بكين 30 مايو 2017 (شينخوا) ستعزز الزيارة المقبلة لرئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى ألمانيا وبلجيكا، العلاقات الدبلوماسية بين الصين والبلدين وستفيد أوروبا والعالم ككل بشكل أكبر.
تأتي الزيارة ضمن تبادلات متزايدة رفيعة المستوى بين الصين والقارة الأوروبية في السنوات الأخيرة حيث يعزز الجانبان العلاقات الثنائية بشكل أوثق.
كانت الصين قد أقامت علاقات دبلوماسية مع المجموعة الاقتصادية الأوروبية ، الاسم القديم للاتحاد الأوروبي ، في عام 1975، وطور الجانبان علاقات قوية عبر 42 عاما وعززا الصداقة والثقة المتبادلة.
ويعتبر الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للصين في حين أن الأخيرة ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد، وذلك في أعقاب الزيادة الدراماتيكية للتجارة في السنوات الأخيرة بالتزامن مع تزايد الثروة والوظائف والتنمية والابتكار لدى الجانبين.
غير أن طريق العلاقات الصينية الأوروبية ، إحدى أهم العلاقات الثنائية في العالم، لم يكن مفروشا بالورود دائما، فقد مرت بتقلبات عند حدوث تغيرات.
ومنذ عام 2009، عانت دول أوروبية محددة بسبب أزمة ديون منطقة اليورو وتدفق اللاجئين والهجمات الإرهابية ما أدى لتنامي تياري الشعبوية والمحافظة السياسية.
وظهرت الحمائية الاقتصادية والتي أدت إلى تزايد التحقيقات في الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإغراق ومكافحة الدعم الحكومي ضد المنتجات الصينية.
ومن شأن تلك المشكلات أن تعقد العلاقات بين الصين وأوروبا وبخاصة في وقت يتعرض فيه الاقتصاد العالمي لاضطرابات .
ويعلم الجانبان، على الرغم من كل ذلك، أن الشراكة بينهما أساسية في ظل عالم غير مستقر: فالثقة والتعاون السبيل الوحيد للخروج من تلك الأزمات.
وتقدم التنمية الصينية فرصة هائلة لأوروبا. فقد حققت التجارة بين البلدين رقما قياسيا جديدا خلال العام 2016 متغلبة بذلك على الركود العالمي. وبلغ حجم التجارة بينهما 3.6 تريليون يوان (نحو 525 مليار دولار) في 2016، بزيادة قدرها 3 بالمائة.
وفي عالم متشابك وقائم على الاعتماد المتبادل بشكل متزايد، دخلت القوتان إلى مرحلة يؤثر فيها ما يحدث بالداخل على السياسة والاقتصاد العالميين. ولذلك ستواصل الصين دعم التكامل الأوروبي بما يظهر المزيد من فرص التنمية.
ولا يزال بإمكانهما أن يقوما بالمزيد لتعزيز التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي سعيا للوصول لأرضيات مشتركة مع تنحية الخلافات جانبا.
إن العلاقات الدولية ليست لعبة صفرية، كما أبدت الصين ذلك أكثر من مرة في شراكاتها مع أوروبا.
وبفضل الجهود المشتركة، سيدفع الجانبان نموهما المشترك. والأكثر أهمية من ذلك، سيعززان التنسيق بينهما في القضايا العالمية ومن بينها توفير حماية أفضل للتجارة الحرة والعادلة من أجل تقديم نموذج للعلاقات الصحية للعالم.
وجدير بالذكر أن الحمائية تضر الجميع. وعلى الصين وأوروبا العمل معا لإطلاق العنان لإمكاناتهما وضد الحمائية وإعادة تنشيط الاقتصاد العالمي.