((أهم الموضوعات الدولية)) مقالة خاصة: هل زيارة ترامب للسعودية مؤشر على التخلى عن إستراتيجية "إعادة التوازن" في منطقة آسيا الباسيفيك؟

16:27:29 23-05-2017 | Arabic. News. Cn

بكين 23 مايو 2017 (شينخوا) خلافا لنظرائه السابقين، اختار ترامب المملكة العربية السعودية كأول محطة في أول زيارة خارجية له. وخلافا لسلفه باراك أوباما الذي حول دفة الإستراتيجية الخارجية الأمريكية من الشرق الأوسط إلى آسيا والتي عرفت بـ"محور آسيا"، عاد ترامب بالإدارة الأمريكية إلى الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط حيث لم يسع خلال مكوثه في الرياض إلى تحسين العلاقات مع الحليف التقليدي فحسب، وإنما حرص أيضا على التضامن مع الدول العربية والإسلامية في مكافحة الإرهاب وعزل إيران.

إذن، ما الرسائل التي حملتها هذه الزيارة؟ وما التداعيات الناتجة عن هذه التغيرات في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط بالنسبة للمنطقة برمتها؟ وهل عودة الولايات المتحدة إلى تلك المنطقة تشير ضمنا إلى تخليها عن إستراتيجية "إعادة التوازن" في منطقة آسيا-الباسيفيك؟

-- الزيارة تحمل رسائل عدة

أولا، أن الشرق الأوسط مازال يمثل أولوية إستراتيجية أمريكية

فقد أشار تاو ون تشاو الباحث في الشؤون الأمريكية بأكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية إلى أنه رغم عدم إفصاح إدارة ترامب بعد عن أولويات دبلوماسيتها الخارجية لكن هذه الزيارة تبين بوضوح أن الشرق الأوسط يأتي على رأس أولوياتها ولا سيما أن عددا من كبار المسؤولين بإدارة ترامب مثل وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، الذي لعب دورا في قيادة القوات خلال حربي العراق وأفغانستان، أعربوا عن استيائهم إزاء سياسة إدارة أوباما تجاه المنطقة ورأوا أن انسحاب القوات الأمريكية الجزئي من المنطقة والتدخل غير الكافي في الوضع السوري هو السبب وراء السيطرة الروسية على زمام المبادرة بالمنطقة.

"هذا علاوة على تعبير هؤلاء المسؤولين الأمريكيين عن عدم الرضا إزاء الاتفاق النووي مع إيران الذي أثار غضب السعودية وإسرائيل، الحليفتين التقليديتين للولايات المتحدة"، هكذا أضاف تاو، قائلا إنه لذلك، يحرص ترامب مع مستهل فترته الرئاسية على تعديل وتصحيح السياسة التي انتهجها أوباما حتى يعيد توثيق علاقات بلاده مع الحلفاء.

ثانيا: أن الولايات المتحدة تسعى حثيثا وراء قيادة العالم

فالمحللون الصينيون يرون أن زيارة ترامب تظهر مدى تمسك إدارة ترامب بنية قيادة العالم وعزمها ألا تقف مكتوفة الأيدي أمام الشؤون العالمية رغم إتباعها الآن لسياسة "أمريكا أولا " التي تركز في الواقع على الشؤون الداخلية الأمريكية.

وفي هذا الصدد، يقول وو يي هونغ الخبير البارز في شوؤن الشرق الأوسط بمركز دراسات الشؤون العالمية بشينخوا إن ثمة رؤية مشتركة بين ترامب وأوباما تتمثل في التمسك بقيادة العالم حيث أعلن أوباما أن الولايات المتحدة ستقود العالم لمائة سنة قادمة فيما صرح ترامب بأنه سيجعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى، ما يدل على أن عزمهما على الحفاظ على تأثير الولايات المتحدة في العالم والإمساك بزمام المبادرة في التعامل مع الشوؤن العالمية لم يتغير قيد أنملة.

ثالثا: أن دفة السياسة الأمريكية الخارجية تتجه نحو الشرق الأوسط

فقد حظيت زيارة ترامب للسعودية باهتمام غير مسبوق داخل المملكة وفي المنطقة والعالم الإسلامي حيث توافد أكثر من 50 زعيم دولة عربية وإسلامية إلى الرياض لحضور قمة عربية إسلامية أمريكية معه، قمة لم يسبق لها مثيل من حيث حجم الوفود ومستواها. وهذا يؤكد على وجود رغبة شديدة لدى الدول العربية والإسلامية في الحفاظ على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة التي لا تزال تتمتع بمكانة لا تباري في المنطقة.

