مقالة خاصة: رسم قلب وروح "هوتونغ" بكين

16:57:24 23-06-2017 | Arabic. News. Cn

بكين 23 يونيو 2017 (شينخوا) لطالما افتخر البكينيون بأن مدينتهم كانت موطنا لكثير من مجتمعات الـ" هوتونغ" أو الأزقة ويشبهون ذلك : "بوفرة الشعر على جسد الثور".

فالكثير من الـ "هوتونغ" في بكين ترجع للقرن الثالث عشر، ولكن مع انتقال السكان وتحسن مستويات معيشتهم، والتجديدات التي اجتاحت المدينة، اختفت الـ"هوتونغ". في عام 1944 كان هناك 3200 منها في بكين، ولكن بحلول نهاية القرن الماضي انخفض العدد إلى 990.

وغالبا ما بُنيت المجتمعات السكنية المشتركة بالعاصمة في كثير من الأحيان حول بئر عام، وعبارة "هوتونغ" نشأت من مصطلح منغولي يعني "بئر ماء".

وقال دونغ جون كاي البالغ من العمر 55 عاما، وهو يشير إلى زقاق في إحدى اللوحات: "هذا المكان الذي كنت ألعب فيه مع أصدقائي".

وكان موضوع اللوحة، غير المعروف، عن منزل من الطوب الرمادي كان منزلا لطفولته. وقد هدم المنزل حيث سعت بكين إلى حل الاحتياجات السكنية لزيادة عدد سكانها .

تجدر الإشارة إلى أن الزقاق المذكور هو من بين 40 لوحة زيتية رسمها فوتشا دانتشينغ، صاحب الـ30 عاما، في المعرض الأول للمركز الثقافي في حي شيتشنغ بوسط بكين، والذي بدأ يوم 11 يونيو الجاري وسيستمر حتى يوم الجمعة.

ووثقت رسومات فوتشا وحافظت على طابع الـ"هوتونغ" للعاصمة.

تصوير المجتمعات

قال فوتشا: "إن بكين مدينة متغيرة، والعديد من الأماكن مختلفة تماما الآن ، أنا محظوظ جدا لأنني حصلت على العديد من اللقطات لشكلها الأصلي".

الشاب الذي يرتدي نظارة طبية ويحب ارتداء الملابس الرياضية وعاش كامل حياته في بكين، يلقب بـ فوتشا، وهو من أصل منشوري . جده مثل العديد من نظرائه بعد نهاية عهد حكم أسرة تشينغ، اتخذ لقب لقومية هان وهو "فو"، إلا أن فوتشا لاحقا اختار استعادة اسم عائلته الاصلي.

اسم الشاب الذي منح له لحظة ميلاده هو دانتشينغ، ويعني الطلاء ، كما لو انه وضع على طريقه ليكون فنانا من لحظة دخوله إلى العالم.

نشأ فوتشا في هوتونغ العاصمة. وقال": عندما كنت صغيرا كانت بكين مكانا هادئا مليئا بأغاني الطيور. لقد لعبت مع أصدقائي وجيراني في الأزقة وأكلت في منازلهم".

بدأ فوتشا رسم المنازل السكنية القديمة والأزقة منذ حوالي 10 سنوات كوسيلة لتطوير مهاراته في الرسم.

قد يستغرق فوتشا لرسم لوحة واحدة حوالي أسبوع ، إلا أنه لا يسمح للرياح القوية والشمس الحارقة أن تثبط عزيمته، حيث يمكن العثور عليه في نفس المكان لساعات يحفظ البيئة المحيطة بالمكان.

وتابع فوتشا أنه تأثر كثيرا بلطف الآخرين ، وخلال سنوات شرب الشاي مع أناس يعيشون في الأماكن التي رسمها.

غالبا ما يظهر فوتشا هؤلاء الناس في لوحاته أو يظهر نفسه كصبي يجلس على العتبات ويختبئ خلف الأبواب أو يلعب مع جرو.

منزل جداه هو عنوان واحدة من رسوماته. وهي لوحة قريبة من قلبه وتثير الكثير من الذكريات السعيدة لديه، حيث قال فوتشا: "لقد لعبت كرة القدم مرة واحدة هنا وحطم صديقي نافذة هناك". ومع المزيد من حكايات الفنان تحولت اللوحات إلى رسوم متحركة.

رسم الماضي

بعد 10 سنوات كان فوتشا قد رسم مجموعة ضخمة من الأعمال تزيد عن 1000 لوحة. ولكن للأسف ، اختفت العديد من الأزقة والمنازل خلال نفس الفترة.

