هافانا 4 يونيو 2017 (شينخوا) لم تتوقف عملية التبادل الثقافي بين الصين وكوبا منذ وصول أول دفعة من المهاجرين الصينيين إلى الجزيرة قبل 170 عاما.
وقبل 8 أعوام، عندما جاء تاو هولي إلى هافانا لدراسة الطب، دون أن يتصور للحظة أنه سينتهي به المطاف بتكوين أسرة والعمل في كوبا.
وقال تاو بلغة أسبانية متقنة بينما كان يعتني بابنته البالغة من العمر 4 أشهر بعد زواجه من امرأة كوبية تدعى اليزابيت غونزاليز " عندما وصلت، لم أكن أعرف شيئا عن البلد. وبشكل تدريجي، بدأت اكتشف هؤلاء الناس، الذين يتميزون بالود الشديد مع الأجانب، ولاسيما الصينيين".
والآن، يعمل الطبيب الصيني في مستشفى في هافانا ويقول إنه تبني المناخ الدافئ والتنوع الثقافي.
وتقول غونزاليز، التي تدرس الصينية بمعهد كونفوشيوس، إنهما " سعيدان للغاية" وتغلبا على اختلافاتهم.
وتضيف ضاحكة " في المنزل، نتحدث الأسبانية فقط، ويساعدني على تعلم اللغة الصينية لكن من أجل عمل الواجب المنزلي فقط".
وتاو وغونزاليز من أحدث الروابط في سلسلة تمتد إلى يونيو عام 1847 عندما وصل أول 200 عامل إلى هافانا استقر العديد منهم فيها لبدء أسر.
ومنذ وصولهم، ترك المهاجرون الصينيون وذريتهم علامة عميقة في التاريخ الكوبي، بما في ذلك النضال ضد الاستعمار الأسباني وبعد ثورة فيدل كاسترو.
وينقل نصب تذكاري في هافانا عن غونزالو دي كويسيدا (1868-1915)، وهو محام مقرب من البطل القومي الكوبي خوسيه مارتي قوله " لم يكن هناك أي هارب كوبي من أصل صيني، لم يكن هناك أي خائن كوبي من أصل صيني".
واختتمت احتفالات يوم الأحد بسلسلة من الفعاليات التي اعتادت على حضور نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ما بيهوا.
وفي حفل يوم السبت، قال ما إن التعاون الثنائي" قد تجاوز اختبارات الوضع الدولي المتغير وإن الشعبين طورا صداقة عميقة".
وأضاف ما " إننا على استعداد، بالإشتراك مع نظرائنا الكوبيين، لمواصلة الصداقة الطيبة مع الإخلاص المتبادل والتعاون الدائم والثقة المتبادلة وتعميق الصداقة التقليدية وتوسيع التعاون المتبادل النفع وتكثيف التبادلات لتطوير العلاقات الصينية-الكوبية بشكل أفضل".
والوجود الصيني في الجزيرة مهم جدا إلى حد أن قامت الحكومة بتنظيم سلسلة من الفعاليات الثقافية لتقريب الثقافة الصينية إلى الشعب.
واشتملت هذه الأنشطة على عروض للفنون القتالية ومؤتمرات تاريخية ومعارض لفنانين كوبيين من أصل صيني وعرض كتاب " المعتقدات والتقاليد الصينية في كوبا" للباحث مرسيدس كريسبو.
كما أعيد فتح دار الطباعة في الحي الصيني بهافانا لتبدأ في نشر الصحيفة ((كونغ واه بو))، الوحيدة من نوعها في الجزيرة منذ عام 1944، لتخدم الجالية الصينية المحلية مجددا بعد 5 سنوات من إغلاقها.
وفي ليلة السبت، عرض مسرح هافانا الوطني العرض الفني " تيانجين جميلة" والذي قدمه وفد من الفنانين من هذه المدينة الصينية.
وحضر تاو وغونزاليز البعض من هذه الأنشطة لكن دون أن يعرفا أنهما يمثلان ظاهرة ثقافية تغلبت على حواجز الزمن والمسافة للتقريب بين الصين وكوبا.