تحقيق إخباري: شجاعة صبي قٌتل والده أمام عينيه في هجوم المنيا

11:03:27 28-05-2017 | Arabic. News. Cn

القاهرة 27 مايو 2017 (شينخوا) كان ماركو عايد جبيب، صبي مصري يبلغ من العمر 14 عاما يدرس في الصف الثالث الإعدادي ، يستقل سيارة والده سعيدا رفقة شقيقه وعدد من العمال الآخرين في طريقهم إلى دير في الصحراء بمحافظة المنيا بصعيد مصر.

لم يكن أبدأ يخطر بذهنه البرئ أن الرحلة سوف تنتهي بمأساة بوقوع والده ضمن نحو 30 ضحية فتح إرهابيون النيران عليهم يوم الجمعة. وقد نجا ماركو ليصبح شاهد عيان ولم يتمالك دموعه عند رواية القصة.

وقال الطفل لوكالة ((شينخوا)) وهو يمسح دموعه " أوقف رجلان سيارتنا للركوب على الطريق الصحراوي. وقبل أن نصل إلى الدير على الطريق أوقف مسلحون والدي وطلبوا منه بطاقته وقبل أن يعطيها لهم أطلقوا ثلاث رصاصات عليه. وقع ذلك أمام عيني".

وأضاف ماركو أن الإرهابيين كانوا جميعا أكثر من 10 أو ربما 15 شخصا متخفيين في زي عسكري وكان لديهم كاميرات فيديو لتصوير الهجوم الدامي على حافلة وسيارتين يوم الجمعة أثناء التوجه على الطريق الوحيد المؤدي إلى دير الأنباء صموئيل في مغاغة.

وبعد أن قتل والده واستعد الجناة للهرب، تسلل الطفل بشجاعة إلى سيارة والده وأجرى مكالمة هاتفية بعمه في قريته دير الجرنوس طلبا للمساعدة.

وقال عمه ممدوح يوسف مايكل لوكالة ((شينخوا)) بالقرب من مذبح كنيسة العائلة المقدسة في دير الجرنوس حيث شيعت جنازات بعض الضحايا، "ماركو هو بطل المأساة، لأنه هو الوحيد الذي استطاع العودة إلى السيارة وطلب المساعدة".

وتابع مايكل بأنهم هرعوا إلى مكان الحادث ورأوا عايد، والد ماركو، كان ينزف لكنه لا يزال على قيد الحياة. حاولوا نقل الرجل إلى أقرب مستشفى لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق.

وقال عم ماركو "نقلناه لإنقاذه وقابلتنا سيارة إسعاف في منتصف الطريق أخذته ووضعت له جهاز التنفس ولكنه توفي قبل وصولنا إلى المستشفى".

وأضاف أن ماركو كان محاطا بأكثر من 30 جثة في منطقة جبلية، إلا أن الولد الصغير لم يتصل بأقاربه فقط، ولكنه أوقف سيارة خاصة أيضا وطلب من مستقليها أن يأخذوا شقيقه الأصغر مينا 10 سنوات إلى مكان آمن على الطريق السريع.

وأثناء الجنازة التي أقيمت مساء الجمعة في كنيسة العائلة المقدسة بقرية دير الجرنوس، سار مئات الأقباط والمسلمين معا يرددون شعارات الوحدة والصلاة من أجل الضحايا.

ورفع الأقباط الغاضبون صلبانا خشبية طويلة بينما كانوا يحملون توابيت ضحايا القرية على أكتافهم.

وأدت الهجمات الإرهابية في مصر إلى مقتل المئات من رجال الشرطة والجيش منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في الثالث من يوليو 2013 في أعقاب احتجاجات حاشدة ضد حكمه الذي استمر سنة واحدة وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانونا الآن.

ويذكر أن معظم الهجمات قد تبنتها جماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، بدأت في توسيع عملياتها الإرهابية ضد الأقلية المسيحية لزيادة الضغط على الحكومة.

ويأتي هجوم المنيا بعد نحو شهر ونصف من تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين في الغربية والإسكندرية أسفرا عن مقتل 47 شخصا وإصابة 121 آخرين بجروح.وتبنى تنظيم الدولة التفجيرين. وسبقهما تفجير انتحاري مماثل في كنيسة بالقاهرة في ديسمبر أسفر عن مقتل 28 شخصا.

وفي يوم السبت، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم المنيا الذي خلف ضحايا من محافظات المنيا وبني سويف والجيزة كانوا جميعا في طريقهم لزيارة الدير. وكان والد ماركوا واحدا من بينهم.