قال فوتشا: "شعرت أنني كنت أركض ضد البلدوزرات". وتابع إنه سباق لم يكسبه دائما، في عام 2009 التقى عائلة كانت تنتقل من منزلها وطلبوا منه أن يرسم المنزل. وعاد في اليوم التالي، كما وعد إلا أنه عثر على كومة من الأنقاض حيثما كان المنزل قائما.

ورسم فوتشا نحو 200 من أزقة العاصمة، ولكن على مدار العامين الماضيين وجد أن من الصعب العثور على هوتونغ للرسم.

سأل العديد من زوار المعرض فوتشا عما إذا كان قد رسم الزقاق الذي كانوا يعيشون فيه. وكان دونغ واحدا منهم، حيث سأله قائلا :" إنه يبدو حقيقيا جدا"، متذكرا زقاقه القديم، مضيفا "كان الزقاق طويلا جدا، وبعد المدرسة كنت أمر على زملائي وأطلب منهم أن يلعبوا كرة القدم معي".

زائرة أخرى للمعرض اسم عائلتها سون، عمرها 67 عاما، عاشت في منطقة حي نانلوقوشيانغ المشهور بأزقته القديمة في بكين منذ ما يقرب من 60 عاما. وسافرت من حي تشانغبينغ في الضواحي الشمالية للمدينة لمشاهدة المعرض.

قالت سون: "معظم ذكرياتي تدور حول حياة الزقاق، ورغم تطور بكين واختفاء الكثير من المرافق مثل الحمامات العامة وتدفق السياح الصاخبين مكانها، أصبحت الحياة غير مريحة للغاية".

وبدأت حكومة بلدية بكين تدريجيا تبدي رأيا مختلف في الـ "هوتونغ"، فهي في الوقت الحالي تقوم بالعديد من المشروعات لإعادة بناء وتجديد المنازل التاريخية بدلا من هدمها.

ويجري تناول قضايا السكان في كثير من المجالات التاريخية. ووفقا للخطة من 2016 حتى 2020، فإن حي دونغتشنغ وحي شيتشنغ سيعملان على إعادة نقل السكان واستعادة أكثر من 80 موقع أثري.

 

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

مقالة خاصة: رسم قلب وروح "هوتونغ" بكين

新华社 | 2017-06-23 16:57:24

بكين 23 يونيو 2017 (شينخوا) لطالما افتخر البكينيون بأن مدينتهم كانت موطنا لكثير من مجتمعات الـ" هوتونغ" أو الأزقة ويشبهون ذلك : "بوفرة الشعر على جسد الثور".

فالكثير من الـ "هوتونغ" في بكين ترجع للقرن الثالث عشر، ولكن مع انتقال السكان وتحسن مستويات معيشتهم، والتجديدات التي اجتاحت المدينة، اختفت الـ"هوتونغ". في عام 1944 كان هناك 3200 منها في بكين، ولكن بحلول نهاية القرن الماضي انخفض العدد إلى 990.

وغالبا ما بُنيت المجتمعات السكنية المشتركة بالعاصمة في كثير من الأحيان حول بئر عام، وعبارة "هوتونغ" نشأت من مصطلح منغولي يعني "بئر ماء".

وقال دونغ جون كاي البالغ من العمر 55 عاما، وهو يشير إلى زقاق في إحدى اللوحات: "هذا المكان الذي كنت ألعب فيه مع أصدقائي".

وكان موضوع اللوحة، غير المعروف، عن منزل من الطوب الرمادي كان منزلا لطفولته. وقد هدم المنزل حيث سعت بكين إلى حل الاحتياجات السكنية لزيادة عدد سكانها .

تجدر الإشارة إلى أن الزقاق المذكور هو من بين 40 لوحة زيتية رسمها فوتشا دانتشينغ، صاحب الـ30 عاما، في المعرض الأول للمركز الثقافي في حي شيتشنغ بوسط بكين، والذي بدأ يوم 11 يونيو الجاري وسيستمر حتى يوم الجمعة.

ووثقت رسومات فوتشا وحافظت على طابع الـ"هوتونغ" للعاصمة.

تصوير المجتمعات

قال فوتشا: "إن بكين مدينة متغيرة، والعديد من الأماكن مختلفة تماما الآن ، أنا محظوظ جدا لأنني حصلت على العديد من اللقطات لشكلها الأصلي".

