تحقيق : سكان حي الوعر في حمص يتفقدون منازلهم استعدادا للعودة مع قرب إخلائه من المسلحين

04:06:13 18-05-2017 | Arabic. News. Cn

حمص، سوريا 17 مايو 2017 (شينخوا) في نقطة للجيش السوري بمدخل حي الوعر في مدينة حمص وسط سوريا، انتظر المئات من سكانه العائدين إليه لتسجيل أسمائهم للحصول على إذن بدخوله لتفقد منازلهم مع قرب إخلائه بالكامل من فصائل المعارضة المسلحة.

وعلى مدى أكثر من ساعتين وقف الشاب السوري الثلاثيني سامي صلبيا، بعدما سجل اسمه في انتظار الدخول لينهي خمس سنوات من الغياب عن الحي الذي نشأ فيه.

وقال صلبيا، الذي كان يمتلك مكتبة بحي الوعر، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الأربعاء) "كنت أترقب بفارغ الصبر أخبار الاتفاق الذي تم التوصل إليه لإخراج المسلحين، وأنتظر لحظة السماح لي بالدخول إلى الحي لأرى منزلي الذي تركته منذ عام 2012".

وتابع "أنا وعائلتي متشوقون لتفقد المنزل".

وبموجب اتفاق مصالحة مع الحكومة تم التوصل إليه في 13 مارس بوساطة روسية، غادرت عشر دفعات من المسلحين وأفراد عائلاتهم من حي الوعر على مدى شهرين.

ويقدر عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بحوالي 18 ألفا، بمن فيهم المسلحين وأفراد عائلاتهم.

وغادر هؤلاء باتجاه المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في محافظة إدلب شمال غرب سوريا ومدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي في شمال سوريا.

ومن المرتقب خروج الدفعة الأخيرة من المسلحين والمدنيين من حي الوعر السبت المقبل، حسب ما قال محافظ حمص طلال البرازي أول أمس.

وقالت مصادر مطلعة على عملية الإخلاء ل(شينخوا) اليوم إن المؤسسات الحكومية تنتظر خروج آخر مسلح لإعلان السيطرة الكاملة على حي الوعر آخر معقل للفصائل المسلحة في مدينة حمص.

ورغم وجود مسلحين في الحي حتى الآن، دخل صلبيا وتفقد منزله.

وفي أثناء عودته، قال صلبيا "وجدنا المنزل بحالة جيدة نسبيا، وفي نفس الوقت وجدنا بيوت بعض جيراننا مدمرة وقسم منها محروق".

لكنه استدرك قائلا وقد اغرورقت عيناه بالدموع "كل شيء بيتعمر مع عودة الأمن والسلام للحي".

وعلى غرار صلبيا كان عشرات السوريين يخرجون من حي الوعر بعد تفقد منازلهم استعدادا للعودة إليه.

بينما كان هناك في المقابل من عاد إلى الحي وبقي فيه، كحال الضابط السوري المتقاعد محمد المحاميد.

ويقول المحاميد إنه عاد إلى منزله، الذي فر منه في عام 2012، ليكمل ما تبقى من حياته مع جيرانه في حي الوعر.

وتابع أنها "سعادة لا تقدر بثمن أن يعود السلام والاستقرار إلى مدنية حمص".

وكذلك، عاد الطالب علاء الدين، وهو طالب في الشهادة الإعدادية مع عائلته إلى حي الوعر مع بدء تنفيذ الاتفاق في مارس الماضي، حسب ما قال.

وأضاف وهو يدخل إلى الحي مع مجموعة من رفاقه ل(شينخوا) "نتمنى أن يعود معظم أهالي أصدقائي الذين خرجوا من الحي بعد سيطرة المسلحين عليه"، مشيرا إلى "أن الوضع داخل الحي مع خروج عدد كبير من المسلحين أصبح أفضل بكثير".

