القاهرة 16 أبريل 2017 (شينخوا) أكد بابا الأقباط في مصر تواضروس الثاني اليوم (الأحد)، أن العمليات الإرهابية " الغادرة " لن تنال من نسيج المصريين المتلاحم، فيما اعتبر شيخ الأزهر أحمد الطيب العلاقات بين المسلمين والمسيحيين "حائط صد أمام المخاطر التي تهدد مستقبل مصر".
وتعرضت كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا، والكاتدرائية المرقسية في الاسكندرية، شمال غرب القاهرة، لتفجيرين انتحاريين الأحد الماضي خلال احتفال الأقباط بـ" أحد السعف"، تبناهما تنظيم داعش الإرهابي.
وأوقع التفجيران 45 قتيلا و125 مصابا، ما دفع السلطات المصرية إلى إعلان حالة الطوارىء، ونشر الجيش للمشاركة في حماية المنشآت الحيوية في البلاد.
وزار البابا تواضروس اليوم مديرية أمن الإسكندرية، حيث التقي مساعد وزير الداخلية لمنطقة غرب الدلتا، ومدير أمن الإسكندرية وعدد من القيادات وضباط المديرية.
وأعرب البابا تواضروس عن تعازيه في شهداء الشرطة ضحايا الحادث الإرهابي الغاشم الذي تعرضت له الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
وقتل في تفجير الكنيسة المرقسية 17 شخصا،بينهم أربعة شرطيين، إلى جانب إصابة العشرات بينهم 14 شرطيا، هم 7 ضباط و5 أمناء شرطة ومجندان إثنان.
وثمن البابا الجهود التي يبذلها رجال الشرطة في التصدي لمخططات الجماعات الإرهابية في مصر، وما يبذلونه من تضحيات فداءً للوطن وتحقيقاً لأمن الشعب المصري، لافتا إلى أن الأعمال الإرهابية الغادرة لن تنال من نسيج الأمة المتلاحم وعزيمة رجال الشرطة.
وقام البابا تواضروس الثاني بزيارة المصابين جراء الحادث الإرهابي بمستشفى الشرطة في الإسكندرية، متمنياً لهم الشفاء العاجل والعودة لإستكمال دورهم الوطني فى حفظ الأمن والاستقرار وحماية البلاد من المخاطر.
كما زار البابا مدينة طنطا حيث التقى محافظ الغربية اللواء أحمد صقر ومدير الأمن اللواء طارق حسونة.
وزار أيضا مطرانية طنطا، حيث اجتمع مع الكهنة والأساقفة وأسر الشهداء والمصابين.
ورغم التفجيرين، احتفل الاقباط أمس بعيد القيامة، حيث توافدوا على الكنائس بشكل غيرمسبوق، في رسالة تحد للإرهاب.
وهنأ شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، اليوم البابا تواضروس الثاني بمناسبة عيد القيامة.
وأشاد في بيان اليوم، بالعلاقات الطيبة التي تقوم على المودة والاحترام بين الأزهر الشريف والكاتدرائية المرقسية، مشيرا إلى أنها تمثل حائط صد أمام المخاطرِ التي تهدد مستقبل مصر، وتسعى للنيل من وحدة أبنائها من المسلمين والمسيحيين.
وأكد شيخ الأزهر أن الشعب المصري بكل أطيافه ومكوناته شعب ونسيج واحد يستعصي على التمزق والفرقة، موضحًا أن كل محاولات استهداف المصريين تحطمت أمام قوة هذا الشعب الذي يقف صفا واحدا في مواجهة قوى الشر والإرهاب.
فيما أكد "بيت العائلة"، الذي يضم الرموز الدينية للمسلمين والمسيحيين في مصر، على مشاعر الحب والتآخي التي تسود بين كافة المصريين مسلمين ومسيحيين، وأنه لن يستطيع أحد أن يعكر صفوها، حيث تمثل مصر نموذجا فريدا في الوحدة الوطنية.
في غضون ذلك، أمر المستشار خالد ضياء الدين المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا اليوم، بحبس ثلاثة متهمين من عناصر الخلية الإرهابية التي فجرت كنيسة مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالأسكندرية، لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات.
والمتهمون الثلاثة، الذين تقرر حبسهم احتياطيا، هم كل من سلامة وهب الله عباس إبراهيم، وعبد الرحمن حسن أحمد مبارك، وعلي شحات حسين محمد شحاته.
وأسندت النيابة إلى المتهمين الثلاثة تهم الانضمام إلى جماعة تدعو إلى تكفير الحاكم، وشرعية الخروج عليه، والاعتداء على مؤسسات الدولة، واستباحة دماء المواطنين المسيحيين ودور عباداتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم.
كما ضمت التهم استهداف المنشآت العامة بغرض اسقاط الدولة والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية ضبط ١٣ إرهابيا كان يستعدون لتنفيذ عمليات ضد المسيحيين ومؤسسات الدولة.
وأوضحت الوزارة في بيان اليوم، أنه " توافرت معلومات بصدور تكليفات من قيادات (جماعة) الإخوان بالخارج للقيادات داخل البلاد بتشكيل مجموعات بمحافظات دمياط والبحيرة والإسكندرية وكفر الشيخ، لتنفيذ سلسلة من التفجيرات والعمليات العدائية ضد مؤسسات الدولة ومنشآتها الحكومية والمسيحية.. بهدف إحداث حالة من الفوضى وتأجيج الفتن الداخلية".
وأضافت أنه تم تحديد مزرعتين بنطاق محافظتي البحيرة والإسكندرية، عبارة عن مخابئ سرية تحت الأرض يتم استخدامهما كأوكار لتصنيع العبوات المتفجرة وتخزين الذخائر لحين تسليمها للعناصر المنفذة للعمليات الإرهابية.
وعثرت الشرطة بداخل المزرعتين على عبوات ناسفة وألغام أرضية مضادة للأفراد مدون عليها عبارات باللغة الفارسية، وقنابل يدوية، وكميات كبيرة من مواد شديدة التفجير، و12 مفجرا حربيا يستخدم في إعداد الأحزمة الناسفة.