مقالة خاصة: العلاقات الصينية-الروسية تدخل مرحلة جديدة

13:58:00 02-07-2017 | Arabic. News. Cn

موسكو 2 يوليو 2017 (شينخوا) يجري الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة دولة إلى روسيا بدءا من الاثنين إلى الثلاثاء بدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء هو الثالث بين الزعيمين منذ بداية العام الجاري.

وبوصفها " حدث العام" بالنسبة للبلدين، ستكرس زيارة شي المرتقبة واجتماعه مع بوتين إلى مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالعلاقة إضافة إلى المشكلات الإقليمية والدولية الراهنة.

ونظرا لأهدافهما الاقتصادية المتوازنة والثقة المتبادلة العالية التي لم يسبق لها مثيل، فمن المتوقع أن تخرج الجارتان بسبل لتعزيز العلاقات الثنائية والمساهمة في تحقيق الرخاء والاستقرار العالميين

--ارتفاع التجارة الثنائية وسط أداء أفضل للاقتصادين

ويصادف هذا العام الذكرى الـ16 لتوقيع معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون بين الصين وروسيا. وقد شهد العام الماضي توسعا في العلاقات الثنائية ولاسيما الشراكة الاستراتيجية التي استمرت على مستويات عالية منذ تولي شي منصبه قبل أربع سنوات.

وقال السفير الصيني لدى روسيا لي هوي إنه " بالإضافة إلى التبادلات رفيعة المستوى المتكررة على نحو متزايد، يتقدم التعاون العملي بيت البلدين باطراد، كما تزدهر التبادلات الشعبية والحكومية وغير الحكومية في شتى المجالات".

ويشكل التعاون التجاري والاقتصادي مظهرا هاما لشراكة التنسيق الاستراتيجي الشاملة بين الصين وروسيا. ومع وجود اقتصادين مكملين لبعضهما البعض على درجة عالية ويتحسنان، يتمتع البلدان بامكانيات كبيرة للتعاون.

ويتعافى الاقتصادي الروسي تدريجيا منذ النصف الأول من عام 2016 بعد عامين من التراجع بسبب ضعف أسعار النفط والعقوبات الغربية على خلفية أزمة أوكرانيا.

ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، فإن الديناميات الاقتصادية في روسيا العام الماضي كانت أفضل مما كان متوقعا، ما أظهر العديد من المؤشرات الإيجابية بما في ذلك تراجع الانحدار الاقتصادي وتحسن الاقتصاد الحقيقي. وفي هذا العام، توقع المسؤولون الروس أن ينمو إجمالي الناتج المحلي في البلاد بنسبة 1.5 الى 2 بالمئة.

وقالت محافظ البنك المركزي الروسي ايلفيرا نابيولينا خلال كلمة ألقتها مؤخرا في مجلس الدوما (مجلس النواب الروسي) إن " الاقتصاد الروسي تحول الى النمو حيث ازداد الانتاج والاستثمار لعدة أرباع وتراجع التضخم بشكل مطرد".

في الوقت نفسه، تحقق الصين تقدما جيدا على الجبهة الاقتصادية. وعلى الرغم من أن النمو أبطأ، إلا أن القدرة على الصمود الاقتصادي يزداد قوة بفضل التحول الاقتصادي الجاري في البلاد. ويتوقع أن ينمو إجمالي الناتج المحلي للبلاد بحوالي 6.8 بالمئة في عام 2017.

وبفضل الأداء الأفضل للاقتصادين، تحسنت التجارة الثنائية بين الصين وروسيا بشكل ملحوظ منذ عام 2016 مع بقاء الصين كأكبر شريك تجاري لروسيا، بالرغم من الانتعاش البطيئ للاقتصاد العالمي وتراجع التجارة والاستثمار العالميين.

وتبدو المؤشرات منذ بداية العام أكثر تشجيعا. وكنتيجة للأشهر الأربعة الأولي من العام الجاري، ارتفعت قيمة التجارة بين البلدين بنسبة 37 بالمئة بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي لتتجاوز 24.5 مليار دولار أمريكي. وقال وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم أوريشكين " بالنظر إلى ديناميات التنمية التجارية، فإن هدف المستقبل القريب البالغ 80 مليار دولار من وجهة نظري معقد بالتأكيد، ولكنه واقعي".

--شراكة استراتيجية قيد الترقية

وسيكون توسيع التعاون محور المناقشات خلال الاجتماع بين شي وبوتين. ومن المتوقع على نطاق واسع من خلال الجهود المنسقة للجانبين أن يتعزز التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي من حيث القيمة والجودة.

وقد اتسع نطاق مجالات التعاون في السنوات الأخيرة. وبالإضافة إلى قطاع الطاقة، بدأت مشاريع مشتركة كبرى في مجالات أخرى في الظهور بما في ذلك المالية والسكك الحديدية فائقة السرعة وبناء البنية التحتية والفضاء والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والابتكار والكهرباء العابرة للحدود.

