تعليق: انعطافة ترامب لن ترضى على الأرجح نظراءه في الناتو

12:23:16 25-05-2017 | Arabic. News. Cn

بروكسل 25 مايو 2017 (شينخوا) يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأول زيارة خارجية له عقب توليه مهام منصبه في يناير. وقد أثارت الرسالة التي سيوجهها لحلفاء الناتو في قمة تستمر نصف يوم وتعقد اليوم (الخميس) الكثير من التكهنات. ولكن مهما كانت الرسالة، فمن غير المرجح أن ترضي نظراءه في الناتو.

وكان ترامب قد ألقى ذات مرة بظلال من الشك على جدوى حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال حملته الانتخابية، واصفا هذا التحالف القائم منذ عقود بتحالف "عفا عليه الزمن".

حتى أن ترامب، الذي يعيب على الحلفاء استغلال السخاء الأمريكي، هدد بالانسحاب من الناتو ما لم يدفع الأعضاء الآخرون نصيبا عادلا.

واتفق أعضاء الناتو في عام 2014 على زيادة إنفاقهم الدفاعي ليصل إلى اثنين في المائة من إجمالي الناتج المحلي ولكن معظمهم، وفقا لتصريحات ترامب، لم يف بالتزاماته.

وقوبلت تصريحات ترامب الشديدة برد فعل عنيف في أوروبا، حيث وصف دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي في أواخر يناير "تصريحات ترامب المقلقة" بتهديد داخلي يجعل "مستقبلنا غير قابل للتوقع إلى حد كبير".

غير أن ترامب تراجع في الأشهر الأخيرة عن عبارة "عفا عليه الزمن" وأكد مجددا التزام والولايات المتحدة تجاه الناتو. ولكنه لم يتزحزح عن موقفة إزاء قضية تقاسم الأعباء .

ومن الإنصاف القول أن هذه الانعطافة في وجهة نظر ترامب بشأن دور الناتو خلق إلى حد ما مناخا مربكا للقمة المرتقبة التي تضع، بكل وضوح تحت ضغوط أمريكية، مسألة "تقاسم أكثر عدلا للأعباء " على رأس أجندتها.

ولكن ليس من السهل تحقيق اختراقة في هذه القضية. فالنسبة لمعظم الدول الأوروبية، من غير الواقعي على المدى القصير تحقيق زيادة كبيرة في ميزانية الدفاع.

ولا تزال إدارة ترامب تحث أوروبا على زيادة الإنفاق العسكري بتهديدها بخفض حجم الالتزامات الأمريكية، رغم استخدامها لنغمة عذبة. ورد الأوروبيون بأن إسهاماتهم تتجاوز الحصة العادلة إذا تم احتساب ما يقدمونه من مساعدات إنمائية.

وبسكبها الزيت على النار، أثارت السياسة التي تنتهجها إدارة ترامب تجاه روسيا المخاوف بين الدول الأوروبية التي ترى أن الحدود الشرقية لأوروبا على المحك منذ إندلاع الصراع الأوكراني عام 2014.

والأوروبيون في حيرة من أمرهم بشأن نوع الشريك الذي ستكون عليه الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب. فأوروبا تتوق إلى زعيم أمريكي يحترم القيم عبر الأطلسي، فيما يتسم الرئيس الملياردير الأمريكي بالبراعة في إبرام الصفقات ويحدد مقابل للفوائد العملية. وقد تكون النتائج أقل من تطلعات الجانب الآخر.

وباعتبارهما زوجين تربطهما عشرة طويلة ويتعرضان لأزمة منتصف العمر، فكل من الولايات المتحدة وحلفائها بالناتو بحاجة إلى إجراء مراجعة واقعية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تعليق: انعطافة ترامب لن ترضى على الأرجح نظراءه في الناتو

新华社 | 2017-05-25 12:23:16

بروكسل 25 مايو 2017 (شينخوا) يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأول زيارة خارجية له عقب توليه مهام منصبه في يناير. وقد أثارت الرسالة التي سيوجهها لحلفاء الناتو في قمة تستمر نصف يوم وتعقد اليوم (الخميس) الكثير من التكهنات. ولكن مهما كانت الرسالة، فمن غير المرجح أن ترضي نظراءه في الناتو.

وكان ترامب قد ألقى ذات مرة بظلال من الشك على جدوى حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال حملته الانتخابية، واصفا هذا التحالف القائم منذ عقود بتحالف "عفا عليه الزمن".

حتى أن ترامب، الذي يعيب على الحلفاء استغلال السخاء الأمريكي، هدد بالانسحاب من الناتو ما لم يدفع الأعضاء الآخرون نصيبا عادلا.

واتفق أعضاء الناتو في عام 2014 على زيادة إنفاقهم الدفاعي ليصل إلى اثنين في المائة من إجمالي الناتج المحلي ولكن معظمهم، وفقا لتصريحات ترامب، لم يف بالتزاماته.

وقوبلت تصريحات ترامب الشديدة برد فعل عنيف في أوروبا، حيث وصف دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي في أواخر يناير "تصريحات ترامب المقلقة" بتهديد داخلي يجعل "مستقبلنا غير قابل للتوقع إلى حد كبير".

غير أن ترامب تراجع في الأشهر الأخيرة عن عبارة "عفا عليه الزمن" وأكد مجددا التزام والولايات المتحدة تجاه الناتو. ولكنه لم يتزحزح عن موقفة إزاء قضية تقاسم الأعباء .

ومن الإنصاف القول أن هذه الانعطافة في وجهة نظر ترامب بشأن دور الناتو خلق إلى حد ما مناخا مربكا للقمة المرتقبة التي تضع، بكل وضوح تحت ضغوط أمريكية، مسألة "تقاسم أكثر عدلا للأعباء " على رأس أجندتها.

ولكن ليس من السهل تحقيق اختراقة في هذه القضية. فالنسبة لمعظم الدول الأوروبية، من غير الواقعي على المدى القصير تحقيق زيادة كبيرة في ميزانية الدفاع.

ولا تزال إدارة ترامب تحث أوروبا على زيادة الإنفاق العسكري بتهديدها بخفض حجم الالتزامات الأمريكية، رغم استخدامها لنغمة عذبة. ورد الأوروبيون بأن إسهاماتهم تتجاوز الحصة العادلة إذا تم احتساب ما يقدمونه من مساعدات إنمائية.

وبسكبها الزيت على النار، أثارت السياسة التي تنتهجها إدارة ترامب تجاه روسيا المخاوف بين الدول الأوروبية التي ترى أن الحدود الشرقية لأوروبا على المحك منذ إندلاع الصراع الأوكراني عام 2014.

والأوروبيون في حيرة من أمرهم بشأن نوع الشريك الذي ستكون عليه الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب. فأوروبا تتوق إلى زعيم أمريكي يحترم القيم عبر الأطلسي، فيما يتسم الرئيس الملياردير الأمريكي بالبراعة في إبرام الصفقات ويحدد مقابل للفوائد العملية. وقد تكون النتائج أقل من تطلعات الجانب الآخر.

وباعتبارهما زوجين تربطهما عشرة طويلة ويتعرضان لأزمة منتصف العمر، فكل من الولايات المتحدة وحلفائها بالناتو بحاجة إلى إجراء مراجعة واقعية.

الصور

010020070790000000000000011101451363140401