وتشير إحصاءات سابقة إلى أن حي الوعر مترامي الأطراف الواقع غرب مدينة حمص، كان موطنا لقرابة 300 ألف شخص قبل اندلاع الحرب في سوريا قبل أكثر من ست سنوات.

لكن العدد انخفض خلال السنوات الست إلى 75 ألفا بقوا في تلك المنطقة التي تحاصرها القوات الحكومية منذ عام 2014.

ومن بين هؤلاء، السورية رنا داغستاني، التي كانت تقف عند مدخل الحي ترقب عودة سكانه.

وقالت داغستاني ل(شينخوا) "رفضت مغادرة منزلي لأنه لم يكن لدي مكان آخر، ولا أريد أن أُذل في عملية النزوح من الحي إلى أي مكان".

وترغب السيدة في عودة سكان الوعر، قائلة إنه "من المهم جدا أن يعود الناس إلى ديارهم (..) الآن تغير كل شيء نحو الأفضل".

وتابعت أن "الأهالي اليوم يتمتعون بالهدوء الذي فقدوه منذ فترة طويلة، وبدأ الناس يتنفسون الصعداء، مظاهر الحياة تعود إلى هذا الحي، والحكومة تستعد للدخول مع خروج اخر دفعة من المسلحين".

وقال ياسر مسعود، وهو مدرس في حي الوعر ل(شينخوا) إن الوقت قد حان لسكان حمص ليتذوقوا طعم السعادة مع كل الخسائر التي عانوا منها في الفترة السابقة.

وأضاف خلال دخوله الحي بعد الانتهاء من المراقبة في أحد مراكز الامتحانات "لقد فقدنا أفراد العائلة والأصدقاء والجيران في هذه الحرب الشرسة".

وتابع مسعود أنه "بالرغم من الحرب والأزمات، يجب علينا أن نقف معا لاستعادة السلام في بلادنا، ونمد يدنا لبعض وننسى ما جرى".

وسبق أن تم إخراج المجموعات المسلحة من مدينة حمص القديمة في مارس عام 2014.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحقيق : سكان حي الوعر في حمص يتفقدون منازلهم استعدادا للعودة مع قرب إخلائه من المسلحين

新华社 | 2017-05-18 04:06:13

حمص، سوريا 17 مايو 2017 (شينخوا) في نقطة للجيش السوري بمدخل حي الوعر في مدينة حمص وسط سوريا، انتظر المئات من سكانه العائدين إليه لتسجيل أسمائهم للحصول على إذن بدخوله لتفقد منازلهم مع قرب إخلائه بالكامل من فصائل المعارضة المسلحة.

وعلى مدى أكثر من ساعتين وقف الشاب السوري الثلاثيني سامي صلبيا، بعدما سجل اسمه في انتظار الدخول لينهي خمس سنوات من الغياب عن الحي الذي نشأ فيه.

وقال صلبيا، الذي كان يمتلك مكتبة بحي الوعر، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الأربعاء) "كنت أترقب بفارغ الصبر أخبار الاتفاق الذي تم التوصل إليه لإخراج المسلحين، وأنتظر لحظة السماح لي بالدخول إلى الحي لأرى منزلي الذي تركته منذ عام 2012".

وتابع "أنا وعائلتي متشوقون لتفقد المنزل".

وبموجب اتفاق مصالحة مع الحكومة تم التوصل إليه في 13 مارس بوساطة روسية، غادرت عشر دفعات من المسلحين وأفراد عائلاتهم من حي الوعر على مدى شهرين.

ويقدر عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بحوالي 18 ألفا، بمن فيهم المسلحين وأفراد عائلاتهم.

وغادر هؤلاء باتجاه المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في محافظة إدلب شمال غرب سوريا ومدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي في شمال سوريا.

ومن المرتقب خروج الدفعة الأخيرة من المسلحين والمدنيين من حي الوعر السبت المقبل، حسب ما قال محافظ حمص طلال البرازي أول أمس.

