تعليق: تبديد الشكوك التي تكتنف التجارة العالمية مهمة كبيرة لكن صعبة لمجموعة العشرين

11:58:12 06-07-2017 | Arabic. News. Cn

بكين 6 يوليو 2017 (شينخوا) بينما يعقد قادة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى قمتهم السنوية في مدينة هامبورغ شمالي ألمانيا، فإنهم بحاجة إلى إنجاز مهمة كبيرة لكن صعبة تتلخص في تبديد الشكوك التي تخيم على مستقبل إحياء التجارة الحرة العالمية.

وبعد عقد تقريبا من النمو الضعيف منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، بدأت المعاملات التجارية العالمية ترى إلى حد ما أملا طفيفا في الانتعاش.

وتوقعت منظمة التجارة العالمية أن تنمو التجارة العالمية هذا العام بنسبة 2.4 بالمئة مقارنة بـ 1.3 بالمئة في العام الماضي-- أبطأ وتيرة منذ إندلاع الأزمة.

وتأتي نسبة كبيرة من التفاؤل الحذر للمنظمة من انتعاش الاقتصاد العالمي.

وتنبأ صندوق النقد الدولي بأن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.5 بالمئة في عام 2017. وهذا يعني أن جميع اقتصادات مجموعة العشرين، بما في ذلك روسيا والبرازيل، الدولتان اللتان شهدتا نموا سلبيا في إجمالي الناتج المحلي في العامين الماضيين على التوالي-- ستشهد تنمية اقتصادية حقيقية هذا العام.

لكن بالتأكيد لم يحن الوقت بعد للتخلي عن اليقظة، حيث أن أوجه عدم اليقين بشأن التنمية الاقتصادية في جميع أنحاء العالم وصناعة السياسات لا تزال ترفرف، ما يجعل من السابق لأوانه إعلان بدء عملية انتعاش كاملة ومستدامة.

ففي الولايات المتحدة، تلاعب الرئيس دونالد ترامب بين الفينة والأخرى بالخطوات الحمائية التجارية منذ توليه منصبه.

واقترح شعار " أمريكا أولا" وأعتبر سلسلة من الاتفاقيات التجارية " صفقات فظيعة" للصناعات التحويلية الأمريكية، وتعهد مرارا بإعادة التفاوض بشأن العديد من المعاهدات.

وأخيرا، استهدف الزعيم المقيم في البيت الأبيض الصلب الأجنبي، قائلا إنه " يقتل" عمال الصلب الأمريكيين. وقد رفع ذلك التوقعات بأن يفرض البيت الأبيض رسوما عقابية على الشركات الأجنبية ويثير مشاحنات بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين بما في ذلك حلفائها التقليديين في أوروبا.

وفي أوروبا، تشكل المحادثات الجارية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مصدرا كبيرا آخر للقلق على التجارة العالمية.

وتعرف رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بموقفها الثابت من الخروج الخشن. غير أن فوزها الضعيف في انتخابات يونيو المبكرة أضعف موقفها في المحادثات مع الاتحاد الأوروبي وجعل مستقبل المفاوضات غير قابل للتنبؤ تماما.

لكن، بغض النظر عن النتيجة-- خروج خشن أو سلس أو حتى بدون اتفاق على الإطلاق-- فإن الجانبين بحاجة إلى بذل قصارى جهدهما لتهدئة المياه قدر الإمكان حتى لا تهب الأمواج على سفينة التجارة الدولية بعنف.

ويختلف القليل على أن التجارة الدولية والنزيهة التي تعمل على مسار القواعد المعترف بها تفيد الجميع. وهكذا ساعدت التجارة العالمية خلال العقود القليلة الماضية على تعزيز التنمية الاقتصادية عالميا من خلال تعزيز تبادل الأفراد والسلع والخدمات في جميع أنحاء العالم وتحسين مستويات المعيشة بتكلفة منخفضة نسبيا.

وبسبب التجارة الدولية والعولمة، يشهد مستوى التكامل بين الدول والمناطق المختلفة ارتفاعا غير مسبوق في هذه الآونة، ولا يزال في صعود. فالعصر القديم الذي تعني فيه خسارتي مكسبك قد وصل إلى نهايته بالفعل.

وفي قمة مجموعة العشرين القادمة، يحتاج قادة العالم إلى إعلان محدد يرفض الحمائية ويدعم روح الانفتاح ويؤكد على التفاوض لحل النزاعات بدلا من التهديد بعقوبات انتقامية.

