مقالة خاصة: الظروف الجوية المتطرفة تبرز تهديد الاحترار العالمي وتتطلب بذل جهود منسقة لتنفيذ اتفاق باريس

15:57:00 20-07-2017 | Arabic. News. Cn

بكين 20 يوليو 2017 (شينخوا) إن سلسلة من الظروف الجوية المتطرفة التي اجتاحت العالم مؤخرا، بما فيها موجات الحر طويلة الأمد في في نصف الكرة الأرضية الشمالي، كانت بمثابة تحذير مخيف بشأن تغير المناخ وزادت من إلحاحية معالجة هذه المشكلة العالمية.

فمنذ بداية هذا الصيف، عاني عدد من الدول والمناطق من حرارة حارقة وجفاف وأمطار غزيرة وفيضانات وعواصف ثلجية، أدت إلى وقوع كوارث وحوادث مختلفة أثرت تأثيرا شديدا على حياة الناس.

ويشعر خبراء الأرصاد الجوية بقلق عميق، وبالمثل عامة الجماهير. وأشار الخبراء إلى أن الاحترار العالمي هو السبب الرئيسي في حدوث هذه الظروف الجوية المتطرفة وحذروا من وقوع مزيد من العواقب ما لم يتغير الوضع الحالي.

فتغير المناخ صار أكثر واقعية مقارنة بأي وقت مضى. وقد حان الوقت لترجمة الأقوال إلى أفعال.

-- الاحترار العالمي هو المتهم الرئيسي

إن الفيضانات الفتاكة التي أعقبت موجات الحر المستمرة في ولاية أريزونا الأمريكية وتكرار اندلاع حرائق الغابات في كولومبيا البريطانيا بكندا والجفاف المستمر في إيطاليا وأسبانيا وتساقط الثلوج بكثافة غير عادية في عاصمة شيلي تعد من بين الظروف الجوية المقلقة التي اجتاحت العالم مؤخرا.

ووفقا لأحدث دراسة أجرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، لا يزال الاحترار العالمي، وليس ظاهرة ألنينو، هو السبب الرئيسي وراء هذه الظروف الجوية المتطرفة بجميع أنحاء العالم.

وقد تنبأت المنظمة، مستخدمة نماذج تقييم المناخ الصادرة عن الفريق الحكومية الدولي المعني بتغير المناخ، تنبأت بأنه إذا ما استمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الزيادة، فإن متوسط درجة حرارة سطح الأرض في العالم قد يرتفع بواقع أكثر من أربع درجات مئوية بحلول نهاية القرن، وهو ما يعني مزيد من موجات الحر الشديد ومزيد من أوقات الليل والنهار الحارة للغاية مستقبلا .

وحذرت الدراسة، التي صدرت نتائجها هذا الأسبوع ، من أن العديد من المدن قيد التقييم قد تشهد ارتفاع درجة الحرارة العظمي اليومية بها في الصيف بما يتراوح بين 6 و 7 درجات مئوية بحلول العام 2100. فباريس، على سبيل المثال، ستشهد ارتفاع متوسط درجة الحرارة العظمي اليومية بها في الصيف من 22.7 درجة إلى 29.2 درجة.

ورغم التكهنات بأن الظروف الجوية المتطرفة الأخيرة كان لها علاقة بتأثيرات النينو، إلا أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أوضحت في مطلع يوليو أن هذا الأمر غير صحيح. وتظهر الإحصاءات الصادرة عن هذه الوكالة الأممية أن الأنماط الجوية في شرق ووسط المحيط الهادئ الاستوائي مازالت تعكس ظروف ظاهرة النينو/التذبذب الجنوبي المحايدة.

وقال ديفيد كارلسون مدير برنامج بحوث المناخ العالمي "حتى بدون حدوث ظاهرة النينو بقوة في عام 2017، فإننا نشهد تغيرات ملحوظة أخرى في جميع أنحاء الكوكب تتحدى حدود فهمنا للنظام المناخي. فنحن الآن في أرض مجهولة حقا".

والطقس المتطرف ليس الإشارة الوحيدة على تغير المناخ، إذ أن أحد أكبر الجبال الجليدية المسجلة قد شهد انكسار الجرف الجليدي لارسن سي في القارة المتجمدة الجنوبية "أنتاركتيكا" في الأيام الأخيرة، ليصبح تذكرة أخرى بالتغير السريع في هذه القارة.

وقد أكد الدكتور فاليري ماسون دلموت، عالم المناخ بالفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، أن تغير المناخ الناجم عن الإنسان له القدرة على إحداث كبير في مستويات سطح البحر على مدى السنوات المائة المقبلة.

