تحقيق: صناعة الفخار في لبنان حرفة قديمة تقاوم الاندثار والمنافسة

19:21:28 15-04-2017 | Arabic. News. Cn

طرابلس، شمال لبنان 15 ابريل 2017 (شينخوا) قرابة 50 عاما قضاها جورج عريرو في صناعة الفخار في لبنان ولايزال يكافح للحفاظ على استمرارها خشية اندثارها في ظل المنافسة مع البضائع المستوردة وعدم قدرة أصحاب المصانع على مواكبة التطور الذي طرأ على هذه المهنة.

ويمتلك عريرو مصنعا للفخار بشمال لبنان، لايزال يعتمد الطريقة اليدوية في الانتاج ما جعله يمثل مقصدا للأهالي والسياح وتلامذة المدارس للاطلاع على هذه الحرفة التقليدية التراثية.

ويقول عريرو لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أعمل في هذه المهنة التي ورثتها عن أبي منذ 45 عاما، وقد بقيت لوحدي مع عامل وحيد بعدما كان المعمل يضم نحو 20 عاملا قبل عقدين".

وأضاف عريرو أن "صناعة الفخار من أقدم الحرف البشرية وقد سبقت صناعة الزجاج والخزف والبورسلان وهي مهنة متوارثة في العائلة التي تناقلت الحرفة وأسرارها منذ أكثر من 350 سنة".

وتعتبر صناعة الفخار في لبنان، وفقا للمكتشفات الأثرية، من أقدم الصناعات التي ارتبطت بوجود الإنسان وترقى الى آلاف السنين قبل الميلاد حيث صناعة أواني الطعام والجرار الكبيرة لحفظ المياه ولتخزين الزيت والمواد الغذائية اضافة الى الأباريق والأكواب.

وبالنسبة لعريرو، فان صناعة الفخار هي حكاية علاقة بين مهارة أنامل الصانع الخفيفة والتراب والنار.

ويشرح الرجل مراحل هذه الصناعة موضحا انها تحتاج إلى وقت طويل وتتم باستخدام نوع من التربة الصلصالية يعرف ب"الدلغان".

والتربة هي أساس صناعة عجينة الفخار حيث تستخرج من الأرض وتوضع في حوض ماء وتحرك حتى الذوبان ثم تجفف خلال أسبوع تحت حرارة الشمس مع ترطبيها بشكل مستمر إلى حين موعد الاستعمال.

وتوضع عجينة الفخار على منصة متحركة بواسطة دولاب يقوم بالدوران بواسطة القدم فيما يقوم العامل بتشكيل العجينة بالشكل الذي يريده.

وبعدها تدخل عجينة الفخار إلى الفرن لتشوى على درجة حرارة عالية تدوم بين 8 أو 9 ساعات متواصلة حتى يحمر لونها وتصبح غير قابلة للتفتت وجاهزة للإستعمال.

ويلفت عريرو الى تراجع عدد مصانع الفخار بعد اقفال العديد منها خلال السنوات الماضية بحيث لا يتعدى اليوم عدد مصانعها في لبنان عدد أصابع اليد الواحدة بسبب غزو الفخاريات المستوردة للأسواق التي تباع بأسعار أقل من الفخاريات المصنعة محليا.

كما يشير الى عدم قدرة أصحاب المصانع على مواكبة التطور الذي طرأ على هذه المهنة والذي بات يعتمد على الآلات.

ويوضح عريرو "نعتمد اليوم على الزبائن ابناء القرى والارياف وهناك مشاكل عديدة تواجهنا منها عدم وجود اسواق لتصريف انتاجنا".

ويلفت كذلك الى "تراجع الطلب من الزبائن على المصنوعات الفخارية والاعتماد على المصنوعات البديلة من البلاستيك او شراء الفخاريات المستوردة بسبب تفوقها جماليا".

ولاتزال المصنوعات الفخارية من الأواني المطبخية على وجه الخصوص تلقى رواجا لدى شريحة من المواطنين الذين يفضلون استخدامها على سواها بسبب قناعة راسخة لديهم بفوائدها الصحية في طهي الاطعمة وحفظ مياه، الشرب.

وتقول اخصائية التغذية الدكتورة منى المحمد انه لا وجود لدليل طبي جازم في مسألة فوائد الطهي في الأوعية الفخارية.

لكن المحمد تؤكد لـ ((شينخوا)) انها غير مضرة صحيا في حال كانت من النوع الجيد وفي حال احسن استخدامها في اعداد الطعام او وضعه بداخلها.

وأضافت "هناك موروث ثقافي بأن طهي الطعام في الاواني الفخارية وحفظ المياه فيها هو افضل من الاواني الاخرى ولكن من الناحية العلمية لا يوجد ما يثبت صحة هذا الكلام او عكسه على الرغم من ان تناول الاطعمة وشرب المياه من اواني الفخار له مذاق خاص لا نعرف اسبابه".

بدوره يقول خالد الشيخ وهو صاحب مطعم لبيع الفول "ما زلت اقدم الفول للزبائن في صحون مصنوعة من الفخار واستخدم اباريق فخارية لتقديم مياه الشرب لان طعم المياه فيها ألذ وخصوصا في فصل الصيف ذلك أنها تحافظ على برودة المياه".

