موسكو 3 يوليو 2017 ( شينخوا) وصل الرئيس الصينى شى جين بينغ إلى هنا اليوم (الإثنين) مستهلا زيارة الدولة الثانية التى يقوم بها إلى روسيا منذ تقلده منصبه فى عام 2013 .
وفى بيان مكتوب صدر عند وصوله، أشار شى إلى أن شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا فى أفضل أوقاتها فى التاريخ.
وقال الرئيس الصينى ان البلدين وكل منهما مؤيد قوى للمصالح الجوهرية للجانب الآخر يشتركان فى إرساء التقارب بين مبادرة الحزام والطريق التى اقترحتها الصين والاتحاد الاقتصادى الأوراسى الذى تقوده روسيا.
وأضاف شى ان بكين وموسكو اللتين تواجهان وضعا عالميا معقدا قد قاما بدورهما المطلوب فى تعزيز التعاون المربح للجانبين فى العلاقات الدولية وكفالة السلام والأمن على الصعيدين الإقليمى والدولى.
واستطرد شى قائلا "ان هذه هى رحلتى السادسة الى روسيا منذ توليت المنصب "واضاف أنه يتطلع إلى تبادل معمق للآراء مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين بشأن التعاون الثنائى والقضايا الدولية والإقليمية التى تهم البلدين .
وأشار إلى "أن المرء بحاجة إلى شركاء جيدين يمضى معهم وإلى جيران طيبين يعيش معهم".
وسوف يعقد شى محادثات مع كبار القادة الروس خلال إقامته سعيا لتعميق الثقة السياسية ورسم معالم التعاون الثنائى فى المستقبل، وفقا لما صرح مساعد وزير الخارجية الصينية لى هوى لاى فى مؤتمر صحفى فى وقت سابق.
وصرح شى لوسائل الإعلام الروسية قبل الزيارة بأن الصين وروسيا تمثل كل منهما الشريك الاستراتيجى الأكثر موثوقية للطرف الآخر، وأضاف أن خط الحدود البالغ طوله 4300 كم بين البلدين أصبح رابطة للصداقة بين الشعبين.
وقد التقى شي وبوتين، اللذان يباهيان بعلاقة العمل الوطيدة والصداقة الشخصية الحميمة، 22 مرة في 5 سنوات متتابعة. وفى إيماءة واضحة لدعم المبادرة التى اقترحها شى ، سافر بوتين الى بكين فى شهر مايو لحضور منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى .
وقال تشن يو رونغ الباحث الكبير فى الدراسات الأوراسية فى المعهد الصينى للدراسات الدولية ان الصلات الأقوى من أى وقت بينهما أصبحت "قاطرة"للعلاقات بين الصين وروسيا وظلت تدعم شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة الثنائية .
وأشار تشن إلى أنه" بالمعنى الحرفى فإنه يمكنهما الحديث عن أى شىء وهو مايعد انعكاسا للثقة المتبادلة اللافتة للنظر بين البلدين".
وخلال زيارة شي، سوف يوقع الجانبان أيضا مجموعة كبيرة من وثائق التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والارتباطية والاعلام والتعليم ، وسوف يوافقان على الخطوط الإرشادية لتعزيز تنفيذ معاهدة حسن الجوار والتعاون الودي بين الصين وروسيا في 2017-2020 .
وفى العام الماضى تمكن الجانبان من عكس اتجاه الانخفاض فى التجارة الثنائية وحققا نموا بنسبة 2.2 % ليصل حجم التجارة إلى 69.5 مليار دولار أمريكى .وفى الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالى، زاد حجم التجارة بنسبة 26 % ليصل إلى 32.4 مليار دولار أمريكى.
وقد ظلت الصين أكبر شريك تجارى لروسيا لعدة أعوام كما أصبحت روسيا أكبر مُصدر للآلات المتطورة بالنسبة للصين.
وبحسب ماكسيم أوريشكين، وزير التنمية الاقتصادية الروسي، فإن تعزيز المشروعات المشتركة الكبيرة هو أفضل السبل لزيادة التجارة الثنائية.
وقال أوريشكين " تتوافر الظروف الملائمة للتعاون في إنشاء ممرات النقل -بالسكك الحديدية والطرق السريعة والموانيء - عبر أرض روسيا، لربط أسواق الصين وأوروبا. وأنا على قناعة بأن زيارة شي المقبلة سوف تجعلنا نقترب من تحقيق هدف وصول حجم التجارة إلى 200 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2020".
وتقوم الصين وروسيا في الوقت الراهن، على نحو مشترك، بتنمية اقليم القطب الشمالى ويعملان على بناء طائرة كبيرة الحجم وتطير لمسافات طويلة.
وقال تشن " بالنظر إلى المجال الواسع للتعاون الاقتصادي بين الصين وروسيا، فلا توجد هناك مشكلة إذا حدث خطأ ما في إطار عملية التعاون".
وتابع " وما دام أن الاتجاه العام اتجاه صحيح، نستطيع جعل الخطوات أكثر بطئاً، ولكن أكثر اطرادا . ونستطيع أن نقول إن ثقة الجانبين في بعضهما البعض لم تكن لتصل إلى هذه الدرجة العالية دون حكمة وبصيرة كل من شي وبوتين"
وقال السفير الصينى لدى روسيا لى هوى إن الصداقة المزدهرة والدائمة بين بكين وموسكو تسهم أيضا فى السلام والرخاء على الصعيدين الإقليمى والعالمى .
وأضاف أن التنسيق بين الصين وروسيا أدى دورا هاما فى دفع التسوية السلمية للقضية النووية لشبه الجزيرة الكورية والقضية السورية .
ومن موسكو سوف يتوجه شى إلى ألمانيا حيث يقوم بزيارة دولة إلى تلك الدولة الأوروبية وسيحضر القمة المقبلة لمجموعة الاقتصادات العشرين الكبرى.