وقالت مصادر مطلعة على عملية الإخلاء ل(شينخوا) اليوم إن المؤسسات الحكومية تنتظر خروج آخر مسلح لإعلان السيطرة الكاملة على حي الوعر آخر معقل للفصائل المسلحة في مدينة حمص.

ورغم وجود مسلحين في الحي حتى الآن، دخل صلبيا وتفقد منزله.

وفي أثناء عودته، قال صلبيا "وجدنا المنزل بحالة جيدة نسبيا، وفي نفس الوقت وجدنا بيوت بعض جيراننا مدمرة وقسم منها محروق".

لكنه استدرك قائلا وقد اغرورقت عيناه بالدموع "كل شيء بيتعمر مع عودة الأمن والسلام للحي".

وعلى غرار صلبيا كان عشرات السوريين يخرجون من حي الوعر بعد تفقد منازلهم استعدادا للعودة إليه.

بينما كان هناك في المقابل من عاد إلى الحي وبقي فيه، كحال الضابط السوري المتقاعد محمد المحاميد.

ويقول المحاميد إنه عاد إلى منزله، الذي فر منه في عام 2012، ليكمل ما تبقى من حياته مع جيرانه في حي الوعر.

وتابع أنها "سعادة لا تقدر بثمن أن يعود السلام والاستقرار إلى مدنية حمص".

وكذلك، عاد الطالب علاء الدين، وهو طالب في الشهادة الإعدادية مع عائلته إلى حي الوعر مع بدء تنفيذ الاتفاق في مارس الماضي، حسب ما قال.

وأضاف وهو يدخل إلى الحي مع مجموعة من رفاقه ل(شينخوا) "نتمنى أن يعود معظم أهالي أصدقائي الذين خرجوا من الحي بعد سيطرة المسلحين عليه"، مشيرا إلى "أن الوضع داخل الحي مع خروج عدد كبير من المسلحين أصبح أفضل بكثير".

وتشير إحصاءات سابقة إلى أن حي الوعر مترامي الأطراف الواقع غرب مدينة حمص، كان موطنا لقرابة 300 ألف شخص قبل اندلاع الحرب في سوريا قبل أكثر من ست سنوات.

لكن العدد انخفض خلال السنوات الست إلى 75 ألفا بقوا في تلك المنطقة التي تحاصرها القوات الحكومية منذ عام 2014.

ومن بين هؤلاء، السورية رنا داغستاني، التي كانت تقف عند مدخل الحي ترقب عودة سكانه.

وقالت داغستاني ل(شينخوا) "رفضت مغادرة منزلي لأنه لم يكن لدي مكان آخر، ولا أريد أن أُذل في عملية النزوح من الحي إلى أي مكان".

وترغب السيدة في عودة سكان الوعر، قائلة إنه "من المهم جدا أن يعود الناس إلى ديارهم (..) الآن تغير كل شيء نحو الأفضل".

وتابعت أن "الأهالي اليوم يتمتعون بالهدوء الذي فقدوه منذ فترة طويلة، وبدأ الناس يتنفسون الصعداء، مظاهر الحياة تعود إلى هذا الحي، والحكومة تستعد للدخول مع خروج اخر دفعة من المسلحين".

وقال ياسر مسعود، وهو مدرس في حي الوعر ل(شينخوا) إن الوقت قد حان لسكان حمص ليتذوقوا طعم السعادة مع كل الخسائر التي عانوا منها في الفترة السابقة.

وأضاف خلال دخوله الحي بعد الانتهاء من المراقبة في أحد مراكز الامتحانات "لقد فقدنا أفراد العائلة والأصدقاء والجيران في هذه الحرب الشرسة".

وتابع مسعود أنه "بالرغم من الحرب والأزمات، يجب علينا أن نقف معا لاستعادة السلام في بلادنا، ونمد يدنا لبعض وننسى ما جرى".

وسبق أن تم إخراج المجموعات المسلحة من مدينة حمص القديمة في مارس عام 2014.

الصور

010020070790000000000000011101451362929881