بكين 29 مايو 2017 (شينخوا) سيفحص تليسكوب الفضاء الصيني الذي سيطلق قريبا العديد من أسرار الكون، بما في ذلك تجشؤ "الأكلة الكبيرة" (الثقوب السوداء) - والتي تمثل نواة المجرة النشطة في أطراف الكون النائية.

واكتشف العلماء أن كل مجرة غالبا ما تمتلك ثقبا أسود هائلا حجمه من عدة ملايين إلى مليارات المرات مقارنة بحجم الشمس في مركزها، وله قدر هائل من الجاذبية التثاقلية بما يسمح له بابتلاع الغاز والغبار المحيط بها.

وعندما يبتلع الثقب الأسود الكثير من الأشياء ، يتم تحويل المادة الزائدة إلى اثنين من التيارات التي تتدفق عموديا فوق سطح الثقب الأسود ، والذي يشبه تجشؤ البطن المنتفخة.

وتتدفق التيارات ويتنامى سطح الثقب الأسود الكبير في توليد الأشعة السينية بشكل قوي كفاية للسفر مليارات السنوات الضوئية. هذه المجرات لديها نواة مشرقة جدا - مشرقة لدرجة أن تكون المنطقة الوسطى أكثر إضاءة من باقي المجرة، ويطلق عليها العلماء نواة المجرة النشطة.

وسيراقب التليسكوب التحويرات في الأشعة السينية الصلبة (هكسمت)، والذي طوره العلماء الصينيون والذي سيراقب بعض أنشطة نواة المجرة.

قال تشانغ شوانغ نان، كبير العلماء في هكسمت ومدير المختبر الرئيسي لفيزياء الجسيمات الفلكية في الأكاديمية الصينية للعلوم: "بما أن نواة المجرة النشطة بعيدة جدا عن الأرض، فإن تلسكوبنا لا يمكنه الكشف إلا عن الألمع منها".

تلك الأكلة الكبيرة (الثقوب السوداء) مليئة بالأسرار . ولقد وجد العلماء ظاهرة التيارات المزدوجة ظاهرة شائعة في المجرات ذات النواة النشطة، لكنهم لم يفهموا لماذا لا تستطيع الثقوب السوداء الهائلة ابتلاع كل الأشياء التي تقع فيها.

وتختلف الثقوب السوداء الهائلة كثيرا عن الثقوب السوداء النجمية، والتي تتشكل عندما تنهار النجوم الضخمة جدا في نهاية دورة حياتها. ولا يزال العلماء لا يعرفون كيف تتشكل الثقوب السوداء الهائلة وكيف تنمو، حيث أنها المفتاح لفهم تطور المجرات.

ومن المتوقع أن تساعد مراقبة التليسكوب للتحويرات في الأشعة السينية الصلبة، العلماء على رؤية المنطقة الرئيسية القريبة من أفق الحدث لدى الثقوب السوداء الهائلة في مركز المجرات النشيطة وجمع المعلومات حول مجالات الجاذبية القوية للغاية.