اورومتشي 17 مايو 2017 (شينخوا) "إذا تحّب أكل بذور الصنوبر، لا بد أن تعرف أنها تنمو بريا في المنطقة الحدودية بين غرب باكستان وأفغانستان فقط، ولها قيمة غذائية عالية". هذا ما قاله ديلدار، الشاب المسلم من قومية الطاجيك والذي يعمل مديرا لأول مصنع معالجة بذور الصنوبر في محافظة تاشكورقان.
عاد ديلدار، الذي يبلغ عمره 26 سنة من مدينة شانغهاي إلى موطنه بمحافظة تاشكورقان في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم شمال غربي الصين في العام الماضي لتحقيق حلمه ليكون "ملك مكسرات الصنوبر".
ولم يحضر ديلدار إلى الموطن حلما فقط، بل جلب أيضا أموالا وخبرات حصل عليها في شانغهاي خلال الفترة التي كان يدرس فيها في جامعة بشانغهاي بعدما عاش هناك لمدة تقترب من 10 سنوات. في ذلك الحين كان طالبا جامعيا ويعمل أيضا وكيلا للأجانب الباحثين عن فرصة عمل في شانغهاي ما منحه فرصة جيدة لممارسة اللغة الانجليزية والتجارة وحول أنظاره إلى الأسواق الخارجية الأوسع .
وتقع محافظة تاشكورقان في شرق هضبة بامير، وهي المحافظة الحدودية الوحيدة الذاتية الحكم لقومية الطاجيك في الصين وتجاور ثلاث دول هي طاجيكستان وباكستان وأفغانستان. ويوجد هناك ميناءان بريان موجهان لباكستان وطاجيكستان على المستوى الأول .
وتعد تاشكورقان جزء رئيسي من الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان والذي طوله 3 ألاف كيلومتر بداية من مدينة كاشغار الصينية وحتى ميناء جوادار الباكستاني. وبفضل مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 شهدت الصين تقدما كبيرا ومتواصلا في بناء هذا الممر.
وبدأ مشروع إنشاء مجمع اللوجستيات الدولي بين الصين وباكستان بالمحافظة في يونيو 2016 وبلغت مساحة أرض المشروع 927.5 مو (هكتار واحد يعادل 15 مو) بينما تبلغ مساحة البناء 490 ألف متر مربع, ومن المتوقع أن ينتهي المشروع في ابريل 2019 .
وقال مسؤول المشروع إن المجمع يتكون من مخزن ذكي ومنصة للتجارة الالكترونية عابرة للحدود يتمتع بالسياسات التجارية التفضيلية الأخرى , في حين سيتيح فرص عمل لخمسة ألاف شخص في المحافظة بعد انتهاء المشروع .
ويرى ديلدار أن موطنه تاشكورقان جميلا جدا مع أنه كان فقيرا في الماضي, قائلا "لقد رأيت مستقبلا مشرقا في تاشكورقان, وسأساهم في بناء موطني من خلال تجربتي".
وحدد ديلدار هدفا للتنمية في تاشكورقان بعد المسح الشامل عندما درس وعمل في المناطق الداخلية, ولديه ثقة باحتكار صناعة معالجة بذور الصنوبر في الصين، ليضيف قائلا "سأصبح ملك مكسرات الصنوبر" وقد أسس أول مصنع لمعالجة بذور الصنوبر في تاشكورقان في أكتوبر العام الماضي.
وقال ديلدار: " مع أن أسعار بذور الصنوبر ترتفع باستمرار بسبب نقص المعروض منه وصعوبة التخزين والنقل، لكنني أثق في نجاحي بهذه التجارة خاصة أن المسافة بين تاشكورقان وباكستان باتت قريبة ما يسهل النقل، وبفضل مبادرة الطريق والحزام وبناء الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان الذين يساهمان في شق طريق بري بين تاشكورقان وإسلام آباد الباكستانية لتكون أعمال النقل والتداول أسهل وأسرع ما يزيد فرصنا التجارية".
ووقع ديلدار اتفاقية تعاون مع مجمع التداول الدولي بعد إنشاء المصنع مما سيمتّعه بميزات تفضيلية مثل استخدام المخزن الذكي وعرض منتجاته عبر منصة التجارة الالكترونية العابرة للحدود وما إلى ذلك.
في الوقت نفسه قد فتح ديلدار متجرا لبيع بمكسرات الصنوبر المعبأة على تطبيق "ويتشات" ،وأكد "أن التجارة الالكترونية نمط هام للتنمية التجارية في المستقبل".
وأخيرا قال ديلدار بثقة "بالدعم السياسي القوي سنصبح أكبر وأفضل مؤسسة في الصين لمعالجة وإمداد بمكسرات الصنوبر في المستقبل".