كما يمكن القول، حسب وو يي هونغ، أن هذا التوجه في السياسة الخارجية الأمريكية، والذي كشفت النقاب عنه القمة الخليجية- الأمريكية والقمة العربية- الإسلامية -الأمريكية اللتين عقدتا في الرياض أثناء زيارة ترامب للسعودية، يبين أن الولايات المتحدة تولي اهتماما بالدول الخليجية والعربية والإسلامية على التوالي انطلاقا من نقطة ارتكازها الرئيسية ألا وهى السعودية.

-- الزيارة وتأثيرها على المنطقة

خلال زيارته، شهد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود توقيع اتفاقيات دفاعية وتجارية تفوق قيمتها 280 مليار دولار أمريكي، ودعا ترامب دول المنطقة إلى عزل إيران التي قال "إنها تذكى النزاعات الطائفية والإرهاب". وهذا يدل على أن الولايات المتحدة تطبق إستراتيجية مشابهة لتلك التي اُتبعت في عهد جورج بوش والمتمثلة في إحتواء إيران، فهل سيسفر تغيير موازين القوى إلى تصاعد الصراع الإقليمي ؟

يجيب وانغ لين تسونغ الباحث في شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا بأكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية ، قائلا إن إدارة ترامب توظف صفقات الأسلحة الضخمة في تعزيز علاقاتها مع الحليف، ووقوفها إلى جانب ضد الآخر قد يزيد من المنافسة الجيوسياسية في المنطقة ويوسع الفجوة بين الطوائف الدينية، وهو ما قد يؤثر سلبا على تضافر الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتحقيق استقرار المنطقة وإحلال السلام فيها.

وشاطره الرأى ما شياو لين الأستاذ في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، قائلا إن هدف إدارة ترامب من الترويج للتهديد الإيراني يكمن في إغراء الدول العربية لشراء أسلحة من الولايات المتحدة والإسهام بذلك في دفع تنمية الاقتصاد الأمريكي. وهذا قد يحفز المتشددين داخل إيران ويجعل الصراع في المنطقة متصاعدا بين القوى الإقليمية وبعضها البعض وبين أمريكا وروسيا.

ولكن تاو نوه بأنه من المبكر الحكم على مدى تأثير زيارة ترامب على الوضع فى الشرق الأوسط، في ضوء أن الإستراتيجية والسياسة الأمريكية الخارجية لم تتبلور بعد، حيث لا توجد رؤية واضحة للتعامل مع قضايا منفصلة مثل مكافحة الإرهاب وسوريا وإيران واستعادة النفوذ في الشرق الأوسط.

كما لفت وو إلى أن اتخاذ ترامب موقفا معاديا تجاه إيران وتوجهه للدول العربية فى المنطقة خلق على ما يبدو عدوا جديدا، وهو عدو تحتاجه الولايات المتحدة من الناحية العملية لأن عزل إيران والضغط عليها سيساعد واشنطن فى تحقيق مصالح أكبر من تقاربها مع طهران، كون أن 85% من سكان الشرق الأوسط من السنة مقابل 15% في المائة من الشيعة، علاوة على أن معظم المسلمين المقيمين فى الولايات المتحدة من السنة.

-- الزيارة وإستراتيجية "إعادة التوازن" في آسيا

لقد حرص أوباما منذ فترة ولايته الأولى في الرئاسة على إتباع طريق تحويل التركيز الإستراتيجي للولايات المتحدة تجاه منطقة آسيا - الباسيفيك واستمر خلال فترة ولايته الثانية في تطبيق هذه الخطة مع الانسحاب الجزئي من منطقة الشرق الأوسط . فهل انشغال الإدارة الأمريكية الحالية بالشرق الأوسط قد يحول نظرها بعيدا عن شؤون آسيا بل ويجعلها تتخلى عن سياسة أوباما المسماة بـ"إعادة التوازن" في آسيا ؟

من وجهة نظر ما شياو لين، الانسحاب الجزئى من آسيا قد يحدث، مع احتياج إدارة ترامب إلى مساعدة الصين في تسوية القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية، لذلك، شهدت العلاقات الصينية -الأمريكية نوعا من الانسجام والتفاهم غير المسبوقين في الأشهر الأخيرة.

"ومع كل هذا، لن ينبذ ترامب من المنظور البعيد فكرة إحتواء الصين ولن يتخلى عن حلفائه في آسيا. لهذا لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستعمق مستقبلا إنخراطها في شؤون الشرق الأوسط "، هكذا قال ما شياو لين.

