تعليق: لإجراء تحول قبل فوات الآوان بشأن القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية

18:21:04 15-04-2017 | Arabic. News. Cn

بكين 15 إبريل 2017 (شينخوا) تتزايد التوترات بشكل دراماتيكي مؤخرا في شبه الجزيرة الكورية وحولها بعد تهديد واشنطن بمهاجمة بيونغ يانغ بسبب تجاربها النووية والصاروخية.

وعلى الرغم من أن وقوع مواجهة عسكرية شاملة لن تكون محتملة في المستقبل القريب، فإن الشعور العام حيال التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة النووية البارزة في شرق آسيا قد أصبح مزعزعا بشكل مثير للقلق.

وتقوم واشنطن باتخاذ مواقف لتؤكد بأنها لم تكن تخادع عندما حذرت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من أن كافة الخيارات، بما فيها العسكرية، "مطروحة" على الطاولة.

وأعلنت وضع حد لما يسمى بـ "الصبر الإستراتيجي" الذي مُورس خلال سنوات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حيال برنامج بيونغ يانغ النووي، وسرعت الخطى في اتجاه تركيب بطارية منظومة "ثاد" (للدفاع الجوي للارتفاعات العالية)، وهي منظومة مضادة للصواريخ، في كوريا الجنوبية على الرغم من أن القرار لقي استنكارا شديدا من جانب بكين وموسكو.

وفي الآونة الأخيرة، قامت الحكومة الأمريكية بإرسال، ما قال عنه الرئيس دونالد ترامب لشبكة ((فوكس)) في مقابلة بأنه، "أسطول" "قوي" إلى المياه الواقعة بالقرب من شبه الجزيرة الكورية، في استعراض واضح للقوة عند عتبة كوريا الديمقراطية.

كما تم النظر إلى قيام إدارة ترامب بإطلاق عشرات من صواريخ "توماهوك" على الأهداف العسكرية في سوريا الأسبوع الماضي على أنها رسالة إلى بيونغ يانغ مفادها أنها مستعدة لاستخدام القوة.

بدورها حذرت كوريا الديمقراطية، التي تحتفل بالذكرى السنوية الـ 105 لميلاد مؤسسها كيم إيل سونغ اليوم (السبت)، من الرد أيضا.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في كوريا الديمقراطية يوم الخميس إن بلاده سترد بـ "الرعد النووي والبرق العقابي" على القوى المعادية، وستلقنهم "طعم الحرب الحقيقية".

في الشهور الأخيرة، قامت بيونغ يانغ بإجراء تجارب عدة لإطلاق صواريخ باليستية، كما أجرت أيضا اختبارا أرضيا لمحرك صاروخي يتميز بقوة دفع عالية في مارس الماضي. وتتزايد التكهنات بأن كوريا الديمقراطية تتجه نحو إجراء تجربتها النووية السادسة منذ عام 2006.

وإذا ما تم إجراء الاختبار النووي تحت الأرض، فإن الوضع في شبه الجزيرة الكورية قد يشهد مزيدا من الاحتدام، في حين قد يتعرض الأمل في استخدام الدبلوماسية لنزع فتيل إحدى القضايا الأكثر القابلة للاشتعال لمزيد من التضاؤل، إن لم ينته فعليا. وتحتاج بيونغ يانغ أن تفكر مرتين قبل أن تتصرف.

بالنسبة لواشنطن، فإن أي إجراء وقائي لن يكفل القضاء التام على جميع القدرات النووية لكوريا الديمقراطية. وعلاوة على ذلك، فإنه سيؤدي إلى انتقام مميت من بيونغ يانغ، ما يمكن أن يمثل تمهيدا لحرب واسعة النطاق في المنطقة.

إن هناك حاجة ماسة إلى عقد صفقة كبرى بين الجانبين كون المنطقة في لحظة حاسمة من التاريخ. وتكمن المهمة الأولى في ملء فجوة الثقة.

وللقيام بذلك، فإن النصح الموجه لواشنطن هو أن تقوم بتعليق تهديدها العسكري وطمأنة بيونغ يانغ بأنها مستعدة لإجراء محادثات، وأن تثبت بإجراءات ملموسة بأنها مثل ما قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في روسيا قبل بضعة أيام بأن أمريكا هي بالفعل "غير مهتمة بتغيير النظام" في كوريا الديمقراطية.

كما يتعين على بيونغ يانغ أيضا أن تأخذ خطوة إلى الوراء، وأن توقف بشكل فوري جميع أنشطتها النووية، وكذلك التجارب الصاروخية لإتاحة المجال أمام المناورة الدبلوماسية.

