تعليق: رحلة صعبة بدأت للتو بعد عام من تصويت بريكست

12:57:53 24-06-2017 | Arabic. News. Cn

بكين 24 يونيو 2017(شينخوا) لقد مرّ عام منذ أن صوت البريطانيون بشكل مفاجئ للخروج من الاتحاد الأوروبي(بريكست).

يوم الاثنين، بدأت بريطانيا والاتحاد الأوروبي أخيرا، مفاوضاتهما لشروط الطلاق. وقال وزير الدولة البريطاني لشئون مفاوضات الخروج من الاتحاد، دافيد دافيس، قبيل بدء المفاوضات في بروكسل "الآن، يبدأ العمل الصعب".

ويجمع المحللون السياسيون على أن هذه المفاوضات ستكون ماراثونية وليس قفزات، وليس بإمكان أحد أن يتوقع متى وأين وكيف ستنتهي هذه المفاوضات الماراثونية.

ورغم وجود إطار زمني لعامين لهذه العملية، ولكن معظم المحللين يشكون في أن تتمكن بريطانيا من الخروج من الاتحاد بحلول مارس 2019، لأن عملية الخروج من الاتحاد ستكون الأعقد من نوعها.

وبسبب مواجهة العديد من عوامل عدم اليقين الكبيرة، يمكن للمفاوضات أن تدخل ماراثونا طويلا جدا، وتقود إلى نتائج غير متوقعة.

العامل الأكبر في هذا الصدد قد يبرز من الوضع السياسي البريطاني ومن التغيرات بالرأي العام.

وستضطر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إلى طلب الدعم من حزب إقليمي من أجل البقاء في الحكم، بعد أن أظهرت الانتخابات العامة التي دعت إليها، نتائج دراماتيكية معاكسة.

كانت ماي قد دعت لإجراء انتخابات مبكرة في مسعى للحصول على تفويض أقوى لمفاوضات بريكست، ولكن الدعم لحزبها قد تراجع بشكل ملحوظ، تاركا إياها تواجه "بريكست صعبا"، إضافة إلى إثارة شكوك حول وضعها كرئيسة للوزراء.

لقد كانت هذه المقامرة السياسية الكارثية الثانية في بريطانيا في عامين، بعد ما أقدم رئيس الوزراء السابق دافيد كاميرون على مقامرة استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ورغم أن ماي قد أعلنت حكومة ائتلافية مع الحزب الاتحادي الديمقراطي في أيرلندا الشمالية، لكن القلق مازال قائما حول المدى الذي يمكن لماي وحكومتها البقاء فيه بالسلطة.

عامل عدم اليقين الرئيسي الآخر يتمثل في مدى استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم تنازلات بالمفاوضات.

حاليا، دول الاتحاد موحدة في اتخاذ موقف قوي في محادثات بريكست، لأن بعضها يخشى من أن السماح لبريطانيا بالاستفادة من خروجها من الاتحاد، سيشجع دولا أخرى للحذو حذوها، بينما يسعى البعض الآخر لضمان مصالح سياسية واقتصادية.

في الوقت ذاته، يمكن لمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي أن تشهد تغيرا دراماتيكيا إذا تمكن الاتحاد من ضخ حيوية بعملية التكامل الأوروبي من خلال تطبيق إصلاحات فعالة.

ومهما كانت الطريقة التي ستغادر بها بريطانيا الاتحاد، يرى المراقبون أنها كانت بلدا أوروبيا، وسيبقى مصيرها معلقا بالاتحاد كما كانت دوما.

وسواء غادرت الكتلة الأوروبية أم لا، ستبقى بريطانيا دوما محتاجة للقارة من أجل نموها الاقتصادي وازدهارها، والعكس صحيح. ويتعين على الجانبين بذل أقصى جهودهما، لتلافي الصدام والعراقيل خلال عملية المفاوضات.

خلاصة القول، إن وجود أوروبا موحدة ومزدهرة وأكثر تكاملا، لا يخدم المصالح الأساسية لكافة شعوب أوروبا فحسب، بل يصب أيضا في دفع تعدد الأقطاب ، والعولمة الاقتصادية وتنوع الحضارات بالعالم.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تعليق: رحلة صعبة بدأت للتو بعد عام من تصويت بريكست

新华社 | 2017-06-24 12:57:53

بكين 24 يونيو 2017(شينخوا) لقد مرّ عام منذ أن صوت البريطانيون بشكل مفاجئ للخروج من الاتحاد الأوروبي(بريكست).