-- اتفاق باريس بحاجة إلى عمل فوري

وقليلون هم من ينكرون الخطر الوشيك لتغير المناخ في الوقت الحاضر. ويكمن الأمر المؤسف في أن الجهود المنسقة التي تبذلها جميع الأطراف في المجتمع الدولي مازالت منقوصة، رغم وجود وضع خطير كهذا.

إن اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، الذي وقعه 195 اقتصادا في أواخر عام 2015، يعزز بشكل كبير الثقة العالمية في القدرة على معالجة المشكلة رغم صعوبتها. ويهدف الاتفاق إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بطريقة تؤدى إلى الابقاء على ارتفاع درجة حرارة الأرض دون درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الفترة الصناعية.

بيد أن تنفيذ هذا الاتفاق الهام يواجه عراقيل شديدة بسبب معارضة بعض الأطراف له، ويتضح هذا بشكل خاص من حالة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في أوائل يونيو.

وحتى في مواجهة الانتقادات المتزايدة، لم يتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقفه بعد. وفي قمة مجموعة العشرين التي عقدت في هامبورغ في مطلع الشهر الجالي، لم يتمكن كبار قادة العالم من التوصل إلى توافق حول تغير المناخ، مع اختلاف موقف ترامب عن القادة الـ19 الآخرين.

ولكن يبدو أن هناك جانبا مضيئا.

ففي الأسبوع الماضي، ألمح ترامب إلى تغيير محتمل في موقفه تجاه اتفاق باريس بشأن تغير المناخ الذي انسحب منذ قبل أسابيع حيث قال " شيء يمكن أن يحدث فيما يتعلق باتفاق باريس، دعونا نرى ما سيحدث".

وبينما يكافح العالم للتعامل مع قضية تشكل تحديا كهذه، يتعين على أكبر اقتصاد في العالم والذي يحتل المرتبة الثانية من حيث إخراج الانبعاثات، أن يلعب دورا رئيسيا بدلا من أن يسير بعيدا على طريقه وحيدا.

ويترقب البعض مؤتمر الأمم المتحدة بشأن المناخ العالمي الذي سيعقد في بون في وقت لاحق من العام الجاري للوقوف على التقدم المحتمل بشأن تنفيذ اتفاق باريس، وما إذا كانت الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق. وعلى أية حال، لا يمكن للعالم الانتظار طويلا.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

مقالة خاصة: الظروف الجوية المتطرفة تبرز تهديد الاحترار العالمي وتتطلب بذل جهود منسقة لتنفيذ اتفاق باريس

新华社 | 2017-07-20 15:57:00

بكين 20 يوليو 2017 (شينخوا) إن سلسلة من الظروف الجوية المتطرفة التي اجتاحت العالم مؤخرا، بما فيها موجات الحر طويلة الأمد في في نصف الكرة الأرضية الشمالي، كانت بمثابة تحذير مخيف بشأن تغير المناخ وزادت من إلحاحية معالجة هذه المشكلة العالمية.

فمنذ بداية هذا الصيف، عاني عدد من الدول والمناطق من حرارة حارقة وجفاف وأمطار غزيرة وفيضانات وعواصف ثلجية، أدت إلى وقوع كوارث وحوادث مختلفة أثرت تأثيرا شديدا على حياة الناس.

ويشعر خبراء الأرصاد الجوية بقلق عميق، وبالمثل عامة الجماهير. وأشار الخبراء إلى أن الاحترار العالمي هو السبب الرئيسي في حدوث هذه الظروف الجوية المتطرفة وحذروا من وقوع مزيد من العواقب ما لم يتغير الوضع الحالي.

فتغير المناخ صار أكثر واقعية مقارنة بأي وقت مضى. وقد حان الوقت لترجمة الأقوال إلى أفعال.

-- الاحترار العالمي هو المتهم الرئيسي

إن الفيضانات الفتاكة التي أعقبت موجات الحر المستمرة في ولاية أريزونا الأمريكية وتكرار اندلاع حرائق الغابات في كولومبيا البريطانيا بكندا والجفاف المستمر في إيطاليا وأسبانيا وتساقط الثلوج بكثافة غير عادية في عاصمة شيلي تعد من بين الظروف الجوية المقلقة التي اجتاحت العالم مؤخرا.

ووفقا لأحدث دراسة أجرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، لا يزال الاحترار العالمي، وليس ظاهرة ألنينو، هو السبب الرئيسي وراء هذه الظروف الجوية المتطرفة بجميع أنحاء العالم.