وعندما سئل ماركو عما يرغب في أن يكون في المستقبل، قال والدموع تنهمر من عينيه "لا شئ"، لكن عندما سئل عن الرسالة التي يريد أن يوجهها إلى الإرهابيين ، قال "الله يعاقبهم".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحقيق إخباري: شجاعة صبي قٌتل والده أمام عينيه في هجوم المنيا

新华社 | 2017-05-28 11:03:27

القاهرة 27 مايو 2017 (شينخوا) كان ماركو عايد جبيب، صبي مصري يبلغ من العمر 14 عاما يدرس في الصف الثالث الإعدادي ، يستقل سيارة والده سعيدا رفقة شقيقه وعدد من العمال الآخرين في طريقهم إلى دير في الصحراء بمحافظة المنيا بصعيد مصر.

لم يكن أبدأ يخطر بذهنه البرئ أن الرحلة سوف تنتهي بمأساة بوقوع والده ضمن نحو 30 ضحية فتح إرهابيون النيران عليهم يوم الجمعة. وقد نجا ماركو ليصبح شاهد عيان ولم يتمالك دموعه عند رواية القصة.

وقال الطفل لوكالة ((شينخوا)) وهو يمسح دموعه " أوقف رجلان سيارتنا للركوب على الطريق الصحراوي. وقبل أن نصل إلى الدير على الطريق أوقف مسلحون والدي وطلبوا منه بطاقته وقبل أن يعطيها لهم أطلقوا ثلاث رصاصات عليه. وقع ذلك أمام عيني".

وأضاف ماركو أن الإرهابيين كانوا جميعا أكثر من 10 أو ربما 15 شخصا متخفيين في زي عسكري وكان لديهم كاميرات فيديو لتصوير الهجوم الدامي على حافلة وسيارتين يوم الجمعة أثناء التوجه على الطريق الوحيد المؤدي إلى دير الأنباء صموئيل في مغاغة.

وبعد أن قتل والده واستعد الجناة للهرب، تسلل الطفل بشجاعة إلى سيارة والده وأجرى مكالمة هاتفية بعمه في قريته دير الجرنوس طلبا للمساعدة.

وقال عمه ممدوح يوسف مايكل لوكالة ((شينخوا)) بالقرب من مذبح كنيسة العائلة المقدسة في دير الجرنوس حيث شيعت جنازات بعض الضحايا، "ماركو هو بطل المأساة، لأنه هو الوحيد الذي استطاع العودة إلى السيارة وطلب المساعدة".

وتابع مايكل بأنهم هرعوا إلى مكان الحادث ورأوا عايد، والد ماركو، كان ينزف لكنه لا يزال على قيد الحياة. حاولوا نقل الرجل إلى أقرب مستشفى لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق.

وقال عم ماركو "نقلناه لإنقاذه وقابلتنا سيارة إسعاف في منتصف الطريق أخذته ووضعت له جهاز التنفس ولكنه توفي قبل وصولنا إلى المستشفى".

وأضاف أن ماركو كان محاطا بأكثر من 30 جثة في منطقة جبلية، إلا أن الولد الصغير لم يتصل بأقاربه فقط، ولكنه أوقف سيارة خاصة أيضا وطلب من مستقليها أن يأخذوا شقيقه الأصغر مينا 10 سنوات إلى مكان آمن على الطريق السريع.

وأثناء الجنازة التي أقيمت مساء الجمعة في كنيسة العائلة المقدسة بقرية دير الجرنوس، سار مئات الأقباط والمسلمين معا يرددون شعارات الوحدة والصلاة من أجل الضحايا.

ورفع الأقباط الغاضبون صلبانا خشبية طويلة بينما كانوا يحملون توابيت ضحايا القرية على أكتافهم.

وأدت الهجمات الإرهابية في مصر إلى مقتل المئات من رجال الشرطة والجيش منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في الثالث من يوليو 2013 في أعقاب احتجاجات حاشدة ضد حكمه الذي استمر سنة واحدة وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانونا الآن.

ويذكر أن معظم الهجمات قد تبنتها جماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، بدأت في توسيع عملياتها الإرهابية ضد الأقلية المسيحية لزيادة الضغط على الحكومة.

ويأتي هجوم المنيا بعد نحو شهر ونصف من تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين في الغربية والإسكندرية أسفرا عن مقتل 47 شخصا وإصابة 121 آخرين بجروح.وتبنى تنظيم الدولة التفجيرين. وسبقهما تفجير انتحاري مماثل في كنيسة بالقاهرة في ديسمبر أسفر عن مقتل 28 شخصا.

وفي يوم السبت، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم المنيا الذي خلف ضحايا من محافظات المنيا وبني سويف والجيزة كانوا جميعا في طريقهم لزيارة الدير. وكان والد ماركوا واحدا من بينهم.

وعندما سئل ماركو عما يرغب في أن يكون في المستقبل، قال والدموع تنهمر من عينيه "لا شئ"، لكن عندما سئل عن الرسالة التي يريد أن يوجهها إلى الإرهابيين ، قال "الله يعاقبهم".

الصور

010020070790000000000000011101451363219951