بكين 6 يوليو 2017 (شينخوا) التقى الرئيس الصينى شى جين بينغ اليوم (الخميس) مع نظيره الكورى الجنوبى مون جاى- إن على هامش قمة مجموعة العشرين الثانية عشرة المقبلة فى مدينة هامبورج الألمانية والتى تعد الاجتماع الشخصى الأول منذ تولى مون السلطة فى شهر مايو.
وحسب التوقعات فإن قضية نظام الدفاع الصاروخى (ثاد) ،التى تعتبر أكبر مشكلة تواجه العلاقات بين بكين وسول ،تصدرت جدول أعمال الاجتماع .
ويلحق تركيب نظام ثاد من جانب سول وواشنطن بحجة مواجهة التهديدات العسكرية المتزايدة من بيونجيانج ،ضررا خطيرا بمصالح الأمن الاستراتيجى لدول المنطقة بما فيها روسيا والصين.
ومن الواضح للجميع أن النظام قد أخفق فى الحد من الطموحات النووية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ،بل إنه شجع على عدم الثقة والشكوك وزيادة إحساس بيونجيانج بعدم الأمن فى الوقت الذى أضعف فيه الجهود العالمية لنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية .
وفى يوم الثلاثاء أجرت كوريا الديمقراطية تجربة إطلاق صاروخ باليستى عابر للقارات زعمت أنه قادر على حمل راس نووى كبير، مما زاد من إضعاف احتمالات الخروج من هذا المأزق .
وحثت الصين وروسيا جمهورية كوريا الديمقراطية على التمسك بدقة بقرارات مجلس الأمن الدولى . وقد أرسلا أيضا تحذيرا مفاده أن " أية جهة خارجية ينبغى ألا تزيد نشر قواتها ووجودها العسكرى فى شمال شرق آسيا تحت ذريعة معارضة خطط بيونجيانج النووية والصاروخية " .
وقال الرئيس شى ونظيره الروسى فلاديمير بوتين ان نشر صواريخ ثاد فى كوريا الجنوبية " يثير القلق بشأن التوازن الاستراتيجى فى المنطقة " .
وقال شى ايضا ان بكين وموسكو " سوف يتخذان اجراءات ضرورية ويقومان معا أو فرادى بحماية مصالحهما الأمنية الوطنية والتوازن الاستراتيجى الاقليمى " .
وكان مون الذى يؤيد كلا من العقوبات على بيونجيانج والتعاطى معها ، قد أكد أنه لن يتم السماح بنشوب حرب كورية ثانية .وفى حال اندلاع حرب فى شبه الجزيرة، فإن سول وشعب كوريا الجنوبية هما اللذان سيعانيان من ضربات مدمرة وسوف يصبح "ثاد" الهدف الرئيسى للهجمات من الشمال .
ويمثل القرار المفاجىء بنشر ثاد مشكلة صعبة تركتها الرئيسة المحافظة السابقة بارك جيون- هى .وتحتاج الحكومة الجديدة الى ان تسعى بطريقة ايجابية الى مخرج للتخلص من العبء وليس طلب تعليق خطوات معارضة ثاد التى اتخذتها الدول المعنية .
وقد نفى مون إلغاء نشر بطارية الصواريخ الأمريكية مع وقف نصب أربع منصات إطلاق أخرى وطلب تقييم الأثر البيئى قبل استكمال النشر . ولايزال أمام الحكومة وقت لتصحيح الاختيار غير الحكيم وإعادة الدفء للعلاقات الثنائية قبل فوات الأوان .
ولايزال إلغاء نصب نظام ثاد وبدء محادثات نزع الأسلحة النووية فى وقت مبكر، أفضل حل لتهدئة التوترات الشديدة فى المنطقة ووضع علاقات الصين وكوريا الجنوبية على المسار وإقامة سلام دائم فى منطقة شمال شرق آسيا .
وإن يكن ذلك قرارا صعبا ،فإنه سوف يخدم مصالح الجميع.