بكين 3 يوليو 2017 (شينخوا) توجه الرئيس الصيني شي جين بينج اليوم (الإثنين) إلى زيارة رسمية إلى روسيا في رحلة ينتظر منها تدعيم الشراكة بين البلدين الجارتين الكبيرتين.
ونظرًا للتحديات الكثيرة التي تحاصر العالم اليوم، والدور المهم الذي تلعبه الصين وروسيا في الشؤون الدولية، ينتظر أن تعزز الزيارة أيضًا الثقة في الاستقرار العالمي الاستراتيجي.
وفي موسكو، سوف يجتمع شي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين للمرة الثالثة هذا العام، ويعقدا محاداثات موسعة، ويشهدا توقيع سلسلة من اتفاقات التعاون الثنائي.
ومن المتوقع أن يعمق الرئيسان الثقة السياسية المتبادلة، ويشجعا الصفقات والتعاون المتبادل في كافة المجالات، ويضعا خريطة لمسار التنمية المستقبلية للتعاون الاستراتيجي المشترك الشامل بين الصين وروسيا.
ويمكن تفهم التعاون الثنائي الحيوي بسهولة. إذ تعتبر الصين أكبر شريك تجاري لروسيا، بينما تشكل الآلات الالكترونية والمنتجات الأخرى عالية التكنولويجيا المصنوعة في روسيا، قسمًا كبيرا من سوق الاستيراد الصيني.
وتظهر الإحصائيات أن التجارة المتبادلة تجاوزت 32 مليار دولار أمريكي في الخمسة شهور الأولى من عام 2017، بما يزيد بنسبة 26% عن الفترة نفسها في العام الماضي. كما تحقق تقدم أيضًا في مشروعات كبرى مثل تصنيع الطائرات الكبيرة طويلة المدى وخط السكك الحديدية السريع موسكو- كازان.
وبالإضافة إلى ذلك، يوفر التأييد الكبير المتزايد لمبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، نقطة انطلاق ممتازة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الصين وروسيا وعبرالمنطقة.
وإلى جانب تنشيط التنمية في كل من الدولتين وعلى المستوى الإقليمي، يقدم الطرفان مثالًا للعالم حول العلاقات بين الدول الكبرى. إذ تحترم كل منهما المصالح الأساسية للأخرى، وتسعى إلى تعاون يستفيد منه الطرفان، وتلزم نفسها بحماية سلام واستقرار العالم.
وكما أشار الرئيسان، أصبح الاتصال والتنسيق الحيوي بين البلدين، وأيضًا التأييد المتبادل في القضايا الدولية الأساسية، من العوامل المهمة لاستقرار العالم.
وتعتبر العلاقة بين البلدين مهمة بشكل خاص إذ يتعرض الاستقرار الاستراتيجي العالمي لمجموعة كبيرة من التحديات الشرسة، بما فيه ارتفاع الحمائية، والانتعاش الاقتصادي العالمي الضعيف، ونظام الحكم العالمي العتيق، والتهديدات الإرهابية المتفاقمة.
وتعد أيضًا الجولة الأخيرة من الدبلوماسية رفيعة المستوى بين الصين وروسيا انعكاسًا للشعور بالمسؤولية من جانب دولتين لهما وزن دولي كبير.
ويجب أن تكون مساهمتهما في تثبيت الاستقرار العالمي معلومة، وقدوة للآخرين على الصعيد العالمي.