مقالة خاصة: صديقان من غزة يتقاسمان حذاء بعد فقدان كل منهما لإحدى ساقيه خلال الحروب

20:57:12 19-07-2017 | Arabic. News. Cn

غزة 19 يوليو 2017 (شينخوا) تقاسم الصديقان عدلي عبيد ومنصور القرم من مدينة غزة الكثير من العادات والصفات منذ سنوات صغرهما، لكن قدر حياتهما ذهب بهما حد تقاسم الحذاء نفسه.

حدث ذلك بسبب تعرض عدلي ومنصور وكلاهما في منتصف العشرينات من عمره، لإصابة حرجة ببتر شبه كامل لإحدى ساقيهما في حادثتين منفصلتين نتجت كلتيهما عن قصف إسرائيلي.

إذ فقد عدلي ساقه اليمنى بداية العام 2011 في قصف إسرائيلي على مدينة غزة، ثم بعد ذلك بخمسة أشهر فقط أصيب صديقه منصور في قصف مماثل قرب منزله في حي الشجاعية شرق غزة.

ويروي عدلي لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن صديقه منصور كان أول من كان إلى جانبه في محنته عند تعرضه لإصابته فمكث معه لفترة طويلة يؤازره ويشد من همته ليتجاوز آلامه.

ثم ما لبت أن تكررت الحادثة لمنصور بتعرضه لاستهداف مباشر في غارة إسرائيلية، فمكث لأيام في حالة خطرة نجا منها بعد بتر في ساقه اليسرى وآثار أخرى على جسده.

يقول منصور لـ ((شينخوا))، إن صديقه عدلي قابله في محنته بنفس مشاعر المؤازرة وأكثر، فكان يهون عليه ويردد عليه ساخرا "نحن الآن بنفس الحال بكل شيء".

وعلى ذلك تحول الجرح المشترك لكل من عدلي ومنصور إلى تمتين لصداقة تخفف من وطأة الوضع المستجد على كليهما ليتقاسما معا محنة الحياة الجديدة.

يقول عدلي "كنا أنا ومنصور صديقان منذ صغرنا ومرحلة المدرسة الابتدائية بحكم أننا جيران، لكن الإصابة والجرح المشترك عزز علاقتنا وحولنا إلى روح واحدة في جسدين".

ويضيف "بدأنا حياة جديدة بعد إصابتينا عنوانها الأمل والتفاؤل وتجاوز الصعاب، فنحن لا نلقي هما لما حدث معنا بل نعيش يومنا بكل تفاصيله من دون الوقوف عند حالتينا".

يتدخل منصور بالحديث ، مشيرا إلى أنهما يفعلان كل شيء تقريبا مع بعضهما بما في ذلك مواقف ليس من السهل تصورها على جريحين في مثل حالتيهما.

من ذلك أن الصديقين يركبان معا دراجة نارية ويتجولان بها يوميا تقريبا في شوارع قطاع غزة، فيتولى عدلي مقود الدراجة والفرامل، فيما تناط بمنصور مهمة تغيير السرعات وفق إيعاز صديقه.

كما أن عدلي ومنصور اعتادا أن يشتريا معا كل احتياجاتهما بما في ذلك الملابس والأحذية.

وبالنسبة لهما يبدو الأمر طريفا حين يفاجئان بائعي الأحذية أنهما الاثنين بحاجة لحذاء واحد يكفيهما.

يقول عدلي ضاحكا "كلانا لا يحتاج لزوج من الأحذية لأنه بحسب طبيعة إصابتينا نكمل بعضنا، وبالتالي كل منا يدفع ثمن نصف حذاء فقط وهذا أسهل".

وعلى الرغم من هول الفاجعة التي ألمت بكل من عدلي ومنصور فإنها لم تمنعهما من مواصلة السير قدما نحو حياة طبيعة لشابين في عمرهما ولم تغب عنهما روح الدعابة.

يروى منصور موقفا عندما صدمتهما سيارة عندها خرج السائق للاطمئنان عليهما لكنه أصيب بالذهول والدهشة ظنا منه أنه السبب في بتر قدميهما لينفجرا هما في نوبة ضحك رغم سقوطهما على الأرض.

وغالبا حين يسير الصديقان في الشوارع يلفتان نظر العامة من الناس خاصة وأنهما يبتسمان طوال الوقت ويمتلكان روحا مرحة يعبران عنهما بتعليقاتهما الساخرة وحركاتهما المتبادلة.

كما أن لكل من عدلي ومنصور نشاط في الدعم النفسي للجرحى من أمثالهم في قطاع غزة الذي تسجل إحصائيات رسمية فيه وجود ما يزيد عن 25 ألف جريح خلال الأعوام العشرة الأخيرة.

وشنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014.

