القاهرة 14 يوليو 2017 (شينخوا) قتلت سائحتان ألمانيتان وأصيبت أربع أخريات من جنسيات مختلفة، في حادث طعن اليوم (الجمعة)، في أحد المنتجعات بمدينة الغردقة، شرق مصر عقب ساعات من هجوم ارهابي في محافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة ، أسفر عن مقتل خمسة من رجال الشرطة.

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات، وهي هيئة حكومية، في بيان إنه "وقع اعتداء بسلاح أبيض على سائحين بأحد المنتجعات السياحية بمدينة الغردقة، أدى إلى سقوط ضحيتين ألمانيتين، وإصابة 4 آخرين كلهم من الأجانب".

وأفادت الهيئة أن القتيلتين من المقيمات في الغردقة حيث تعملان هناك.

وكان مصدر أمني قال في وقت سابق اليوم إن القتيلتين من أوكرانيا.

وقال المصدر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن شخصا يحمل سكينا قام باعتداء مفاجئ على شاطئ إحدى القرى السياحية بمدينة الغردقة فأصاب أربع سائحات أوكرانيات بجروح، توفيت اثنتان منهن فيما بعد متأثرتين بجروحهما.

وتابع أن الشخص نفسه قام بالسباحة إلى شاطئ فندق مجاور للقرية وأصاب سائحتين أرمينية وتشيكية، مشيرا إلى أن موظفي وأمن الفندق أمسكوا به.

وتم نقل المصابات للمستشفيات لتلقي العلاج، فيما يخضع منفذ الاعتداء للتحقيق، حسب المصدر.

في حين، تحدثت بوابة (الأهرام) الإلكترونية عن إصابة سائحة تشيكية وأرمينيتين في الحادث.

بينما أعلنت القنصلية الروسية أن من بين المصابين امرأة تحمل الجنسية الروسية.

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية في وقت سابق اليوم عن إصابة ست سائحات من جنسيات مختلفة بجروح في اعتداء نفذه شخص بسكين في أثناء تواجدهن على شاطئ أحد الفنادق بمدينة الغردقة.

وقالت الوزارة في بيان إن الأجهزة الأمنية "تمكنت من ضبط أحد الأشخاص لتعديه على عدد من السائحين باستخدام سلاح أبيض (سكين) في أثناء تواجدهم على شاطئ أحد الفنادق بمدينة الغردقة" على ساحل البحر الأحمر.

وأشارت إلى أن هذا الشخص "كان قد تسلل لشاطئ أحد الفنادق السياحية عبر السباحة من شاطئ عام مجاور، وتمكن من الوصول لمكان تنفيذ الجريمة".

وتجري السلطات المصرية تحقيقا مع الموقوف للوقوف على دوافعه وأبعاد الحادث وملابساته، حسب البيان.

وكشفت وسائل إعلام محلية، نقلا عن تحقيقات الأجهزة الأمنية، أن منفذ الاعتداء يدعي عبدالرحمن (28 عاما) من مركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، شمال القاهرة، وهو خريج كلية التجارة بجامعة الأزهر.

ويرجع آخر حادث طعن إلى يناير 2016، عندما أصيب ثلاثة سياح اوروبيين بجروح في هجوم بالسكين في احد المنتجعات بالغردقة.

وتعاني السياحة المصرية من ركود شديد، منذ ثورة 25 يناير في العام 2011، بسبب الوضع الأمني في البلاد، وزادت حدته بعد سقوط طائرة روسية عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ في 31 أكتوبر من العام 2015، ما أدى إلى مقتل 224 شخصا في اعتداء تبناه تنظيم الدولة الإسلامية.

وقبل ساعات من حادث الطعن اليوم، قتل خمسة من رجال الشرطة المصرية في هجوم شنه مسلحون مجهولون على حاجز أمني بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة.

ونقلت وكالة أنباء (الشرق الأوسط) الرسمية عن مصدر أمني قوله "إن مسلحين مجهولين أطلقوا النيران على أحد الأكمنة الأمنية بمركز البدرشين في الجيزة" جنوب غرب القاهرة.

وتابع أن الهجوم أسفر عن "مقتل أميني شرطة وثلاثة مجندين آخرين"، مشيرا إلى أنه تم نشر العديد من عناصر قوات الأمن لتعقب المهاجمين.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان ان الهجوم نفذه مسلحون ملثمون يستقلون دراجة بخارية في الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي وفروا هاربين.

وأدانت الحكومة في بيان الحادث الإرهابي، وأكدت على لسان رئيسها شريف اسماعيل "عزم الدولة التصدي بكل حزم وقوة للعناصر التكفيرية والإجرامية التي تستهدف أمن الوطن وسلامة المواطنين".

وفي بيانها التحليلي، أوضحت الهيئة العامة للاستعلامات، أن إحصائيات العمليات الإرهابية في مصر تشير إلى أن " عدد الهجمات الإرهابية على الدوريات الأمنية الثابتة أو المتحركة محدود بالقياس إلى الآلاف من هذه الدوريات التي تجوب أنحاء البلاد يوميا".

واضافت ان ذلك "يؤكد التراجع والضعف الملحوظين في القدرة البشرية والتسليحية للمجموعات الإرهابية، بفعل الضربات الأمنية المتلاحقة، وينفي ما يشاع ويعتقده البعض من تهديدها الجاد للأوضاع الأمنية في مصر".

وتابعت ان التوزيع الجغرافي للهجمات الإرهابية على الدوريات الأمنية يوضح أنها لا تشمل غالبية مناطق البلاد، بل تنحصر في شمال شرق سيناء، حيث المجموعات الإرهابية التابعة لداعش، وبعض المناطق بالقاهرة الكبرى، خاصة في أطراف محافظتي الجيزة والقليوبية، وهي معروفة تاريخيا بوجود نشاط تنظيمي لجماعة (الإخوان المسلمين) وحلفائها من الجماعات الإرهابية الأخرى.

ولفتت الى أن اعتداء الغردقة جرى في منتجع سياحي بوسط المدينة وملاصق لأحد الشواطئ العامة حيث أتى المعتدي سباحة، وهو ما يعكس أمرين، الأول هو عدم قدرة المعتدي على دخول المنتجع بصورة طبيعية نظرا للتأمين المشدد على كافة القرى والمنتجعات السياحية بمحافظة البحر الأحمر خصوصا ومصر عموما، والثاني أن الغالبية الساحقة من نحو 260 قرية ومنتجعا سياحيا بمحافظة البحر الأحمر تقع في مناطق شاطئية خاصة تتمتع بقدر كبير من الحماية الطبيعية والتأمين الشرطي.

وأضافت ان وقوع هذا الاعتداء بالسلاح الأبيض كسابقه الذي وقع في الغردقة عام 2016 يشير إلى أنها "وقائع فردية نادرة، لا يملك القائمون بها أي إمكانيات تسليحية أو تنظيمية لتنفيذ اعتداءات أكبر".

ولفتت إلى أن الاعتداءات الإرهابية على أهداف سياحية في مصر تراجعت بصورة كبيرة للغاية، حيث لم يتعرض السائحون في مصر سوى لهجمات محدودة بعضها بأسلحة بيضاء، أسفرت عن عدد محدود من الضحايا، مقارنة بما وقع خلال العامين الأخيرين في بلدان مختلفة، مثل فرنسا وبلجيكا وتركيا وألمانيا وبريطانيا.

وختمت ان التحليلات الجادة لهذه الاعتداءات الإرهابية في هذه الدول لم تستنتج أن هناك تهديدا للسياحة فيها، كما يسعى البعض للترويج لهذا فيما يخص مصر.