "إن ما قامت به أمريكا من عدوان على سوريا هو تجاوز للخطوط الحمراء، فمن الآن وصاعداً سنرد بقوة على أي عدوان وأي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل أي كان و أمريكا تعلم قدراتنا على الرد جيدا".
وقال منذر خدام، وهو من المعارضة السورية، لوكالة (شينخوا) بدمشق إن الضربة سيكون لها انعكاسات سلبية على الأزمة السورية.
وقال "إن الهجوم الأمريكى مدان من قبل كل مواطن شريف ، ما حدث سيؤثر على مسار الحل السياسي سيما وانه فى الشهور الاخيرة بدأ يتبلور الحل السياسى عبر اتخاذ خطوات جدية".
وأكد خدام أنه بعد هذه الضربة عادت " الأزمة السورية إلى المربع الأول وهو العنف والعنف المضاد".
وانتقدت المعارضة السورية في الداخل ، المعارضة السورية في الخارج التي رحبت بالهجوم وقالت إن "بعض المجموعات ما زالت تراهن على الحل العسكري والتدخل الأجنبي لكن لا شيء يمكن ينقذ سوريا سوى الحل السياسي".
وتعتقد المعارضة أن الضربة ستكثف التدخل الروسي والإيراني في سوريا، مشيرة إلى أن المسلحين الذين أشادوا بالهجوم الأمريكي "سيشعرون قريبا بالخطأ" .
من جهته، نشر أنس جودة، رئيس حركة البناء الديمقراطية ، على حسابه الرسمي على الفيسبوك " لترقد بسلام 2254"، في إشارة إلى عملية السلام التي خرجت عن مسارها مع أول صاروخ توماهوك الأمريكي الذي ضرب القاعدة السورية.
ويشار إلى أن 2254 هو قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي الذي اعتمد في عام 2015، وأيد خريطة الطريق لعملية السلام في سوريا، ووضع جدول زمني للمحادثات.
ومن جهته قال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، اليوم (الاثنين )، بأن واشنطن قد توجه ضربة صاروخية أخرى إلى سوريا.
ونقلت صحيفة "ذي صن" البريطانية عن جونسون قوله "لقد أرسلت الولايات المتحدة عن طريق ما قامت به في سوريا إشارة واضحة وعامة من قبل الغرب، ومن المهم أنها قد تقوم بذلك مرة أخرى".
وبدوره قال عماد النداف وهو محلل سياسي آخر لوكالة (شينخوا) بدمشق إن " الضربة الصاروخية الأمريكية إعادة الأزمة السورية إلى الوراء ، وحرقت كل الخطوات التي جرت على مسار الحل السياسي " .
وأضاف النداف أن " الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد الحل السياسي ، ولا تريد أن ترى هذا البلد معاف " ، مؤكدا أن الضربة ستجعل حلفاء سوريا ، يتحركون لمنع أي عدوان مماثل على سوريا لاحقا .
واستنكرت كل من موسكو وطهران ودمشق هذه العملية، واصفة إياها بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي ولسيادة دولة مستقلة .