ومن هذه التحركات المتباينة لإدارة ترامب، خلص وو يي هونغ إلى أن هذه الإدارة لن تركز على منطقة واحدة فحسب مع عدم صياغتها لسياسة خارجية واضحة حتى الآن، بل ستضع عينيها على عدة مناطق حتى تتخذ قرارها فيما بعد، لافتا إلى أن الاهتمام الأمريكي في المرحلة الراهنة بمنطقتي آسيا والشرق الأوسط يمكن وصفه "بالاختباري".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

((أهم الموضوعات الدولية)) مقالة خاصة: هل زيارة ترامب للسعودية مؤشر على التخلى عن إستراتيجية "إعادة التوازن" في منطقة آسيا الباسيفيك؟

新华社 | 2017-05-23 16:27:29

بكين 23 مايو 2017 (شينخوا) خلافا لنظرائه السابقين، اختار ترامب المملكة العربية السعودية كأول محطة في أول زيارة خارجية له. وخلافا لسلفه باراك أوباما الذي حول دفة الإستراتيجية الخارجية الأمريكية من الشرق الأوسط إلى آسيا والتي عرفت بـ"محور آسيا"، عاد ترامب بالإدارة الأمريكية إلى الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط حيث لم يسع خلال مكوثه في الرياض إلى تحسين العلاقات مع الحليف التقليدي فحسب، وإنما حرص أيضا على التضامن مع الدول العربية والإسلامية في مكافحة الإرهاب وعزل إيران.

إذن، ما الرسائل التي حملتها هذه الزيارة؟ وما التداعيات الناتجة عن هذه التغيرات في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط بالنسبة للمنطقة برمتها؟ وهل عودة الولايات المتحدة إلى تلك المنطقة تشير ضمنا إلى تخليها عن إستراتيجية "إعادة التوازن" في منطقة آسيا-الباسيفيك؟

-- الزيارة تحمل رسائل عدة

أولا، أن الشرق الأوسط مازال يمثل أولوية إستراتيجية أمريكية

فقد أشار تاو ون تشاو الباحث في الشؤون الأمريكية بأكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية إلى أنه رغم عدم إفصاح إدارة ترامب بعد عن أولويات دبلوماسيتها الخارجية لكن هذه الزيارة تبين بوضوح أن الشرق الأوسط يأتي على رأس أولوياتها ولا سيما أن عددا من كبار المسؤولين بإدارة ترامب مثل وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، الذي لعب دورا في قيادة القوات خلال حربي العراق وأفغانستان، أعربوا عن استيائهم إزاء سياسة إدارة أوباما تجاه المنطقة ورأوا أن انسحاب القوات الأمريكية الجزئي من المنطقة والتدخل غير الكافي في الوضع السوري هو السبب وراء السيطرة الروسية على زمام المبادرة بالمنطقة.

"هذا علاوة على تعبير هؤلاء المسؤولين الأمريكيين عن عدم الرضا إزاء الاتفاق النووي مع إيران الذي أثار غضب السعودية وإسرائيل، الحليفتين التقليديتين للولايات المتحدة"، هكذا أضاف تاو، قائلا إنه لذلك، يحرص ترامب مع مستهل فترته الرئاسية على تعديل وتصحيح السياسة التي انتهجها أوباما حتى يعيد توثيق علاقات بلاده مع الحلفاء.

ثانيا: أن الولايات المتحدة تسعى حثيثا وراء قيادة العالم

فالمحللون الصينيون يرون أن زيارة ترامب تظهر مدى تمسك إدارة ترامب بنية قيادة العالم وعزمها ألا تقف مكتوفة الأيدي أمام الشؤون العالمية رغم إتباعها الآن لسياسة "أمريكا أولا " التي تركز في الواقع على الشؤون الداخلية الأمريكية.

وفي هذا الصدد، يقول وو يي هونغ الخبير البارز في شوؤن الشرق الأوسط بمركز دراسات الشؤون العالمية بشينخوا إن ثمة رؤية مشتركة بين ترامب وأوباما تتمثل في التمسك بقيادة العالم حيث أعلن أوباما أن الولايات المتحدة ستقود العالم لمائة سنة قادمة فيما صرح ترامب بأنه سيجعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى، ما يدل على أن عزمهما على الحفاظ على تأثير الولايات المتحدة في العالم والإمساك بزمام المبادرة في التعامل مع الشوؤن العالمية لم يتغير قيد أنملة.

ثالثا: أن دفة السياسة الأمريكية الخارجية تتجه نحو الشرق الأوسط

فقد حظيت زيارة ترامب للسعودية باهتمام غير مسبوق داخل المملكة وفي المنطقة والعالم الإسلامي حيث توافد أكثر من 50 زعيم دولة عربية وإسلامية إلى الرياض لحضور قمة عربية إسلامية أمريكية معه، قمة لم يسبق لها مثيل من حيث حجم الوفود ومستواها. وهذا يؤكد على وجود رغبة شديدة لدى الدول العربية والإسلامية في الحفاظ على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة التي لا تزال تتمتع بمكانة لا تباري في المنطقة.