الشاب الذي يرتدي نظارة طبية ويحب ارتداء الملابس الرياضية وعاش كامل حياته في بكين، يلقب بـ فوتشا، وهو من أصل منشوري . جده مثل العديد من نظرائه بعد نهاية عهد حكم أسرة تشينغ، اتخذ لقب لقومية هان وهو "فو"، إلا أن فوتشا لاحقا اختار استعادة اسم عائلته الاصلي.

اسم الشاب الذي منح له لحظة ميلاده هو دانتشينغ، ويعني الطلاء ، كما لو انه وضع على طريقه ليكون فنانا من لحظة دخوله إلى العالم.

نشأ فوتشا في هوتونغ العاصمة. وقال": عندما كنت صغيرا كانت بكين مكانا هادئا مليئا بأغاني الطيور. لقد لعبت مع أصدقائي وجيراني في الأزقة وأكلت في منازلهم".

بدأ فوتشا رسم المنازل السكنية القديمة والأزقة منذ حوالي 10 سنوات كوسيلة لتطوير مهاراته في الرسم.

قد يستغرق فوتشا لرسم لوحة واحدة حوالي أسبوع ، إلا أنه لا يسمح للرياح القوية والشمس الحارقة أن تثبط عزيمته، حيث يمكن العثور عليه في نفس المكان لساعات يحفظ البيئة المحيطة بالمكان.

وتابع فوتشا أنه تأثر كثيرا بلطف الآخرين ، وخلال سنوات شرب الشاي مع أناس يعيشون في الأماكن التي رسمها.

غالبا ما يظهر فوتشا هؤلاء الناس في لوحاته أو يظهر نفسه كصبي يجلس على العتبات ويختبئ خلف الأبواب أو يلعب مع جرو.

منزل جداه هو عنوان واحدة من رسوماته. وهي لوحة قريبة من قلبه وتثير الكثير من الذكريات السعيدة لديه، حيث قال فوتشا: "لقد لعبت كرة القدم مرة واحدة هنا وحطم صديقي نافذة هناك". ومع المزيد من حكايات الفنان تحولت اللوحات إلى رسوم متحركة.

رسم الماضي

بعد 10 سنوات كان فوتشا قد رسم مجموعة ضخمة من الأعمال تزيد عن 1000 لوحة. ولكن للأسف ، اختفت العديد من الأزقة والمنازل خلال نفس الفترة.

قال فوتشا: "شعرت أنني كنت أركض ضد البلدوزرات". وتابع إنه سباق لم يكسبه دائما، في عام 2009 التقى عائلة كانت تنتقل من منزلها وطلبوا منه أن يرسم المنزل. وعاد في اليوم التالي، كما وعد إلا أنه عثر على كومة من الأنقاض حيثما كان المنزل قائما.

ورسم فوتشا نحو 200 من أزقة العاصمة، ولكن على مدار العامين الماضيين وجد أن من الصعب العثور على هوتونغ للرسم.

سأل العديد من زوار المعرض فوتشا عما إذا كان قد رسم الزقاق الذي كانوا يعيشون فيه. وكان دونغ واحدا منهم، حيث سأله قائلا :" إنه يبدو حقيقيا جدا"، متذكرا زقاقه القديم، مضيفا "كان الزقاق طويلا جدا، وبعد المدرسة كنت أمر على زملائي وأطلب منهم أن يلعبوا كرة القدم معي".

زائرة أخرى للمعرض اسم عائلتها سون، عمرها 67 عاما، عاشت في منطقة حي نانلوقوشيانغ المشهور بأزقته القديمة في بكين منذ ما يقرب من 60 عاما. وسافرت من حي تشانغبينغ في الضواحي الشمالية للمدينة لمشاهدة المعرض.

قالت سون: "معظم ذكرياتي تدور حول حياة الزقاق، ورغم تطور بكين واختفاء الكثير من المرافق مثل الحمامات العامة وتدفق السياح الصاخبين مكانها، أصبحت الحياة غير مريحة للغاية".

وبدأت حكومة بلدية بكين تدريجيا تبدي رأيا مختلف في الـ "هوتونغ"، فهي في الوقت الحالي تقوم بالعديد من المشروعات لإعادة بناء وتجديد المنازل التاريخية بدلا من هدمها.

ويجري تناول قضايا السكان في كثير من المجالات التاريخية. ووفقا للخطة من 2016 حتى 2020، فإن حي دونغتشنغ وحي شيتشنغ سيعملان على إعادة نقل السكان واستعادة أكثر من 80 موقع أثري.

 

الصور

010020070790000000000000011100001363895591