يوم الاثنين، بدأت بريطانيا والاتحاد الأوروبي أخيرا، مفاوضاتهما لشروط الطلاق. وقال وزير الدولة البريطاني لشئون مفاوضات الخروج من الاتحاد، دافيد دافيس، قبيل بدء المفاوضات في بروكسل "الآن، يبدأ العمل الصعب".

ويجمع المحللون السياسيون على أن هذه المفاوضات ستكون ماراثونية وليس قفزات، وليس بإمكان أحد أن يتوقع متى وأين وكيف ستنتهي هذه المفاوضات الماراثونية.

ورغم وجود إطار زمني لعامين لهذه العملية، ولكن معظم المحللين يشكون في أن تتمكن بريطانيا من الخروج من الاتحاد بحلول مارس 2019، لأن عملية الخروج من الاتحاد ستكون الأعقد من نوعها.

وبسبب مواجهة العديد من عوامل عدم اليقين الكبيرة، يمكن للمفاوضات أن تدخل ماراثونا طويلا جدا، وتقود إلى نتائج غير متوقعة.

العامل الأكبر في هذا الصدد قد يبرز من الوضع السياسي البريطاني ومن التغيرات بالرأي العام.

وستضطر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إلى طلب الدعم من حزب إقليمي من أجل البقاء في الحكم، بعد أن أظهرت الانتخابات العامة التي دعت إليها، نتائج دراماتيكية معاكسة.

كانت ماي قد دعت لإجراء انتخابات مبكرة في مسعى للحصول على تفويض أقوى لمفاوضات بريكست، ولكن الدعم لحزبها قد تراجع بشكل ملحوظ، تاركا إياها تواجه "بريكست صعبا"، إضافة إلى إثارة شكوك حول وضعها كرئيسة للوزراء.

لقد كانت هذه المقامرة السياسية الكارثية الثانية في بريطانيا في عامين، بعد ما أقدم رئيس الوزراء السابق دافيد كاميرون على مقامرة استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ورغم أن ماي قد أعلنت حكومة ائتلافية مع الحزب الاتحادي الديمقراطي في أيرلندا الشمالية، لكن القلق مازال قائما حول المدى الذي يمكن لماي وحكومتها البقاء فيه بالسلطة.

عامل عدم اليقين الرئيسي الآخر يتمثل في مدى استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم تنازلات بالمفاوضات.

حاليا، دول الاتحاد موحدة في اتخاذ موقف قوي في محادثات بريكست، لأن بعضها يخشى من أن السماح لبريطانيا بالاستفادة من خروجها من الاتحاد، سيشجع دولا أخرى للحذو حذوها، بينما يسعى البعض الآخر لضمان مصالح سياسية واقتصادية.

في الوقت ذاته، يمكن لمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي أن تشهد تغيرا دراماتيكيا إذا تمكن الاتحاد من ضخ حيوية بعملية التكامل الأوروبي من خلال تطبيق إصلاحات فعالة.

ومهما كانت الطريقة التي ستغادر بها بريطانيا الاتحاد، يرى المراقبون أنها كانت بلدا أوروبيا، وسيبقى مصيرها معلقا بالاتحاد كما كانت دوما.

وسواء غادرت الكتلة الأوروبية أم لا، ستبقى بريطانيا دوما محتاجة للقارة من أجل نموها الاقتصادي وازدهارها، والعكس صحيح. ويتعين على الجانبين بذل أقصى جهودهما، لتلافي الصدام والعراقيل خلال عملية المفاوضات.

خلاصة القول، إن وجود أوروبا موحدة ومزدهرة وأكثر تكاملا، لا يخدم المصالح الأساسية لكافة شعوب أوروبا فحسب، بل يصب أيضا في دفع تعدد الأقطاب ، والعولمة الاقتصادية وتنوع الحضارات بالعالم.

الصور

010020070790000000000000011101421363911491