القاهرة 15 ابريل 2017 (شينخوا) يحتفل الأقباط في مصر اليوم (السبت) بعيد القيامة، في "رسالة تحدي" للإرهاب، الذي استهدف قبل أسبوع كنيستين، فأوقع 45 قتيلا و125 جريحا.
وتعرضت كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا، والكاتدرائية المرقسية في الاسكندرية، شمالي مصر، لتفجيرين انتحاريين خلال احتفال الأقباط بـ "أحد السعف"، تبناهما تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
ودفع التفجيران السلطات المصرية إلى إعلان حالة الطوارئ، ونشر الجيش للمشاركة في حماية المنشآت الحيوية في البلاد.
ورغم التفجيرين، توافد الأقباط اليوم إلى الكنائس للاحتفال بعيد القيامة، وحضور القداس الإلهي، وسط إجراءات أمنية مشددة.
"مش خايفين، ذهبت أنا وعائلتي إلى الكنيسة للاحتفال بالعيد"، قالت نيرمين إدوارد وهي فتاة عشرينية، تعليقا على احتفال الاقباط بالعيد رغم التهديدات الإرهابية.
وفي البيان الذي تبنى فيه داعش تفجير الكنيستين، هدد التنظيم المتطرف بشن المزيد من الهجمات ضد الأقباط.
وتحتفل نيرمين بعيد القيامة في كنيسة "أبوسيفين" في حي المعادي الراقي بالقاهرة، التي تضاعف عدد مرتاديها في كل الصلوات بعد التفجيرين.
ورغم الآلام التي تسيطر على الأقباط، اشترت نيرمين ملابس جديدة والكعك والبسكويت للاحتفال بالعيد.
وعلقت على تهديدات داعش للأقباط، بتأكيدها "نرحب بالشهادة"، مشيرة إلى أنها وبقية المسيحيين "يتذكرون في لحظة صمت خلال الاحتفال في الكنائس جميع أسماء الـ45 شهيدا (الذي سقطوا في التفجيرين)، ثم سنصلي وندعو للسلام في العالم".
ودعت نيرمين لضحايا التفجيرين قائلة " اذكر يا رب أولادك الذين استشهدوا".
ورغم ذلك، أكدت أنها سوف تتبادل بعد الصلاة التهانئ بالعيد، ثم تأكل الكعك مع عائلتها.
"مع حزننا الشديد على فراق أحبائنا، فإن سعادتنا بالعيد تساعدنا على تجاوز الآلام، ونثق أن شهداءنا في مكان أفضل "، قال الدكتور الخمسيني مجدي نصيف.
وذهب مجدي إلى كنيسة "مارمرقس كيلوباترا" في حي "مصر الجديدة" بالقاهرة.
وأضاف "نحتفل بطقوسنا العادية من ألحان ومزامير وأجزاء من الانجيل، وعظة ، وقداس".
"مش هنكسر فرحة أولادنا بعيد القيامة، أنا جاهز بالعيديات والهدايا للأطفال" تابع نصيف بلهجة عامية.
واعتبر عدد زوار الكنيسة اليوم أكثر من كل المرات الماضية، مشيرا إلى أن ذلك "رسالة تحدى" للإرهابيين.
ويحتفل المسيحيون بالعيد فى وقت اتخذت وزارة الداخلية اجراءات مشددة لتأمين الكنائس.
وأكد مصدر أمنى رفيع المستوى بالوزارة، ان وزير الداخلية مجدى عبدالغفار عقد عدة اجتماعات لإعادة تقييم الخطط الأمنية، وبحث تكثيف الإجراءات الأمنية بمحيط كافة الكنائس، والمنشآت الحيوية بالبلاد؛ لإحباط أية محاولات مشبوهه للنيل من الجبهة الداخلية أو زعزعة استقرار وأمن الوطن، حسب وكالة أنباء (الشرق الأوسط).
وأضاف ان كافة مديريات الأمن تلقت تعليمات مشددة بتكثيف الحراسة على الكنائس، البالغ عددها 2626 كنيسة على مستوى الجمهورية، هي 1326 كنيسة أرثوذكسية، و1100 كنيسة بروتستانتية و200 كنيسة كاثوليكية.
وأوضح أن هناك توجيهات بقيام خبراء المفرقعات بتمشيط كافة الكنائس بشكل دورى، حتى انتهاء الأعياد، وتفعيل الكاميرات المثبتة على أسوار الكنائس؛ لرصد الحالة الأمنية.
وتضمنت التوجيهات تعيين خدمات بحثية ونظامية مسلحة بمحيط الكنائس، وتخصيص حرم آمن لكل كنيسة يمتد إلى 400 متر، مع منع انتظار السيارات أو الدراجات البخارية نهائيا بداخله.
وتضمنت كذلك توفير البوابات الإلكترونية الكاشفة للمعادن على مداخل الكنائس، ونصب الحواجز المعدنية بحرم كل كنيسة.
وأرسل وزير الداخلية مجدى عبدالغفار برقية لكل من بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثانى، والأنبا إبراهيم إسحاق بطريرك الأقباط الكاثوليك، والقس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية بمناسبة عيد القيامة.
وقال عبدالغفار في البرقية "إن التاريخ سيظل أبدا شاهدا على أرض طاب ثراها بدماء الفداء.. تشابكت فيها أيادينا وحدة وقوة، لا تفرقها مكائد، ولا تضعفها شدائد".
وأعرب عن أمله فى أن يديم الله على شعب مصر اللحمة والتآزر.
فيما قال البابا تواضروس الثاني في رسالة لأقباط المهجر بمناسبة عيد القيامة، " إننا نتذكر شهداء أحد الشعانين بالخير.. الله اختارهم والله ضابط الكل".
وختم ان " قلوبنا يعتصرها الألم لفراق احبائنا الشهداء.. ونذكر بلادنا الحبيبة مصر ونصلى من أجل ابعاد كل شر عنها".