بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 21 يونيو 2017 (شينخوا) قبل أيام من انقضاء شهر رمضان وحلول عيد الفطر، ورغم الارتفاع العام في الأسعار، يقبل المصريون بشدة على عمل الكعك والبسكويت والبيتي فور كأحد مظاهر الفرحة في العيد.
ودفع ارتفاع الأسعار الذي تشهده مصر، بقطاع كبير من المصريين، للجوء إلى المخابز لتلبية احتياجاتها من حلوى العيد سوى الكعك، البسكويت، البيتي فور، الغريبة، القراقيش، بديلا للجاهز المرتفع الثمن.
وتشهد مصر موجة تضخمية غير مسبوقة منذ قرار الحكومة تحرير سعر صرف العملة المحلية في نوفمبر الماضي، إذ تجاوز معدل التضخم السنوي في مصر 30 % في مايو، حسب البنك المركزي.
وفي ضاحية المطرية، شمال القاهرة، تجمع عدد من المواطنين، أغلبهم من السيدات، على مخبز الحرمين الواقع بشارع عمر المختار للحصول على طلباتهم من الكعك والبسكويت وغيرهما من حلوى العيد.
وقد ارتسمت على وجوه الجميع الفرحة والبهجة، خاصة الأطفال المرافقين، الذين حرصوا على تذوق المنتجات فور خروجها من الفرن ساخنة، معبرين عن سعادتهم الغامرة بذلك.
تقول أم عصام، بوجه مبتسم، وهي تراجع على ما تم تنفيذه من كعك وبسكويت من حيث الكمية المطلوبة والجودة، "الحمد لله أنهينا شهر رمضان، صومنا وصلينا، وفرحنا به، والأن نستعد للعيد بفرحة وسعادة".
واضافت أم عصام لوكالة أنباء ((شينخوا))، "كل عيد نأتي إلى هنا لعمل الكعك واعتدنا على عمله هنا لأنه كل مرة يكون حلو المذاق والمخبز يتسم بالنظافة".
وأوضحت أنها تلجأ إلى عمل الكعك والبسكويت بالمخبز بنفسها هربا من إرتفاع اسعار الجاهز، وحتى يتم عمله أمام عينيها وبمواصفاتها الخاصة، وكأنها تصنعه بنفسها في منزلها.
واعتادت النساء بمصر و لسنوات طويلة خاصة بالأقاليم عمل كعك وبسكويت العيد بالمنازل لما يدخله ذلك من فرحة وسعادة في النفوس وتوفيرا للنفقات، وتأكيدا على التنفيذ بمواصفات معينة.
وقالت رحمة، 7 سنوات، " أشعر بالفرحة والسعادة وانتظر هذا اليوم للحضور والمشاركة في عمل الكعك والبسكويت مع أمي منذ أول يوم في رمضان"
وأعربت جهاد 10 سنوات، اثناء تناولها بعض البسكويت عن سعادتها الغامرة لقرب العيد، ومشاركتها في عمل الكعك والبسكويت، مؤكدة حرصها على الحضور كل عام للمشاركة في عمل الكعك والبسكويت.
وقال أحمد إبراهيم، 54 سنة إن "الكعك والبسكويت من التقاليد السنوية التي يتم الحرص عليها لإدخال الفرحة والسعادة في قلوب الأولاد".
وأضاف إبراهيم لوكالة أنباء ((شينخوا))، "غالبا ما أحرص على عمل تشكيلة من الكعك والبسكويت والغريبة، لتلبية متطلبات كل أفراد الأسرة والزائرين المهنئين بالعيد".
ولفت إلى أن الأسعار أثرت بشكل كبير جدا، ومع ذلك فهو طلب هذا العام كمية أكبر من كل عام أخر، نظرا لوجود ارتباطات أسرية لديه.
واشار إلى أنه يلجأ إلى عمل احتياجاته من حلوى العيد بنفسه بالمخبز هروبا من اسعار مثيلاتها الجاهزة مرتفعة الثمن، والتي زادت ارتفاعا هذا العام.
