بكين 9 مايو 2017 (شينخوا) نشرت عدد من الوزارات ومن بينها وزارة التجارة الصينية خطط تنمية قطاع خدمات التعهيد بالخارج من 2016 وحتى 2020 مؤخرا، ووضعت فيها هدف تجاوز القيمة الفعلية لمشاريع التعهيد الخارجي 100 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2020، حيث ستشهد البلاد نموا بنسبة 10 في المائة بهذا القطاع .
وأشارت الخطة إلى تحسين هيكلة القطاع وترقية التكنولوجيا الرقمية والذكية وزيادة أعمال التعهيد الخارجية ذات القيمة المضافة العالية، ودفع تنمية أعمال التعهيد في الأسواق الدولية والسوق المحلي بشكل متساوي في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وقبل نشر هذه الخطة، أصدرت وزارة التجارة تقريرا عن تجارة الخدمات الصينية لعام 2016، كشف أن خدمات التعهيد الصينية حافظت على نمو جيد في العام الماضي، لتتجاوز قيمة عقود التعهيد للمؤسسات الصينية تريليون يوان لأول مرة، لتصل إلى 1.0213 تريليون يوان، بزيادة 20.1 بالمائة.
وبلغت قيمة عقود التعهيد الخارجية 660.8 مليار يوان ( حوالي 95.72 مليار دولار أمريكي ) في العام الماضي، بزيادة 16.6 بالمائة. وشكل هذا الحجم 33 بالمائة من السوق الدولي، لتتربع الشركات الصينية في المركز الثاني عالميا .
أما في الثلاثة الأشهر الأولى من العام الجاري، فبلغت قيمة تجارة الخدمات الصينية 1.0919 تريليون يوان، بزيادة 9.2 بالمائة على أساس سنوي، حيث بلغت القيمة الفعلية لمشاريع التعهيد الخارجية 93.5 مليار يوان، بزيادة 5.3 بالمائة على أساس سنوي.
وجدير بالذكر أن السوق الدولي لخدمات التعهيد الصينية تتوسع تدريجيا من الأسواق التقليدية إلى 201 دولة ومنطقة في جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية .
وأشار المركز الصيني لدراسة خدمات التعهيد إلى أن صناعة خدمات التعهيد الصيني ستمتاز بأسواق واسعة متكونة من الدول المتقدمة والاقتصاديات الناشئة والسوق المحلي، وذلك مع تنفيذ مبادرة الحزام والطريق وتحديث الصناعات التقليدية الصينية وخاصة الصناعات التحويلية، بجانب تدفق الطلب على خدمات التعهيد في البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق.
وأظهرت الأرقام الصادرة عن وزارة التجارة الصينية أن القيمة الفعلية لمشاريع التعهيد التي تمت في البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق بلغت 84.1 مليار يوان في عام 2016، مشكلة 17.2 بالمائة من إجمالي أعمالها من هذا النوع .
وفي الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري، وقعت المؤسسات الصينية عقود تعهيد مع البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق بقيمة 26.1 مليار يوان، تم إتمام عقود منها بقيمة 16.3 مليار يوان، بزيادة 33.9 بالمائة و18 بالمائة على أساس سنوي على التوالي.
من ناحية أخرى، أشار تقرير بحثي صادر عن شركة إرنست ويونغ الاستشارية أن حجم التعهيد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيصل إلى نحو 7 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2018، ما يجعل المنطقة ثاني أكبر سوق بالعالم. كما لافت التقرير أن بعض المدن المتطورة اقتصاديا وتجاريا مثل مدينة دبي قد أدرجت مجال التعهيد من أهدافها الرئيسية للتنمية.
ووفقا لما قال عمار مالك المدير التنفيذي لمدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للتعهيد خلال منتدى آفاق التعهيد الذي عُقد في فبراير الماضي، إن مساحة مدينة دبي للتعهيد تبلغ 3 ملايين قدم مربع، ولدى المدينة أكثر من 150 شركة تعمل في هذا المجال، ومنها شركات وطنية مثل طيران الإمارات وبنك أبوظبي التجاري وبنك المشرق. مضيفا أن المدينة توفر البنية التحتية والتشريعات والنقاشات الضرورية لأجل تطوير التعهيد في دبي. وأشار إلى أن تحول دبي إلى مدينة ذكية يتيح فرص كبيرة في مجال التعهيد.
وتابع عندما يلتقي ثاني أكبر مزود مع ثاني أكبر سوق لخدمات التعهيد، فلا يصعب الإدراك بأن ما أمام الجانبين هو فضاء ضخم يتطلع إلى مزيد من التعاون.
وكشف لي شي لين، مساعد باحث من هيئة دراسة التعاون التجاري والاقتصادي التابعة لوزارة التجارة الصينية، أن خدمات التعهيد ستمتد إلى مجالات واسعة في وسط تنمية التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي. ولا شك أن تصبح الدول والمناطق الواقعة على طول الحزام والطريق نقطة جاذبية جديدة لقطاع التعهيد الصيني.
