الدوحة 13 يوليو 2017 (شينخوا) غادر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون اليوم (الخميس) الدوحة متوجها إلى واشنطن، مختتما جولة إقليمية لم تسفر عن حل ملموس للأزمة الخليجية لكنها وفرت، بحسب محللين، أسسا يمكن البناء عليها لحل الأزمة، التي دخلت شهرها الثاني.

وأفادت قناة ((الجزيرة)) الفضائية القطرية بأن تيلرسون غادر الدوحة اليوم عائدا إلى واشنطن بعد أن أجرى مباحثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وشارك في لقاء ثلاثي أمريكي قطري كويتي.

وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد استقبل اليوم ريكس تيلرسون وزير الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية والوفد المرافق له، وجرى خلال المقابلة مناقشة الأزمة الخليجية والجهود المبذولة لحلها.

وحضر أمير قطر لقاء مشتركا ثانيا ضم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ونظيره الأمريكي ريكس تيلرسون ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة بدولة الكويت الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح، الذي تقوم بلاده بالوساطة في الأزمة.

وبحث الاجتماع، الذي جاء بعد لقاء مماثل عقده الأطراف أنفسهم قبل يومين، مستجدات الأزمة الخليجية والجهود المبذولة لحلها عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، بحسب المصدر نفسه دون ذكر مزيد من التفاصيل.

ولم يدل تيلرسون بأية تصريحات قبيل مغادرته الدوحة، لكن تقارير لوسائل إعلام قطرية أفادت بأنه من المحتمل أن يعود للمنطقة قريبا لمواصلة جهوده في حل الأزمة.

كما نقلت وكالة ((بلومبيرغ)) الأمريكية اليوم عن ثلاثة مسؤولين على علم بالمحادثات لم تسمهم قولهم إن جولة تيلرسون في الخليج قد أثمرت بعض الأفكار التي يمكن أن توفر أساسا لحل الأزمة الدبلوماسية.

وأضاف المسئولون الثلاثة أن المحادثات في المنطقة كانت إيجابية وقد تعقبها جولة أخرى من المفاوضات الأسبوع المقبل تشمل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والكتلة التي تقودها السعودية، والتي وافقت على دراسة أفكار تيلرسون.

وتعقيبا على ذلك قال المحلل السياسي القطري أحمد العرفج في سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) شاركها مع مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "تيلرسون بعد تحديده مخرج الأزمة غادر بتكتم لكي يرسخ مفهوم أن جهوده مبذولة في ظل الوساطة الكويتية وما هو إلا مساهم فيها".

وأضاف العرفج إنه من المتوقع صدور بيان توضيحي يشرح تفاصيل ما تم بتكتم أخيرا.

وتابع "التكتم المتبادل من دول الحصار وقطر توافق، وهذا مؤشر إيجابي مقارنة بفوضى التسريبات والتصريحات العشوائية بداية الأزمة، وأظنه بتوجيه أمريكي"، مشيرا إلى أن وعد "دول الحصار" بدراسة الحل الأمريكي المطروح يدل على منطقيته".

ومضى يقول إنه "من الواضح أن الأزمة اليوم انتهت جذريا، ولم يتبق سوى تحسين مظهرها بالتفاوض تدريجيا".

وتوقع أن تقوم الكويت حتما بجمع الجهود المبذولة والخروج ببيان توافقي يشمل ما تم الاتفاق عليه.

واتفق المحلل السياسي محمد سلام مع طرح العرفج، حيث قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "زيارة تيلرسون لا بد وأنها قد أرست أسسا للحل أو على أقل تقدير للتهدئة يمكن البناء عليها لحدوث انفراجة ما في الأزمة التي ما زالت تراوح مكانها منذ شهرين".

لكن سلام توقع أن ذلك سيأخذ وقتا ولن يكون في وقت قريب.

ورأى أن توقيع مذكرة تفاهم أمريكية - قطرية لمكافحة تمويل الإرهاب كان خطوة في الاتجاه الصحيح، متسقة مع مطالب الدول الأربع التي تقاطع الدوحة مع أنها اعتبرتها خطوة غير كافية، لكنها بداية جيدة لبناء الثقة.

وأكد أنه لا بد لجميع الأطراف من القيام بمراجعة شاملة وتفهم مشاغل الآخر وصولا للحوار الذي أصبح ضرورة حتمية لا خيارا في ظل ما تعانيه المنطقة من أزمات مشتعلة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي قد وصل في وقت سابق اليوم إلى الدوحة لإطلاع أمير قطر والمسؤولين في الدولة على نتائج اجتماعاته في جدة التي بحثت الأزمة الخليجية، وفق ما ذكرته وزارة الخارجية الأمريكية.

وجاءت زيارة تيلرسون للدوحة، وهي الثانية له خلال أيام، في إطار جولته الإقليمية بالمنطقة التي قادته هذا الأسبوع للكويت ثم قطر ثم السعودية ثم الكويت واختتمت اليوم في قطر سعيا لبحث جهود حل الأزمة الخليجية.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في 5 يونيو الماضي وفرضت عليها سلسلة من الإجراءات العقابية، بينها إغلاق الأجواء والمنافذ البرية والبحرية، متهمة إياها بدعم وتمويل الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

وقدمت الدول الأربع في 22 يونيو الماضي قائمة مطالب من 13 بندا، اعتبرتها الدوحة "غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ"، ما دفع هذه الدول الخميس الماضي إلى اعتبار القائمة "لاغية"، متوعدة قطر بإجراءات سياسية واقتصادية وقانونية جديدة.

اقرأ أيضا:

تقرير إخباري: مصر تؤكد أنه "لا رجوع" عن موقف الدول المقاطعة لقطر في ختام جولة تيلرسون