روما 22 إبريل 2017 (شينخوا) تمثل الانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا اختبارا رئيسيا للمشاعر المناهضة لأوروبا وقد تؤثر على التوازن السياسي داخل الاتحاد الأوروبي، هكذا قال محللون إيطاليون.
وقامت وسائل الإعلام الإيطالية بإجراء تحليل عن كثب للمرشحين الرئيسيين وبرامجهم على مدى الأسابيع الماضية، وسلطت الضوء على نقاط القوة الحاسمة لديهم وأوجه الضعف المحتملة عندهم.
وحللت أيضا -- كما فعلت العديد من وسائل الإعلام الأخرى في أوروبا -- سبب بروز المرشحين الأربعة الأوائل --إذ أن اثنين منهم من المشككين في أوروبا والآخرين من الملتزمين بالتكامل الأوروبي.
ويظهر أحدث استطلاع للرأي أن مرشح الوسط ايمانويل ماكرون، ومرشحة أقصى اليمين مارين لوبان، ومرشح المحافظين فرانسوا فيلون، ومرشح أقصى اليسار جان لوك ميلينشون هم المتصدرون الأربعة.
-- الارتباط بالاتحاد الأوروبي مسألة حاسمة
إلى جانب التهديد الإرهابي، الذي تصاعد بعد هجوم على الشرطة في شارع الشانزليزيه بوسط باريس قبل حوالي 60 ساعة من التصويت، فقد اُعتبر الموقف المنقسم تجاه القضايا المرتبطة بالاتحاد الأوروبي عاملا حاسما يمكن أن يحدد النتيجة النهائية.
وكتب روبيرتو دي أليمونتي، المحلل السياسي في صحيفة ((إيل سولي 24 أوري)) الإيطالية الرائدة في مجال الأعمال، يوم الجمعة، إنه "يتعين إقناع (الناس) الفرنسيين (فيما يتعلق بـ) الهجرة وأوروبا".
وكان البعد الأيسر والأيمن هو حكم موقف المواطنين الفرنسيين تجاه الأحزاب السياسية وتصويتهم، طبقا لما ذكره.
وقال الخبير "الآن أصبح الأمر مختلفا: الهجرة من جهة وأوروبا من جهة أخرى، وهاتان مسألتان غيرتا الفضاء السياسي في فرنسا، وليس هناك فقط".
وسوف يتنافس ما مجموعه 11 مرشحا على الرئاسة في الجولة الأولى من التصويت الذي يجري يوم الأحد. وفي حالة عدم تجاوز أي مرشح عتبة 50 في المائة، يواجه المرشحان الاثنان صاحبا أعلى الأصوات بعضهما البعض في جولة الإعادة التي سوف تجري في 7 مايو.
والمرشحون الأربعة الأوائل متقاربون جدا بحيث لا يفصل بينهم إلا نسب بسيطة من النقاط المئوية، مما يعني أن جميعهم سيُتاح لهم فرصة الوصول إلى جولة الإعادة.
-- تأثير ما بعد فرنسا
قال إدورادو نوفيلي، وهو عالم المجتمع وأستاذ في الاتصالات السياسية بجامعة روما الثالثة، إنه مع ذلك، فإن الرئاسة الفرنسية ليست هي فقط الشيء الوحيد الذي على المحك في هذه المنافسة، نظرا لأن تأثير نتائجها من المرجح أن يتجاوز الحدود الفرنسية.
وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "هذه الانتخابات الفرنسية قد اتسمت بجانبين رئيسيين"، مضيفا "أولا، تتم متابعتها في إيطاليا وأماكن أخرى كنوع من اختبار رئيسي للموجة الأخيرة من المشاعر المناهضة لأوروبا، ولصعود الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا".
وتابع نوفيلي "ثانيا، التصويت الفرنسي يأتي ضمن فترة طويلة من الانتخابات (في جميع أنحاء العالم)، وكثير منها كانت نتائجها مفاجئة، بدءا بالاستفتاء البريطاني على مغادرة الاتحاد الأوروبي (بريكست)، يليه انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
كما أنهت النمسا وهولندا تعديلاتهما الحكومية في ديسمبر 2016 ومارس 2017 على التوالي. وستعقب الانتخابات الفرنسية انتخابات مبكرة في بريطانيا في يونيو، وانتخابات فيدرالية ألمانية في سبتمبر وانتخابات عامة إيطالية في ربيع عام 2018.
وقال نوفيلي إن "التصويت الفرنسي من المرجح جدا أن يؤثر بشكل مباشر على المزاج السياسي في بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى ، بما في ذلك إيطاليا ... لقد رأينا ذلك يحدث بالفعل".
وأوضح الباحث "على سبيل المثال، لو لم ترجح كفة (البريكست) في بريطانيا، وأصبحت هيلاري كلينتون الرئيسة الأمريكية الجديدة، لكانت الأحزاب الشعبوية اليمينية الأوروبية شاهدت خبو مشروعها السياسي".
وأضاف "وعلى العكس من ذلك، فإنهم الآن يشهدون رياح مواتية".
وعلاوة على ذلك، فإن القضايا السائدة في حملات الانتخابات الرئاسية الفرنسية كلها "فوق وطنية": الاقتصاد والعمالة، والأمن، والهجرة، واليورو، من بين أمور أخرى، وفقا لما أشار نوفيلي.
ولفت إلى أن "هذه القضايا تحديدا لم تعد قضايا محلية بعد الآن، وأتوقع أنها سوف تهيمن على الانتخابات الإيطالية المقبلة أيضا".