من جانبها، أكدت أم هيثم صاحبة مخبز الحرمين، لوكالة انباء ((شينخوا)) على أن الأسعار ارتفعت هذا العام وهو أمر طبيعي نظرا للزيادة العامة في الاسعار.
واستطردت قائلة "ورغم ذلك فنحن تقديرا لظروف المواطنين وكوننا بمنطقة شعبية نحرص على أن تكون الأسعار في متناول الجميع، مشيرة إلى أن الطلب لم يتأثر بشكل كبير، وأن كل شخص يطلب كمية حسب قدرته المالية
وأوضحت أن ثمن كيلو الكعك بحوالي 40 جنيها، فيما ثمن كيلو البسكويت بـ 35 جنيها فقط.
ويتراوح ثمن كيلو الكعك الجاهز في السوق ما بين 85 - 260 جنيها، ويتراوح ثمن كيلو البسكويت ما بين 75 - 120 جنيها، والبيتي فور مابين 70 – 160 جنيها، وذلك بحسب المكونات والشركة المنتجة.
بدوره، يقول أحمد فتحي، صاحب مخبز، إن أهم الأصناف التي تشهد اقبالا كبيرا خلال عيد الفطر بطبيعة الحال الكعك والبسكويت باعتبارهما شيئا أساسيا لوجودنا بمنطقة شعبية، ثم يأتي بعدهما البيتي فور والغريبة والقراقيش.
واضاف فتحي لوكالة أنباء ((شينخوا))، "نحن هنا لنا نظام محدد وهو تنفيذ الطلب بحسب رغبة العميل، وأي طريقة يطلب بها الكعك والبسكويت نقوم بتنفيذها، سواء بطعم البرتقال أو جوز الهندي أو سادة أو غيرها، فنلبي طلبه ونقوم بتجهيزه بناء على هذا الطلب".
وأردف أن "العميل قد يحضر نوعا معينا من السمن أو الدقيق، والذي يفضل طعم معين بها، أو يطلب منا تنفيذ الطلب بالكامل، أو يطلب نوع معين من السمن والدقيق ونحن نوفره له، فالعميل له حرية الاختيار".
ولفت إلى أن كعك العيد يمثل فرحة كبيرة جدا سواء للأسر وخاصة الاطفال أو للعاملين بالمجال، وتابع "لذلك نحاول تيسير كل الأمور والتسهيل عليهم، فهذه فرحة المصريين الحقيقية، ولذلك نسعى قدر المستطاع لتلبية كامل طلباتهم، رغم مشقة العمل في ظل الصيام وارتفاع درجة الحرارة".
وأوضح أحمد فتحي، أن الاقبال على عمل كعك وبسكويت العيد يكون خلال العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان، حيث يستمر العمل والاقبال حتى ليلة العيد.
ونوه إلى أن هناك زيادة في أسعار الكعك والبسكويت تأثرا بالزيادة العامة في الأسعار، ولكنها لم تؤثر على الطلب لأن كل أسرة مصرية تدرك أهمية هذه المناسبة، وضرورة وجود كعك وبسكوت العيد لإسعاد الأسرة بالكامل، فهو أمر إجباري وليس اختياري.
عبدالله شاهين عفيفي، من محافظة الشرقية، شرق القاهرة، ويعمل بالمخبز بشكل موسمي لصناعة حلوى العيد من كعك وبسكويت وبيتي فور وغريبة وقراقيش وغيرها، ويأتي سنويا لمدة أسبوعين فقط للمشاركة في موسم الكعك والبسكويت، ويعمل أكثر من 12 ساعة يوميا لتلبية احتياجات المواطنين.
يقول عفيفي، "هناك اقبال كبير من المواطنين نظرا لما نتميز به من جودة عالية ونظافة تحوذ على تقدير الجميع، بالإضافة إلى أن أسعارنا غير مرتفعة مقارنة بالسوق".
ويعتبر كعك العيد الذي يحرص المصريون عليه خلال عيد الفطر من كل عام، عادة فرعونية، كانت تحرص ملكات الدولة الفرعونية عليها لتقديمها للضيوف رفيعي المستوى.
واستمرت هذه العادة وانتشرت حتى أصبحت تتم في مختلف الأعياد والمناسبات الفرعونية.