القاهرة 22 ابريل 2017 (شينخوا) رأى محللون مصريون اليوم (السبت)، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي المقررة غدا للسعودية تستهدف تقريب وجهات النظر بين البلدين، وإعادة العلاقات الثنائية لمسارها الطبيعي.
وأعلنت الرئاسة المصرية أمس الجمعة، أن السيسي سوف يزور الرياض الأحد، حيث يعقد لقاء قمة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وتأتي هذه الزيارة استجابة لدعوة تلقاها الرئيس السيسي من الملك سلمان.
وكان السيسي وسلمان التقيا في 29 مارس الماضي على هامش القمة العربية التي عقدت في الأردن، ووجه كل منهما دعوة للأخر لزيارة القاهرة والرياض.
وجاء هذا اللقاء عقب شهور من التوتر في العلاقات بين القاهرة والرياض، التي شهدت للمرة الأولى انتقادات سعودية علنية لمصر، على خلفية تباين في مواقف البلدين إزاء بعض القضايا العربية مثل سوريا واليمن.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن زيارة السيسي تستهدف " تدشين صفحة جديدة من العلاقات التوافقية، وليس التطابقية، بين مصر والسعودية".
وأضاف في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، إن " فترة التباعد بين مصر والسعودية، والتي استمرت عدة شهور، أثبتت للدولتين أنه لا غنى لإحداهما عن الأخرى، وأن أي مشكلات يمكن حلها عن طريق التوافق".
وتابع " انتهت وإلى الأبد فكرة تطابق وجهات النظر (بين مصر والسعودية).. التوافق في وجهات النظر هو الحل".
واستطرد " مثلا موقف مصر الثابت من أزمة سوريا يقوم على الحل السياسي، بينما السعودية تؤيد الحل العسكري، وكلتا الدولتين تصممان على رأيهما.. الحل في التوافق وليس التطابق في وجهات النظر، وكذلك الأمر بالنسبة للأزمة اليمنية".
وتوقع أن تدفع الزيارة " العلاقات الثنائية في اتجاه متميز.. بعد تقريب وجهات النظر".
وشاطره الرأي الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، واصفا الزيارة بأنها " استكشافية ومحاولة لتقريب وجهات النظر".
وقال إنه " من المبكر الحديث عن تذويب الخلافات بين مصر و السعودية، لأنه لم يتم مناقشة القضايا الخلافية من الأساس".
وأشار إلى أن الزيارة تستهدف " خلق مناخ جديد في العلاقات بين البلدين يبنى على أساس المصلحة المشتركة"، وتوقع أن تشهد " مساحة كبيرة من التفاهم وبناء جسور الثقة".
وأوضح أن زيارة السيسي للرياض تشير إلى " رغبة الطرفين في تجاوز حالة التجاذب والتباين التي كانت سمة المرحلة الماضية، واتوقع أن تنجح الزيارة في هذا بشكل كبير".
بدوره، رأى السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن " هذه الزيارة تعيد العلاقات لمسارها الطبيعي، وتٌفعل ما اتفق عليه من تنمية التجارة والاستثمار وروابط المصريين في السعودية والسعوديين في مصر".
وأضاف إن العلاقات بين مصر والسعودية " طريق ذو اتجاهين، وتعود بالفائدة على البلدين وشعبيهما، فالاستثمارات السعودية في مصر مكسب للطرفين، والجالية المصرية في السعودية ، والبالغة مليوني شخص، تسهم في نهضتها التنموية".
وتابع " مطلوب الآن وقف تبادل التعليقات السلبية كتلك التي جرت تعليقا على تصويت مصر في مجلس الأمن حيال الأزمة السورية، فمصر تمارس عضويتها بحرفية اكتسبتها كعضو مؤسس للأمم المتحدة".
وأوضح إن هذه الزيارة والآليات التي ستنشأ عنها تتيح الحوار المباشر والمتواصل بين الطرفين، ما يحول دون نشوب أي سوء فهم.
وأبدى أملا في أن " نرى من الآن تزايد في تواجد السعوديين في مصر ومزيد من المصالح المشتركة".
اقرأ أيضا:
التلفزيون المصري: السيسي يزور السعودية الأحد المقبل للقاء الملك سلمان