ويتفق عدلي ومنصور على أن قبول القدر بخيره وشره وحده من يكون المعين على الحياة وجلب السعادة رغم كل المصاعب.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

مقالة خاصة: صديقان من غزة يتقاسمان حذاء بعد فقدان كل منهما لإحدى ساقيه خلال الحروب

新华社 | 2017-07-19 20:57:12

غزة 19 يوليو 2017 (شينخوا) تقاسم الصديقان عدلي عبيد ومنصور القرم من مدينة غزة الكثير من العادات والصفات منذ سنوات صغرهما، لكن قدر حياتهما ذهب بهما حد تقاسم الحذاء نفسه.

حدث ذلك بسبب تعرض عدلي ومنصور وكلاهما في منتصف العشرينات من عمره، لإصابة حرجة ببتر شبه كامل لإحدى ساقيهما في حادثتين منفصلتين نتجت كلتيهما عن قصف إسرائيلي.

إذ فقد عدلي ساقه اليمنى بداية العام 2011 في قصف إسرائيلي على مدينة غزة، ثم بعد ذلك بخمسة أشهر فقط أصيب صديقه منصور في قصف مماثل قرب منزله في حي الشجاعية شرق غزة.

ويروي عدلي لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن صديقه منصور كان أول من كان إلى جانبه في محنته عند تعرضه لإصابته فمكث معه لفترة طويلة يؤازره ويشد من همته ليتجاوز آلامه.

ثم ما لبت أن تكررت الحادثة لمنصور بتعرضه لاستهداف مباشر في غارة إسرائيلية، فمكث لأيام في حالة خطرة نجا منها بعد بتر في ساقه اليسرى وآثار أخرى على جسده.

يقول منصور لـ ((شينخوا))، إن صديقه عدلي قابله في محنته بنفس مشاعر المؤازرة وأكثر، فكان يهون عليه ويردد عليه ساخرا "نحن الآن بنفس الحال بكل شيء".

وعلى ذلك تحول الجرح المشترك لكل من عدلي ومنصور إلى تمتين لصداقة تخفف من وطأة الوضع المستجد على كليهما ليتقاسما معا محنة الحياة الجديدة.

يقول عدلي "كنا أنا ومنصور صديقان منذ صغرنا ومرحلة المدرسة الابتدائية بحكم أننا جيران، لكن الإصابة والجرح المشترك عزز علاقتنا وحولنا إلى روح واحدة في جسدين".

ويضيف "بدأنا حياة جديدة بعد إصابتينا عنوانها الأمل والتفاؤل وتجاوز الصعاب، فنحن لا نلقي هما لما حدث معنا بل نعيش يومنا بكل تفاصيله من دون الوقوف عند حالتينا".

يتدخل منصور بالحديث ، مشيرا إلى أنهما يفعلان كل شيء تقريبا مع بعضهما بما في ذلك مواقف ليس من السهل تصورها على جريحين في مثل حالتيهما.

من ذلك أن الصديقين يركبان معا دراجة نارية ويتجولان بها يوميا تقريبا في شوارع قطاع غزة، فيتولى عدلي مقود الدراجة والفرامل، فيما تناط بمنصور مهمة تغيير السرعات وفق إيعاز صديقه.

كما أن عدلي ومنصور اعتادا أن يشتريا معا كل احتياجاتهما بما في ذلك الملابس والأحذية.

وبالنسبة لهما يبدو الأمر طريفا حين يفاجئان بائعي الأحذية أنهما الاثنين بحاجة لحذاء واحد يكفيهما.

يقول عدلي ضاحكا "كلانا لا يحتاج لزوج من الأحذية لأنه بحسب طبيعة إصابتينا نكمل بعضنا، وبالتالي كل منا يدفع ثمن نصف حذاء فقط وهذا أسهل".

وعلى الرغم من هول الفاجعة التي ألمت بكل من عدلي ومنصور فإنها لم تمنعهما من مواصلة السير قدما نحو حياة طبيعة لشابين في عمرهما ولم تغب عنهما روح الدعابة.

يروى منصور موقفا عندما صدمتهما سيارة عندها خرج السائق للاطمئنان عليهما لكنه أصيب بالذهول والدهشة ظنا منه أنه السبب في بتر قدميهما لينفجرا هما في نوبة ضحك رغم سقوطهما على الأرض.

وغالبا حين يسير الصديقان في الشوارع يلفتان نظر العامة من الناس خاصة وأنهما يبتسمان طوال الوقت ويمتلكان روحا مرحة يعبران عنهما بتعليقاتهما الساخرة وحركاتهما المتبادلة.

كما أن لكل من عدلي ومنصور نشاط في الدعم النفسي للجرحى من أمثالهم في قطاع غزة الذي تسجل إحصائيات رسمية فيه وجود ما يزيد عن 25 ألف جريح خلال الأعوام العشرة الأخيرة.

وشنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014.

ويتفق عدلي ومنصور على أن قبول القدر بخيره وشره وحده من يكون المعين على الحياة وجلب السعادة رغم كل المصاعب.

الصور

010020070790000000000000011101451364565371