وأضاف أوريشكين " إنني مقتنع بأن زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ إلى روسيا في يوليو سوف تعطي دفعة إضافية للتعاون في مختلف المجالات وستتيح لنا الاقتراب من تحقيق هدف الوصول بحجم التجارة الثنائية إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2020".

ووفقا لمساعد ووزير الخارجية الصيني لي هوي لاي سيصدر الزعيمان بعد محادثتهما بيانا مشتركا يلخص معاهدة حسن الجوار والصداقة التعاون للفترة من 2017 إلى 2020.

في الوقت نفسه، ستوقع إدارات حكومية من البلدين على عدد من الوثائق المتعلقة بالتجارة والاستثمار والطاقة والربط والإعلام والتعليم وقطاعات أخرى.

كما أن التعاون في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية يزدهر أيضا. وقد توصل البلدان الى اتفاقيات مختلفة لتطوير المنطقة القطبية بشكل مشترك وتم تحديد 5 مجالات لهذا الغرض، تشمل استخدام الطريق البحري الشمالي وتطوير البنية التحتية للنقل والتعدين والسياحة والبحث العلمي.

وتم تحديد 15 مجالا كأولوية في الشرق الأقصى الروسي. ووفقا للوزير المسؤول عن هذه المنطقة إلكسندر غالوشكا، فإن المشاريع في المنطقة من المتوقع أن تجذب 60 مليار دولار إذا استشكفت روسيا والصين امكانيات التعاون بشكل شامل.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك فرص واسعة من وراء دمج مبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين والاتحاد الاقتصادي الآوراسي الذي تقوده روسيا وسيكون ذلك على جدول أعمال المحادثات المقبلة بين الزعيمين أيضا.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الشهر الماضي إن العمل يتقدم باطراد لتحقيق التلاحم بين المبادرتين.

وفي وقت سابق، أعرب بوتين أيضا عن ثقته بآفاق ربط الخطتين التنمويتين قائلا إن هذا الشئ من شأنه أن يبدأ مرحلة جديدة من التعاون في آوراسيا وما وراءها.

وقال " سوف نعمل معا دون شك وهذا العمل سيكون فعالا ومفيدا للشعبين الصيني والروسي وكذلك للاقتصاد العالمي".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

مقالة خاصة: العلاقات الصينية-الروسية تدخل مرحلة جديدة

新华社 | 2017-07-02 13:58:00

موسكو 2 يوليو 2017 (شينخوا) يجري الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة دولة إلى روسيا بدءا من الاثنين إلى الثلاثاء بدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء هو الثالث بين الزعيمين منذ بداية العام الجاري.

وبوصفها " حدث العام" بالنسبة للبلدين، ستكرس زيارة شي المرتقبة واجتماعه مع بوتين إلى مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالعلاقة إضافة إلى المشكلات الإقليمية والدولية الراهنة.

ونظرا لأهدافهما الاقتصادية المتوازنة والثقة المتبادلة العالية التي لم يسبق لها مثيل، فمن المتوقع أن تخرج الجارتان بسبل لتعزيز العلاقات الثنائية والمساهمة في تحقيق الرخاء والاستقرار العالميين

--ارتفاع التجارة الثنائية وسط أداء أفضل للاقتصادين

ويصادف هذا العام الذكرى الـ16 لتوقيع معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون بين الصين وروسيا. وقد شهد العام الماضي توسعا في العلاقات الثنائية ولاسيما الشراكة الاستراتيجية التي استمرت على مستويات عالية منذ تولي شي منصبه قبل أربع سنوات.

وقال السفير الصيني لدى روسيا لي هوي إنه " بالإضافة إلى التبادلات رفيعة المستوى المتكررة على نحو متزايد، يتقدم التعاون العملي بيت البلدين باطراد، كما تزدهر التبادلات الشعبية والحكومية وغير الحكومية في شتى المجالات".

ويشكل التعاون التجاري والاقتصادي مظهرا هاما لشراكة التنسيق الاستراتيجي الشاملة بين الصين وروسيا. ومع وجود اقتصادين مكملين لبعضهما البعض على درجة عالية ويتحسنان، يتمتع البلدان بامكانيات كبيرة للتعاون.

ويتعافى الاقتصادي الروسي تدريجيا منذ النصف الأول من عام 2016 بعد عامين من التراجع بسبب ضعف أسعار النفط والعقوبات الغربية على خلفية أزمة أوكرانيا.

ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، فإن الديناميات الاقتصادية في روسيا العام الماضي كانت أفضل مما كان متوقعا، ما أظهر العديد من المؤشرات الإيجابية بما في ذلك تراجع الانحدار الاقتصادي وتحسن الاقتصاد الحقيقي. وفي هذا العام، توقع المسؤولون الروس أن ينمو إجمالي الناتج المحلي في البلاد بنسبة 1.5 الى 2 بالمئة.

