بكين 24 أبريل 2017 (شينخوا) افتتح مؤخرا مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، ومقره في جامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، الأمر الذي يعتبر علامة هامة في مسيرة العلاقات الصينية العربية.

وقال مساعد وزير الخارجية الصيني تشيان هونغ شان في كلمة ألقاها خلال مراسم الافتتاح الذي أقيمت في جامعة الدراسات الدولية بشانغهاي إن هذا الإنجاز هو أحد نتائج الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ لمنطقة الشرق الأوسط في يناير 2016، والتي أعلن خلالها أمام العالم العربي في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة عن إنشاء مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية لزيادة تبادل الخبرات بين الجانبين حول الحوكمة.

يذكر أن المركز أنشأ بالجهود المشتركة المبذولة من قبل وزارة الخارجية ووزارة التربية والتعليم الصينيتين وحكومة بلدية شانغهاي.

وقال تشيان إن الإصلاح والانفتاح يعد أبرز الخصائص الصينية في العصر الحالي، وفي ظل تزايد عوامل عدم اليقين والارتياب التي تواجه العالم في الوقت الحالي، ساهمت الصين بتنميتها المستمرة والمستقرة في تعزيز ثقة العالم، كما فتحت آفاقا رحبة للتعاون الصيني العربي.

وأشار تشيان إلى أنه في الوقت الراهن، تزايدت حاجة الصين والدول العربية إلى تعزيز الالتقاء بين استراتيجياتهم التنموية في إطار التشارك في بناء الحزام والطريق (الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين)، ليكون تبادل الخبرات حول الحوكمة أهم من أي وقت مضى.

وأوضح أن المركز يستند في عمله إلى خبرات شانغهاي في الإصلاح والتنمية والموارد الأكاديمية لجامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، مما يجعل منه وسيلة تسهم في استكشاف الطرق التنموية المتنوعة وتعزيز العلاقات الصينية العربية.

وفي الوقت نفسه، انطلقت فعاليات الدورة الدراسية الأولى لمسؤولي الدول العربية في جامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، الأمر الذي يهدف إلى إطلاع المتدربين من كبار الكوادر من الدول العربية على التجربة الصينية بشأن عدد من الموضوعات ، أبرزها الحوكمة والتنمية الاقتصادية .

وقال وانغ يو يونغ، الأستاذ في جامعة الدراسات الدولية بشانغهاي وهو أيضا مسؤول من مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، إن الدورة تشتمل على عدة محاضرات يلقيها مسؤولون وخبراء صينيون وزيارات ميدانية ومنتديات حوارية ونقاشات جماعية ، تركز على ظروف الصين الواقعية والأفكار والمبادئ والاستراتيجيات الجديدة التي تتخذ الصين بها لحكم الدولة وتجربتها الفريدة في دفع التنمية الاقتصادية ، فضلا عن سياسات الصين الخارجية، كما ستتطرق أيضا لتجربة شانغهاي المتميزة كمدينة عالمية كبرى ومركز اقتصادي ومالي في الصين.

يذكر أن الدورة التي ستستمر حتى 30 أبريل الجاري، يحضرها 24 متدربا من كبار المسؤولين الاقتصاديين من 17 دولة عربية، من بينها مصر والإمارات والجزائر والأردن والمغرب والسعودية والعراق ولبنان وفلسطين وليبيا وتونس واليمن وغيرها .

وكان نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ مينغ قد أعلن في نهاية مارس الماضي أنه سيتم فتح مركز الدراسات الصينية العربية للإصلاح والتنمية في غضون 2017، مؤكدا على نية الصين زيادة تبادل الخبرات مع الدول العربية بشأن الحكم والإدارة.

وأشار تشانغ مينغ إلي حرص الصين على تعزيز التعاون مع الجانب العربي في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، منوها بأن المنتدى قد أصبح آلية مهمة لتعزيز التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية.

وفي هذا الصدد، قال تشانغ إنه سيتم في العام الجاري عقد الدورة الـ14 لاجتماع كبار المسؤولين والدورة الثالثة للحوار السياسي والإستراتيجي على مستوى كبار المسؤولين في إطار منتدى التعاون الصيني العربي.