جنيف 6 مايو 2017 (شينخوا) قالت الرئيسة السويسرية دوريس ليوتار في مقابلة أجرتها مؤخرا مع وكالة أنباء شينخوا إن "مبادرة الحزام والطريق ستعزز الرفاهية وستسهم في تقليص حجم الفقر في المناطق المعنية. كما ستعزز الارتباطية بين أوروبا وآسيا وستساعد فى تنمية التجارة والتبادلات الشعبية."
جدير بالذكر أن ليوتار من بين قادة الدول والحكومات الذين قبلوا الدعوة لحضور منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي المقرر عقده يومي 14 و15 مايو في بكين.
وأكدت ليوتار أن زيارتها للصين تعكس دعم سويسرا لمبادرة الحزام والطريق، وتبرز أيضا العلاقات الايجابية للغاية السائدة بين سويسرا والصين.
وأشارت إلى أن سويسرا كانت من أوائل الدول غير الآسيوية التي انضمت إلى عضوية البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، حيث يتضمن التفويض الخاص بها، بين أشياء أخرى، تمويل مشروعات بنية أساسية على طول الحزام والطريق.
وأكدت أيضا أن تحسين روابط النقل والتواصل بين أوروبا وآسيا شيء هام بالنسبة إلى سويسرا.
وبحسب ليوتار، فإن مبادرة الحزام والطريق لديها القدرة على تعزيز العلاقات الصينية-السويسرية. ومن خلال استغلال المعرفة والابتكار فى الشركات السويسرية، يستطيع القطاع الخاص السويسري لعب دور هام في تنفيذ مشروعات البنية الأساسية.
فعلى سبيل المثال، تعرف سويسرا عالميا بخبرتها في قطاع الطاقة الخضراء وكذا بناء الأنفاق.
وقالت ليوتار "قبل عدة أشهر فقط، قمنا بافتتاح أطول وأحدث نفق سكة حديد في الجبال السويسرية."
وأكدت ليوتار على أنه يتعين أن تشمل المبادرة نظاما دقيقا لادارة المخاطر من أجل نجاحها، وهذا يتطلب احترام القواعد والمعايير المعترف بها دوليا، وهو الأمر الذي تعمل سويسرا بالفعل على تشجيعه في إطار البنك الآسيوي فيما يخص المعايير الاجتماعية والبيئية.
ولفتت ليوتاد أيضا إلى أهمية ضمان الشفافية فيما يخص آليات تمويل المشروعات والاجراءات القانونية الموجهة لاجراءات العطاءات والصفقات.
وأوضحت ليوتار كذلك أن التخطيط المنسق على المستوى الدولي ضروري لتنفيذ المشروعات المعنية.
وفي حديثها عن العلاقات بين الصين وسويسرا، قالت ليوتار إن العلاقات تتميز "بالصداقة والاحترام المتبادل"، مضيفة أن زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ في يناير من العام الجاري أكدت على جودة العلاقات الثنائية، في الوقت الذي تم فيه التأكيد أيضا على أنه رغم الاختلافات المتعددة "فيما يخص مساحة كل بلد والنمط الاقتصادي والنظام السياسي"، فإن العلاقات الطيبة والتعاون الناجح أمور لا تزال ممكنة، بل وضرورية."
وأوضحت ليوتار أن سويسرا دائما ما أظهرت روحا رائدة وابتكارية حينما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الصين، مضيفة أن الاتحاد الكونفيدرالي السويسري كان من أوائل الدول الغربية في الاعتراف بجمهورية الصين الشعبية عام 1950، ومن أوائل الدول الأوروبية في الاعتراف بوضع اقتصاد السوق فى الصين.
وكانت سويسرا أيضا أول دولة فى أوروبا تتوصل إلى اتفاقية تجارة حرة مع الصين التي تعد مركز القوة الاقتصادية في آسيا.
وتعد الصين الان اكبر شريك تجاري لسويسرا فى اسيا وثالث اكبر شريك تجاري لها بعد الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.
وقالت الرئيسة السويسرية "فى الحقيقة، تعد هذه الميزة الرائدة ملمحا هاما فى العلاقات الثنائية بين البلدين، وسويسرا تعتمد على تعزيز هذه العلاقات الطيبة والحفاظ عليها."
وتتعاون سويسرا والصين في الوقت الراهن في سلسلة من المشروعات في المجالات ذات الاهتمام المشترك مثل الثقافة والبحوث والتعليم والبيئة والطاقة والمالية والملكية الفكرية وحقوق الانسان.
جدير بالذكر أن هناك ما يزيد على 20 آلية ثنائية للحوار والتعاون مفعلة في الوقت الراهن بين برن وبكين.
وقالت ليوتار "هذا يؤكد النضج الذي وصلت إليه علاقاتنا، ويؤكد الثقة التي تحظى بها كل حكومة لدى الأخرى. وهذا ما ينعكس بشكل أكبر في الزيارات العديدة رفيعة المستوى بين كل من سويسرا والصين."
