بعقوبة، العراق 4 مايو 2017 (شينخوا) تخلى العشرات من هواة البلابل البرية في محافظة ديالى شرق العراق عن موسم الصيد في شريط زراعي يمثل البيئة الاكبر لانتشار البلابل خاصة ذات الانواع المميزة، بسبب الوضع الامني.

وقال منذر حسن (23 سنة) من أهالي حوض الوقف (22 كلم) شمال شرق بعقوبة) مركز محافظة ديالى لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن " صيد البلابل البرية يعد من الهوايات المتوارثة لدى اغلب المزارعين في حوض الوقف والتي يمارسها اغلب شباب المنطقة حيث يقومون بصيد البلابل ومن ثم اعطائها كهدية للاقارب او بيعها مقابل اسعار جيدة لبعض من باعة الطيور خاصة ببعقوبة".

واضاف حسن إن "أغلب هواة صيد البلابل تخلوا عن موسم الصيد هذا العام بسبب المخاوف الامنية في بساتين الوقف التي تنشط بها جيوب لتنظيمات مسلحة تنصب العبوات الناسفة بهدف قتل الابرياء"، لافتا إلى أن العديد من المزارعين قتلوا خلال الاشهر الماضية بهذه العبوات.

وأوضح حسن انه اعتاد مع انطلاق موسم الربيع وصولا إلى بداية موسم الصيف التوغل في عمق البساتين للبحث عن البلابل خاصة بعض الانواع المميزة التي تتميز بنغمات تغريد خاصة لكنه أجل الفكرة لان البساتين لم تعد امنة.

اما شهاب التميمي مزارع (45 سنة) قال "لسنين طويلة كنت اهدي البلابل البرية إلى اصدقاء ومعارف خاصة من أهالي بغداد الذين يحبون البلابل القادمة من بساتين ديالى بشكل عام لانها تغرد بشكل رائع".

واضاف التميمي ان " صيد البلابل يعتمد على فكرة الصيد بالاساس واغلب ما كان يصطاده هو صغار البلابل عبر تعقب افخاخها لان تربية البلابل وهي صغيرة افضل من البلابل الكبيرة ".

وتابع انه " لا يوجد منزل مزارع لا يحوي قفصا للبلابل لانها طيور جميلة وتبعث على الامل لكن الاحوال تغيرت ولم تعد البساتين امنة منذ سنوات بسبب كثرة الخروقات ووجود تنظيمات متطرفة ومنها داعش ما جعل الوصول اليها مهمة فيها خطورة".

إلى ذلك، قال خالد سعيد طالب كلية (22 سنة) من أهالي قرية ابو كرمة في حوض الوقف " قبل ايام معدودة قتل شاب واصيب اخر بجروح حرجة بانفجار عبوة ناسفة في احد البساتين بقرية مجاورة اثناء محاولتهما اصطياد بلابل برية لانهما دخلا إلى بساتين قريبة جدا من جيوب داعش".

واضاف سعيد ان " داعش ينفذ مخطط لتحريم وصول المزارعين إلى بساتينهم وبالتالي فان اغلب الهواة تخلوا عن فكرة الصيد خاصة مع اجواء الربيع من باب اللهو لان هناك مخاطر امنية واضحة".

فيما اقر حسن عثمان صاحب محل لبيع الطيور البرية في بعقوبة بان اعداد البلابل البرية التي تصل اليه محدودة جدا لان اغلب الهواة تخلوا عن فكرة الصيد خاصة في حوض الوقف الذي يعد البيئة التي تنتشر بها البلابل بقوة بسبب اتساع بساتينها.

واضاف عثمان ان " اسعار البلابل ارتفعت إلى 30 بالمائة بسبب محدودية العرض "، لافتا إلى أن بعض الشباب يعتمد على البلابل كمهنة من ناحية التربية والبيع والشراء في المناطق الريفية لان هناك معدلات عالية للبطالة والفقر الحاد.

بدوره قال غني هادي صاحب محل لبيع الطيور في بعقوبة" هناك عدة مناطق تمثل بيئة لتواجد البلابل ولا تقتصر على حوض الوقف لكن الاخير هو الاكبر بسبب اتساع بساتينها وكثرة الهواة خاصة من الشباب".

واضاف هادي ان " صيد البلابل لم يعد هواية للبعض بل مصدر رزق لان اسعارها ارتفعت بشكل لافت بسبب الاقبال عليها وقد يصل الزوج إلى 50 - 80 الف دينار (50 إلى 65 دولارا) أو أكثر في بعض الاحيان حسب نوعيته وقدرته على التغريد".

من جانبه، أشار عبيد عبد الغفور مهندس زراعي متقاعد إلى أن حوض الوقف احد اكبر الاحواض الزراعية في ديالى خاصة فيما يخص قطاع البستنة ويشكل بيئة لوجود حيوانات كثيرة ومنها طيور البلابل التي كانت لعقود مميزة على صعيد ما تطلقه من نغمات وهي تغرد.

وأفاد عبد الغفور انه احتفظ ببلبل لاكثر من عامين جاء اليه هدية من حوض الوقف من مزارع قريب له، مؤكدا أنه يؤيد تخلي الهواة عن صيد البلابل لان البساتين لم تعد امنة خاصة في الشريط الممتد بين بلدتي ابي صيدا والعبارة.

ويطلق على الشريط الزراعي الممتد بين بلدتي ابي صيدا والعبارة حوض الوقف ويضم بساتين زراعية كثيفة تمتد لمئات الدونمات (الدونم 2500 متر مربع) وتشكل أكبر حوض زراعي في ديالى وتنشط في حوض الوقف تنظيمات متطرفة منها داعش والتي تقوم بنصب وتفجير العبوات الناسفة على المزارعين ما ادى إلى مقتل العديد منهم في الاشهر الماضي.