وقد تنبأت المنظمة، مستخدمة نماذج تقييم المناخ الصادرة عن الفريق الحكومية الدولي المعني بتغير المناخ، تنبأت بأنه إذا ما استمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الزيادة، فإن متوسط درجة حرارة سطح الأرض في العالم قد يرتفع بواقع أكثر من أربع درجات مئوية بحلول نهاية القرن، وهو ما يعني مزيد من موجات الحر الشديد ومزيد من أوقات الليل والنهار الحارة للغاية مستقبلا .

وحذرت الدراسة، التي صدرت نتائجها هذا الأسبوع ، من أن العديد من المدن قيد التقييم قد تشهد ارتفاع درجة الحرارة العظمي اليومية بها في الصيف بما يتراوح بين 6 و 7 درجات مئوية بحلول العام 2100. فباريس، على سبيل المثال، ستشهد ارتفاع متوسط درجة الحرارة العظمي اليومية بها في الصيف من 22.7 درجة إلى 29.2 درجة.

ورغم التكهنات بأن الظروف الجوية المتطرفة الأخيرة كان لها علاقة بتأثيرات النينو، إلا أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أوضحت في مطلع يوليو أن هذا الأمر غير صحيح. وتظهر الإحصاءات الصادرة عن هذه الوكالة الأممية أن الأنماط الجوية في شرق ووسط المحيط الهادئ الاستوائي مازالت تعكس ظروف ظاهرة النينو/التذبذب الجنوبي المحايدة.

وقال ديفيد كارلسون مدير برنامج بحوث المناخ العالمي "حتى بدون حدوث ظاهرة النينو بقوة في عام 2017، فإننا نشهد تغيرات ملحوظة أخرى في جميع أنحاء الكوكب تتحدى حدود فهمنا للنظام المناخي. فنحن الآن في أرض مجهولة حقا".

والطقس المتطرف ليس الإشارة الوحيدة على تغير المناخ، إذ أن أحد أكبر الجبال الجليدية المسجلة قد شهد انكسار الجرف الجليدي لارسن سي في القارة المتجمدة الجنوبية "أنتاركتيكا" في الأيام الأخيرة، ليصبح تذكرة أخرى بالتغير السريع في هذه القارة.

وقد أكد الدكتور فاليري ماسون دلموت، عالم المناخ بالفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، أن تغير المناخ الناجم عن الإنسان له القدرة على إحداث كبير في مستويات سطح البحر على مدى السنوات المائة المقبلة.

-- اتفاق باريس بحاجة إلى عمل فوري

وقليلون هم من ينكرون الخطر الوشيك لتغير المناخ في الوقت الحاضر. ويكمن الأمر المؤسف في أن الجهود المنسقة التي تبذلها جميع الأطراف في المجتمع الدولي مازالت منقوصة، رغم وجود وضع خطير كهذا.

إن اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، الذي وقعه 195 اقتصادا في أواخر عام 2015، يعزز بشكل كبير الثقة العالمية في القدرة على معالجة المشكلة رغم صعوبتها. ويهدف الاتفاق إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بطريقة تؤدى إلى الابقاء على ارتفاع درجة حرارة الأرض دون درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الفترة الصناعية.

بيد أن تنفيذ هذا الاتفاق الهام يواجه عراقيل شديدة بسبب معارضة بعض الأطراف له، ويتضح هذا بشكل خاص من حالة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في أوائل يونيو.

وحتى في مواجهة الانتقادات المتزايدة، لم يتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقفه بعد. وفي قمة مجموعة العشرين التي عقدت في هامبورغ في مطلع الشهر الجالي، لم يتمكن كبار قادة العالم من التوصل إلى توافق حول تغير المناخ، مع اختلاف موقف ترامب عن القادة الـ19 الآخرين.

ولكن يبدو أن هناك جانبا مضيئا.

ففي الأسبوع الماضي، ألمح ترامب إلى تغيير محتمل في موقفه تجاه اتفاق باريس بشأن تغير المناخ الذي انسحب منذ قبل أسابيع حيث قال " شيء يمكن أن يحدث فيما يتعلق باتفاق باريس، دعونا نرى ما سيحدث".

وبينما يكافح العالم للتعامل مع قضية تشكل تحديا كهذه، يتعين على أكبر اقتصاد في العالم والذي يحتل المرتبة الثانية من حيث إخراج الانبعاثات، أن يلعب دورا رئيسيا بدلا من أن يسير بعيدا على طريقه وحيدا.

ويترقب البعض مؤتمر الأمم المتحدة بشأن المناخ العالمي الذي سيعقد في بون في وقت لاحق من العام الجاري للوقوف على التقدم المحتمل بشأن تنفيذ اتفاق باريس، وما إذا كانت الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق. وعلى أية حال، لا يمكن للعالم الانتظار طويلا.

الصور

010020070790000000000000011101451364589151