ولايقتصر اصرار البعض على اقتناء المصنوعات الفخارية على مستلزمات المطبخ فهناك مصنوعات فنية تضاهي التحف جمالا وتعرض في المنازل وفي المطاعم وصالات العرض الكبيرة وذلك بسبب ماتحمله من لمسات جمالية من خلال زخرفات ونقوشات ورسومات تزيد من رونقها وتعطيها قيمة اضافية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق: صناعة الفخار في لبنان حرفة قديمة تقاوم الاندثار والمنافسة

新华社 | 2017-04-15 19:21:28

طرابلس، شمال لبنان 15 ابريل 2017 (شينخوا) قرابة 50 عاما قضاها جورج عريرو في صناعة الفخار في لبنان ولايزال يكافح للحفاظ على استمرارها خشية اندثارها في ظل المنافسة مع البضائع المستوردة وعدم قدرة أصحاب المصانع على مواكبة التطور الذي طرأ على هذه المهنة.

ويمتلك عريرو مصنعا للفخار بشمال لبنان، لايزال يعتمد الطريقة اليدوية في الانتاج ما جعله يمثل مقصدا للأهالي والسياح وتلامذة المدارس للاطلاع على هذه الحرفة التقليدية التراثية.

ويقول عريرو لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أعمل في هذه المهنة التي ورثتها عن أبي منذ 45 عاما، وقد بقيت لوحدي مع عامل وحيد بعدما كان المعمل يضم نحو 20 عاملا قبل عقدين".

وأضاف عريرو أن "صناعة الفخار من أقدم الحرف البشرية وقد سبقت صناعة الزجاج والخزف والبورسلان وهي مهنة متوارثة في العائلة التي تناقلت الحرفة وأسرارها منذ أكثر من 350 سنة".

وتعتبر صناعة الفخار في لبنان، وفقا للمكتشفات الأثرية، من أقدم الصناعات التي ارتبطت بوجود الإنسان وترقى الى آلاف السنين قبل الميلاد حيث صناعة أواني الطعام والجرار الكبيرة لحفظ المياه ولتخزين الزيت والمواد الغذائية اضافة الى الأباريق والأكواب.

وبالنسبة لعريرو، فان صناعة الفخار هي حكاية علاقة بين مهارة أنامل الصانع الخفيفة والتراب والنار.

ويشرح الرجل مراحل هذه الصناعة موضحا انها تحتاج إلى وقت طويل وتتم باستخدام نوع من التربة الصلصالية يعرف ب"الدلغان".

والتربة هي أساس صناعة عجينة الفخار حيث تستخرج من الأرض وتوضع في حوض ماء وتحرك حتى الذوبان ثم تجفف خلال أسبوع تحت حرارة الشمس مع ترطبيها بشكل مستمر إلى حين موعد الاستعمال.

وتوضع عجينة الفخار على منصة متحركة بواسطة دولاب يقوم بالدوران بواسطة القدم فيما يقوم العامل بتشكيل العجينة بالشكل الذي يريده.

وبعدها تدخل عجينة الفخار إلى الفرن لتشوى على درجة حرارة عالية تدوم بين 8 أو 9 ساعات متواصلة حتى يحمر لونها وتصبح غير قابلة للتفتت وجاهزة للإستعمال.

ويلفت عريرو الى تراجع عدد مصانع الفخار بعد اقفال العديد منها خلال السنوات الماضية بحيث لا يتعدى اليوم عدد مصانعها في لبنان عدد أصابع اليد الواحدة بسبب غزو الفخاريات المستوردة للأسواق التي تباع بأسعار أقل من الفخاريات المصنعة محليا.

كما يشير الى عدم قدرة أصحاب المصانع على مواكبة التطور الذي طرأ على هذه المهنة والذي بات يعتمد على الآلات.

ويوضح عريرو "نعتمد اليوم على الزبائن ابناء القرى والارياف وهناك مشاكل عديدة تواجهنا منها عدم وجود اسواق لتصريف انتاجنا".

ويلفت كذلك الى "تراجع الطلب من الزبائن على المصنوعات الفخارية والاعتماد على المصنوعات البديلة من البلاستيك او شراء الفخاريات المستوردة بسبب تفوقها جماليا".

ولاتزال المصنوعات الفخارية من الأواني المطبخية على وجه الخصوص تلقى رواجا لدى شريحة من المواطنين الذين يفضلون استخدامها على سواها بسبب قناعة راسخة لديهم بفوائدها الصحية في طهي الاطعمة وحفظ مياه، الشرب.

وتقول اخصائية التغذية الدكتورة منى المحمد انه لا وجود لدليل طبي جازم في مسألة فوائد الطهي في الأوعية الفخارية.

لكن المحمد تؤكد لـ ((شينخوا)) انها غير مضرة صحيا في حال كانت من النوع الجيد وفي حال احسن استخدامها في اعداد الطعام او وضعه بداخلها.

وأضافت "هناك موروث ثقافي بأن طهي الطعام في الاواني الفخارية وحفظ المياه فيها هو افضل من الاواني الاخرى ولكن من الناحية العلمية لا يوجد ما يثبت صحة هذا الكلام او عكسه على الرغم من ان تناول الاطعمة وشرب المياه من اواني الفخار له مذاق خاص لا نعرف اسبابه".

بدوره يقول خالد الشيخ وهو صاحب مطعم لبيع الفول "ما زلت اقدم الفول للزبائن في صحون مصنوعة من الفخار واستخدم اباريق فخارية لتقديم مياه الشرب لان طعم المياه فيها ألذ وخصوصا في فصل الصيف ذلك أنها تحافظ على برودة المياه".

ولايقتصر اصرار البعض على اقتناء المصنوعات الفخارية على مستلزمات المطبخ فهناك مصنوعات فنية تضاهي التحف جمالا وتعرض في المنازل وفي المطاعم وصالات العرض الكبيرة وذلك بسبب ماتحمله من لمسات جمالية من خلال زخرفات ونقوشات ورسومات تزيد من رونقها وتعطيها قيمة اضافية.

الصور

010020070790000000000000011101451362110361