ومما لا شك فيه، فإنه من أجل نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، ليس أمام جميع الأطراف المعنية خيار سوى تقديم نصيبها من التنازلات. ولكن بالمقارنة مع تكلفة الحرب، فإنه ليس من المكلف جدا تقديم تنازلات من أجل إحلال السلام.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تعليق: لإجراء تحول قبل فوات الآوان بشأن القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية

新华社 | 2017-04-15 18:21:04

بكين 15 إبريل 2017 (شينخوا) تتزايد التوترات بشكل دراماتيكي مؤخرا في شبه الجزيرة الكورية وحولها بعد تهديد واشنطن بمهاجمة بيونغ يانغ بسبب تجاربها النووية والصاروخية.

وعلى الرغم من أن وقوع مواجهة عسكرية شاملة لن تكون محتملة في المستقبل القريب، فإن الشعور العام حيال التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة النووية البارزة في شرق آسيا قد أصبح مزعزعا بشكل مثير للقلق.

وتقوم واشنطن باتخاذ مواقف لتؤكد بأنها لم تكن تخادع عندما حذرت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من أن كافة الخيارات، بما فيها العسكرية، "مطروحة" على الطاولة.

وأعلنت وضع حد لما يسمى بـ "الصبر الإستراتيجي" الذي مُورس خلال سنوات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حيال برنامج بيونغ يانغ النووي، وسرعت الخطى في اتجاه تركيب بطارية منظومة "ثاد" (للدفاع الجوي للارتفاعات العالية)، وهي منظومة مضادة للصواريخ، في كوريا الجنوبية على الرغم من أن القرار لقي استنكارا شديدا من جانب بكين وموسكو.

وفي الآونة الأخيرة، قامت الحكومة الأمريكية بإرسال، ما قال عنه الرئيس دونالد ترامب لشبكة ((فوكس)) في مقابلة بأنه، "أسطول" "قوي" إلى المياه الواقعة بالقرب من شبه الجزيرة الكورية، في استعراض واضح للقوة عند عتبة كوريا الديمقراطية.

كما تم النظر إلى قيام إدارة ترامب بإطلاق عشرات من صواريخ "توماهوك" على الأهداف العسكرية في سوريا الأسبوع الماضي على أنها رسالة إلى بيونغ يانغ مفادها أنها مستعدة لاستخدام القوة.

بدورها حذرت كوريا الديمقراطية، التي تحتفل بالذكرى السنوية الـ 105 لميلاد مؤسسها كيم إيل سونغ اليوم (السبت)، من الرد أيضا.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في كوريا الديمقراطية يوم الخميس إن بلاده سترد بـ "الرعد النووي والبرق العقابي" على القوى المعادية، وستلقنهم "طعم الحرب الحقيقية".

في الشهور الأخيرة، قامت بيونغ يانغ بإجراء تجارب عدة لإطلاق صواريخ باليستية، كما أجرت أيضا اختبارا أرضيا لمحرك صاروخي يتميز بقوة دفع عالية في مارس الماضي. وتتزايد التكهنات بأن كوريا الديمقراطية تتجه نحو إجراء تجربتها النووية السادسة منذ عام 2006.

وإذا ما تم إجراء الاختبار النووي تحت الأرض، فإن الوضع في شبه الجزيرة الكورية قد يشهد مزيدا من الاحتدام، في حين قد يتعرض الأمل في استخدام الدبلوماسية لنزع فتيل إحدى القضايا الأكثر القابلة للاشتعال لمزيد من التضاؤل، إن لم ينته فعليا. وتحتاج بيونغ يانغ أن تفكر مرتين قبل أن تتصرف.

بالنسبة لواشنطن، فإن أي إجراء وقائي لن يكفل القضاء التام على جميع القدرات النووية لكوريا الديمقراطية. وعلاوة على ذلك، فإنه سيؤدي إلى انتقام مميت من بيونغ يانغ، ما يمكن أن يمثل تمهيدا لحرب واسعة النطاق في المنطقة.

إن هناك حاجة ماسة إلى عقد صفقة كبرى بين الجانبين كون المنطقة في لحظة حاسمة من التاريخ. وتكمن المهمة الأولى في ملء فجوة الثقة.

وللقيام بذلك، فإن النصح الموجه لواشنطن هو أن تقوم بتعليق تهديدها العسكري وطمأنة بيونغ يانغ بأنها مستعدة لإجراء محادثات، وأن تثبت بإجراءات ملموسة بأنها مثل ما قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في روسيا قبل بضعة أيام بأن أمريكا هي بالفعل "غير مهتمة بتغيير النظام" في كوريا الديمقراطية.

كما يتعين على بيونغ يانغ أيضا أن تأخذ خطوة إلى الوراء، وأن توقف بشكل فوري جميع أنشطتها النووية، وكذلك التجارب الصاروخية لإتاحة المجال أمام المناورة الدبلوماسية.

ومما لا شك فيه، فإنه من أجل نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، ليس أمام جميع الأطراف المعنية خيار سوى تقديم نصيبها من التنازلات. ولكن بالمقارنة مع تكلفة الحرب، فإنه ليس من المكلف جدا تقديم تنازلات من أجل إحلال السلام.

الصور

010020070790000000000000011101451362109751