أثينا 23 أبريل 2017 (شينخوا) قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا) إن اليونان والصين هما "المحركان" للجهود المشتركة التي تؤكد على الثقافة كشكل من أشكال القوة الناعمة والذكية، وكعامل محفز للتعاون والنمو والاستقرار في حقبة تحيطها بها الشكوك ولا يمكن التنبؤ بها.
وقال وزير الخارجية خلال المقابلة التي جرت قبل المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الحضارات القديمة، الذي سيتم افتتاحه غدا الاثنين فى اثينا "كل من الصين واليونان تهدفان إلى تدعيم أجندة ايجابية للتعاون لأننا لا نزال نقلق بشأن الاتجاهات الصاعدة في عالمنا الذي يتزايد في اختلافه."
وأضاف وزير الخارجية اليوناني أن تأسيس منتدى الحضارات القديمة، يمثل حجر أساس هام لأنه يضم مجموعة من 10 دول هي المسكيك وبوليفيا وبيرو والصين والهند وإيران ومصر والعراق وإيطاليا واليونان، حيث تمثل هذه الدول أعرق 10 ثقافات قديمة أثرت على عالم اليوم.
وقال الوزير "على مدى العام الماضي، وبالتنسيق مع شركائنا الصينيين، قمنا بتخطيط المبادرة على نحو دقيق بهدف استغلال الثقافة كقوة دافعة في تدعيم التعاون الدولي والحوار والارتباطية والفهم الافضل، وفي النهاية، تعزيز السلام والاستقرار عبر العالم."
وتابع "الاحترام المتبادل بين اليونان والصين، الذي ينبع من حقيقة أننا نمثل اثنتين من أقدم الحضارات وأكثرها تأثيرا، يساهم في تعميق علاقاتنا الثنائية، وهذه تجربة نود أن نتوسع فيها بعيدا عن الاطار الثنائي ليتم استغلالها في زيادة توسيع الترابط بين الدول الأخرى ذات التأثير الحضاري المتشابه."
وأوضح الوزير أن اليونان تمثل منارة الاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط، لأنها تقع وسط مثلث من عدم الاستقرار حيث تأتي أوكرانيا على قمته وتتربع ليبيا وسوريا على قاعدته.
ولفت الوزير إلى أنه، على نحو مشابه، تلعب الصين دورا كبيرا في جنوب شرق آسيا، ومن ثم فهي تلعب دورا هاما في تحقيق الاستقرار ليس فقط في المنطقة، ولكن أيضا خارج المنطقة، وذلك لأسباب واضحة تتعلق بحجم البلد الكبير.
وعن توقعاته حول نتائج المنتدى، قال كوتزياس إن الاجتماع المقبل في أثينا سيشكل افتتاحا فعليا لهذه المبادرة، وسيمثل "ميلادا" للمنتدى.
وتابع "بالاضافة إلى ذلك، سيوفر الاجتماع فرصة طيبة لتدشين حوار بين بلدان متنوعة للغاية من 4 قارات مختلفة حول دور القوة الناعمة والثقافة في العلاقات الدولية وتأثيرها على الصناعة الثقافية."
وأشار أيضا إلى دور منتدى أثينا في التعاون عبر الحدود في إطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، مؤكدا على الروابط بين المبادرتين.
وقال الوزير اليوناني "غرض مبادرة الحزام والطريق هو خلق ظروف لصياغة شبكة مستدامة وقابلة للحياة من التعاون في المجالات المختلفة -- تترواح ما بين البنية الأساسية الى النقل والطاقة - بشكل يحافظ على منافع الارتباطية والاعتماد المتبادل."
وفي إطار تأكيده على التكامل بين المبادرتين، قال الوزير إنه "من المرجح أن يحفز منتدى الحضارات القديمة وجود إرادة أقوى للتعاون من خلال التأكيد على السمات والمرجعيات الثقافية المشتركة، وكذا من خلال التعلم سويا من الماضي وتوقع تحديات المستقبل."
وقال "باختصار، مبادرة الحزام والطريق ومنتدى الحضارات القديمة وجهان لعملة واحدة."