كما يمكن القول، حسب وو يي هونغ، أن هذا التوجه في السياسة الخارجية الأمريكية، والذي كشفت النقاب عنه القمة الخليجية- الأمريكية والقمة العربية- الإسلامية -الأمريكية اللتين عقدتا في الرياض أثناء زيارة ترامب للسعودية، يبين أن الولايات المتحدة تولي اهتماما بالدول الخليجية والعربية والإسلامية على التوالي انطلاقا من نقطة ارتكازها الرئيسية ألا وهى السعودية.

-- الزيارة وتأثيرها على المنطقة

خلال زيارته، شهد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود توقيع اتفاقيات دفاعية وتجارية تفوق قيمتها 280 مليار دولار أمريكي، ودعا ترامب دول المنطقة إلى عزل إيران التي قال "إنها تذكى النزاعات الطائفية والإرهاب". وهذا يدل على أن الولايات المتحدة تطبق إستراتيجية مشابهة لتلك التي اُتبعت في عهد جورج بوش والمتمثلة في إحتواء إيران، فهل سيسفر تغيير موازين القوى إلى تصاعد الصراع الإقليمي ؟

يجيب وانغ لين تسونغ الباحث في شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا بأكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية ، قائلا إن إدارة ترامب توظف صفقات الأسلحة الضخمة في تعزيز علاقاتها مع الحليف، ووقوفها إلى جانب ضد الآخر قد يزيد من المنافسة الجيوسياسية في المنطقة ويوسع الفجوة بين الطوائف الدينية، وهو ما قد يؤثر سلبا على تضافر الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتحقيق استقرار المنطقة وإحلال السلام فيها.

وشاطره الرأى ما شياو لين الأستاذ في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، قائلا إن هدف إدارة ترامب من الترويج للتهديد الإيراني يكمن في إغراء الدول العربية لشراء أسلحة من الولايات المتحدة والإسهام بذلك في دفع تنمية الاقتصاد الأمريكي. وهذا قد يحفز المتشددين داخل إيران ويجعل الصراع في المنطقة متصاعدا بين القوى الإقليمية وبعضها البعض وبين أمريكا وروسيا.

ولكن تاو نوه بأنه من المبكر الحكم على مدى تأثير زيارة ترامب على الوضع فى الشرق الأوسط، في ضوء أن الإستراتيجية والسياسة الأمريكية الخارجية لم تتبلور بعد، حيث لا توجد رؤية واضحة للتعامل مع قضايا منفصلة مثل مكافحة الإرهاب وسوريا وإيران واستعادة النفوذ في الشرق الأوسط.

كما لفت وو إلى أن اتخاذ ترامب موقفا معاديا تجاه إيران وتوجهه للدول العربية فى المنطقة خلق على ما يبدو عدوا جديدا، وهو عدو تحتاجه الولايات المتحدة من الناحية العملية لأن عزل إيران والضغط عليها سيساعد واشنطن فى تحقيق مصالح أكبر من تقاربها مع طهران، كون أن 85% من سكان الشرق الأوسط من السنة مقابل 15% في المائة من الشيعة، علاوة على أن معظم المسلمين المقيمين فى الولايات المتحدة من السنة.

-- الزيارة وإستراتيجية "إعادة التوازن" في آسيا

لقد حرص أوباما منذ فترة ولايته الأولى في الرئاسة على إتباع طريق تحويل التركيز الإستراتيجي للولايات المتحدة تجاه منطقة آسيا - الباسيفيك واستمر خلال فترة ولايته الثانية في تطبيق هذه الخطة مع الانسحاب الجزئي من منطقة الشرق الأوسط . فهل انشغال الإدارة الأمريكية الحالية بالشرق الأوسط قد يحول نظرها بعيدا عن شؤون آسيا بل ويجعلها تتخلى عن سياسة أوباما المسماة بـ"إعادة التوازن" في آسيا ؟

من وجهة نظر ما شياو لين، الانسحاب الجزئى من آسيا قد يحدث، مع احتياج إدارة ترامب إلى مساعدة الصين في تسوية القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية، لذلك، شهدت العلاقات الصينية -الأمريكية نوعا من الانسجام والتفاهم غير المسبوقين في الأشهر الأخيرة.

"ومع كل هذا، لن ينبذ ترامب من المنظور البعيد فكرة إحتواء الصين ولن يتخلى عن حلفائه في آسيا. لهذا لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستعمق مستقبلا إنخراطها في شؤون الشرق الأوسط "، هكذا قال ما شياو لين.

ومن هذه التحركات المتباينة لإدارة ترامب، خلص وو يي هونغ إلى أن هذه الإدارة لن تركز على منطقة واحدة فحسب مع عدم صياغتها لسياسة خارجية واضحة حتى الآن، بل ستضع عينيها على عدة مناطق حتى تتخذ قرارها فيما بعد، لافتا إلى أن الاهتمام الأمريكي في المرحلة الراهنة بمنطقتي آسيا والشرق الأوسط يمكن وصفه "بالاختباري".

الصور

010020070790000000000000011101421363079231