وفي النهاية، فإن تعزيز التجارة الحرة العالمية هو مستقبل محتوم أكثر من مجرد خيار من بين خيارات عدة في هذا العالم المترابط. والطريق الوحيد لضمان أفضل المصالح للجميع هو توسيع التجارة العالمية وتعزيز حريتها ونزاهتها.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تعليق: تبديد الشكوك التي تكتنف التجارة العالمية مهمة كبيرة لكن صعبة لمجموعة العشرين

新华社 | 2017-07-06 11:58:12

بكين 6 يوليو 2017 (شينخوا) بينما يعقد قادة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى قمتهم السنوية في مدينة هامبورغ شمالي ألمانيا، فإنهم بحاجة إلى إنجاز مهمة كبيرة لكن صعبة تتلخص في تبديد الشكوك التي تخيم على مستقبل إحياء التجارة الحرة العالمية.

وبعد عقد تقريبا من النمو الضعيف منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، بدأت المعاملات التجارية العالمية ترى إلى حد ما أملا طفيفا في الانتعاش.

وتوقعت منظمة التجارة العالمية أن تنمو التجارة العالمية هذا العام بنسبة 2.4 بالمئة مقارنة بـ 1.3 بالمئة في العام الماضي-- أبطأ وتيرة منذ إندلاع الأزمة.

وتأتي نسبة كبيرة من التفاؤل الحذر للمنظمة من انتعاش الاقتصاد العالمي.

وتنبأ صندوق النقد الدولي بأن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.5 بالمئة في عام 2017. وهذا يعني أن جميع اقتصادات مجموعة العشرين، بما في ذلك روسيا والبرازيل، الدولتان اللتان شهدتا نموا سلبيا في إجمالي الناتج المحلي في العامين الماضيين على التوالي-- ستشهد تنمية اقتصادية حقيقية هذا العام.

لكن بالتأكيد لم يحن الوقت بعد للتخلي عن اليقظة، حيث أن أوجه عدم اليقين بشأن التنمية الاقتصادية في جميع أنحاء العالم وصناعة السياسات لا تزال ترفرف، ما يجعل من السابق لأوانه إعلان بدء عملية انتعاش كاملة ومستدامة.

ففي الولايات المتحدة، تلاعب الرئيس دونالد ترامب بين الفينة والأخرى بالخطوات الحمائية التجارية منذ توليه منصبه.

واقترح شعار " أمريكا أولا" وأعتبر سلسلة من الاتفاقيات التجارية " صفقات فظيعة" للصناعات التحويلية الأمريكية، وتعهد مرارا بإعادة التفاوض بشأن العديد من المعاهدات.

وأخيرا، استهدف الزعيم المقيم في البيت الأبيض الصلب الأجنبي، قائلا إنه " يقتل" عمال الصلب الأمريكيين. وقد رفع ذلك التوقعات بأن يفرض البيت الأبيض رسوما عقابية على الشركات الأجنبية ويثير مشاحنات بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين بما في ذلك حلفائها التقليديين في أوروبا.

وفي أوروبا، تشكل المحادثات الجارية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مصدرا كبيرا آخر للقلق على التجارة العالمية.

وتعرف رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بموقفها الثابت من الخروج الخشن. غير أن فوزها الضعيف في انتخابات يونيو المبكرة أضعف موقفها في المحادثات مع الاتحاد الأوروبي وجعل مستقبل المفاوضات غير قابل للتنبؤ تماما.

لكن، بغض النظر عن النتيجة-- خروج خشن أو سلس أو حتى بدون اتفاق على الإطلاق-- فإن الجانبين بحاجة إلى بذل قصارى جهدهما لتهدئة المياه قدر الإمكان حتى لا تهب الأمواج على سفينة التجارة الدولية بعنف.

ويختلف القليل على أن التجارة الدولية والنزيهة التي تعمل على مسار القواعد المعترف بها تفيد الجميع. وهكذا ساعدت التجارة العالمية خلال العقود القليلة الماضية على تعزيز التنمية الاقتصادية عالميا من خلال تعزيز تبادل الأفراد والسلع والخدمات في جميع أنحاء العالم وتحسين مستويات المعيشة بتكلفة منخفضة نسبيا.

وبسبب التجارة الدولية والعولمة، يشهد مستوى التكامل بين الدول والمناطق المختلفة ارتفاعا غير مسبوق في هذه الآونة، ولا يزال في صعود. فالعصر القديم الذي تعني فيه خسارتي مكسبك قد وصل إلى نهايته بالفعل.

وفي قمة مجموعة العشرين القادمة، يحتاج قادة العالم إلى إعلان محدد يرفض الحمائية ويدعم روح الانفتاح ويؤكد على التفاوض لحل النزاعات بدلا من التهديد بعقوبات انتقامية.

وفي النهاية، فإن تعزيز التجارة الحرة العالمية هو مستقبل محتوم أكثر من مجرد خيار من بين خيارات عدة في هذا العالم المترابط. والطريق الوحيد لضمان أفضل المصالح للجميع هو توسيع التجارة العالمية وتعزيز حريتها ونزاهتها.

الصور

010020070790000000000000011101421364221011