وقالت محافظ البنك المركزي الروسي ايلفيرا نابيولينا خلال كلمة ألقتها مؤخرا في مجلس الدوما (مجلس النواب الروسي) إن " الاقتصاد الروسي تحول الى النمو حيث ازداد الانتاج والاستثمار لعدة أرباع وتراجع التضخم بشكل مطرد".

في الوقت نفسه، تحقق الصين تقدما جيدا على الجبهة الاقتصادية. وعلى الرغم من أن النمو أبطأ، إلا أن القدرة على الصمود الاقتصادي يزداد قوة بفضل التحول الاقتصادي الجاري في البلاد. ويتوقع أن ينمو إجمالي الناتج المحلي للبلاد بحوالي 6.8 بالمئة في عام 2017.

وبفضل الأداء الأفضل للاقتصادين، تحسنت التجارة الثنائية بين الصين وروسيا بشكل ملحوظ منذ عام 2016 مع بقاء الصين كأكبر شريك تجاري لروسيا، بالرغم من الانتعاش البطيئ للاقتصاد العالمي وتراجع التجارة والاستثمار العالميين.

وتبدو المؤشرات منذ بداية العام أكثر تشجيعا. وكنتيجة للأشهر الأربعة الأولي من العام الجاري، ارتفعت قيمة التجارة بين البلدين بنسبة 37 بالمئة بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي لتتجاوز 24.5 مليار دولار أمريكي. وقال وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم أوريشكين " بالنظر إلى ديناميات التنمية التجارية، فإن هدف المستقبل القريب البالغ 80 مليار دولار من وجهة نظري معقد بالتأكيد، ولكنه واقعي".

--شراكة استراتيجية قيد الترقية

وسيكون توسيع التعاون محور المناقشات خلال الاجتماع بين شي وبوتين. ومن المتوقع على نطاق واسع من خلال الجهود المنسقة للجانبين أن يتعزز التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي من حيث القيمة والجودة.

وقد اتسع نطاق مجالات التعاون في السنوات الأخيرة. وبالإضافة إلى قطاع الطاقة، بدأت مشاريع مشتركة كبرى في مجالات أخرى في الظهور بما في ذلك المالية والسكك الحديدية فائقة السرعة وبناء البنية التحتية والفضاء والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والابتكار والكهرباء العابرة للحدود.

وأضاف أوريشكين " إنني مقتنع بأن زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ إلى روسيا في يوليو سوف تعطي دفعة إضافية للتعاون في مختلف المجالات وستتيح لنا الاقتراب من تحقيق هدف الوصول بحجم التجارة الثنائية إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2020".

ووفقا لمساعد ووزير الخارجية الصيني لي هوي لاي سيصدر الزعيمان بعد محادثتهما بيانا مشتركا يلخص معاهدة حسن الجوار والصداقة التعاون للفترة من 2017 إلى 2020.

في الوقت نفسه، ستوقع إدارات حكومية من البلدين على عدد من الوثائق المتعلقة بالتجارة والاستثمار والطاقة والربط والإعلام والتعليم وقطاعات أخرى.

كما أن التعاون في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية يزدهر أيضا. وقد توصل البلدان الى اتفاقيات مختلفة لتطوير المنطقة القطبية بشكل مشترك وتم تحديد 5 مجالات لهذا الغرض، تشمل استخدام الطريق البحري الشمالي وتطوير البنية التحتية للنقل والتعدين والسياحة والبحث العلمي.

وتم تحديد 15 مجالا كأولوية في الشرق الأقصى الروسي. ووفقا للوزير المسؤول عن هذه المنطقة إلكسندر غالوشكا، فإن المشاريع في المنطقة من المتوقع أن تجذب 60 مليار دولار إذا استشكفت روسيا والصين امكانيات التعاون بشكل شامل.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك فرص واسعة من وراء دمج مبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين والاتحاد الاقتصادي الآوراسي الذي تقوده روسيا وسيكون ذلك على جدول أعمال المحادثات المقبلة بين الزعيمين أيضا.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الشهر الماضي إن العمل يتقدم باطراد لتحقيق التلاحم بين المبادرتين.

وفي وقت سابق، أعرب بوتين أيضا عن ثقته بآفاق ربط الخطتين التنمويتين قائلا إن هذا الشئ من شأنه أن يبدأ مرحلة جديدة من التعاون في آوراسيا وما وراءها.

وقال " سوف نعمل معا دون شك وهذا العمل سيكون فعالا ومفيدا للشعبين الصيني والروسي وكذلك للاقتصاد العالمي".

الصور

010020070790000000000000011100001364109701